انتشرت المذاهب الكثيرة المتضاربة وكثرت الآراء المتباينة في تفسير الكتاب المقدس، وفي النظرة إلى العبادة ووظائف الكنيسة، الأمر الذي دعا قيادات الفكر اللاهوتي أن يتجهوا الى العصور الأولى للمسيحية ليجدوا فيها الأسس اللاهوتية والروحية السليمة، التي تبنى عليها جميع الدراسات الكتابية واللاهوتية والروحية والسلوكية، وتصلح أن تكون المصدر السليم للوحدة المسيحية. ولما كانت الليتورجيات هي إحدى هذه المصادر الأساسية لدراسة المسيحية الأولى، فقد ظهر علم اللاهوت الليتورجي وكثرت الدراسات والأبحاث العلمية والروحية المتعلقة بهذا المجال. يبحث الانبا بيمن في هذا الكتاب موضوعات في غاية الأهمية نذكر منها: الليتورجيا وحياة الشركة، الليتورجيا والكتاب المقدس، الليتورجيا والنظرة المسكونية والكونية المعاصرة.