كتيب أنا هو الراعي الصالح للأب متى المسكين هو تأمل روحي ولاهوتي عميق في أحد ألقاب المسيح الجوهرية كما ورد في إنجيل يوحنا: "أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف". يتناول الأب متى في هذا الكتيب المعنى الوجودي لهذا الإعلان، مبرزاً صورة المسيح ليس فقط كقائد أو معلم، بل كراعٍ حنون يحمل ضعف الإنسان، ويتقدم أمامه ليقوده إلى الحياة الأبدية. يشدد الكاتب على أن الراعي الصالح لا يحكم ولا يدين، بل يحتضن ويحب ويضحي بنفسه دون شروط، ويتبع خرافه حتى الهلاك ليردها حيّة. كما يربط بين الرعاية الإلهية وعمل الفداء، موضحاً أن محبة المسيح الراعي تتجاوز المفاهيم البشرية للعدالة، إذ يترك التسعة والتسعين لأجل الضال، ويبذل نفسه عن الجميع. بأسلوبه الروحي العميق، يكشف الأب متى المسكين عن أبعاد العلاقة بين الله والإنسان كعلاقة محبة ورعاية مطلقة، فيها ينكشف قلب الله للإنسان في صورة الراعي الذي لا يملّ من البحث عن خرافه الضالة. الكتاب من سلسلة "في اللاهوت ألقاب المسيح" وقد صدرت عن مطبعة دير القديس أنبا مقار - وادي النطرون.