يُقدّم كتاب القديس أنطونيوس ناسك إنجيلي رؤية روحية عميقة لحياة القديس أنطونيوس الكبير، ليس فقط كسيرة حياة، بل كنمط حياة إنجيلي أصيل. يصور الأب متى المسكين كيف أن أنطونيوس لم يكتف بالتجرد من الممتلكات، بل عاش الفقر، الصمت، والنسك في البرية، فتجسدت في حياته مبادئ الإنجيل بطريقة ملهمة. يوضح الكتاب أن حياة القديس كانت مدعومة بقوة الروح القدس، فكانت حياته صورة حيّة للرهبنة الأولى، خالية من أي زيف أو ادعاء، حقيقية في طاعة، صلاة، وتجرد، لتكون بمثابة رسالة لكل مسيحي يبحث عن حياة نُسكية إنجيلية صافية.
في هذه الصفحات الروحية، يُظهر الأب متى المسكين كيف غيّر القدّيس أنطونيوس مفهوم الرهبنة، ليس فقط كعزل أو جلوس في الصحراء، بل كنمط حياة يتجسد في كل تصرف وبسلوك داخلي، في خدمة الآخرين وعمق الصلاة، ليضع النسك المسيحي في مكانته الحقيقية كدعوة إنجيلية جامعة للروح والجسد. بهذا الأسلوب، يقدم الكتاب تجربة روحية ثرية، تأخذ القارئ إلى قلب النسكية ومحبتها، لتكون دعوة عملية للعيش وفق الإنجيل، في العصر الحاضر كما كان بشهداء الصحراء الأوائل.