يوحي هذا السفر بحالة الانحطاط الخُلقي والديني التي جاءت بعد حكم يربعام الثاني، ففي طيّ نبواته صدى واضح لحوادث الفوضى وجرائم القتل وعبادة الأوثان والزنا والكبرياء، كما تحوي النبوة أيضاً وصفاً لحالة الركود الروحي التي اتسم بها الشعب في كل فئاته، من قيادات دينية أو مدنية حتى نسوا الرب. كان هوشع النبي معاصراً لستة ملوك في إسرائيل، وقد ظل العرش الملكي شاغراً قرابة إحدى عشر عاماً. ولعله بسبب هذه الظروف وعدم الاستقرار، ولأن الهجوم الأشوري كان وشيك الحدوث جاءت النبوة بكلمات شديدة الوطأة، مختصرة على قدر الإمكان. كتاب هوشع للقمص تادرس يعقوب ملطي - من تفسير وتأملات الآباء الأولين - منشورات كنيسة الشهيد مار جرجس باسبورتنج.