لقد اصطبغ علم اللاهوت عند آباء الكنيسة الأولين، وعلى الأخص آباء الاسكندرية، بالاتجاه الخلاصي في دراسة اللاهوت، ومضمونه أن كل ما فعله المسيح إنما يختص بخلاصنا أولاً وأخيراً، وأنه ليس لنا أن نبحث عن أي شيء في علم اللاهوت من أجل المعرفة النظرية المجردة، بل لنستفيد به من أجل خلاصنا. فإن كان القديس أثناسيوس قد تحمس للدفاع عن مساواة الابن للآب في الجوهر، وإن كان القديس كيرلس قد انبرى للدفاع عن الاتحاد الأقنومي أي وحدة كيان المسيح البشري الإلهي، فإن سر حماسهما في الدفاع عن ذلك هو رؤيتهما الواضحة للعلاقة الصميمية بين هذه الحقائق اللاهوتية وخلاصنا نحن. "حياة المسيح المقدسة وآلامه وموته وقيامته وصعوده وكهنوته السماوي من أجلنا" بحسب تعليم القديسين أثناسيوس الرسولي وكيرلس الكبير. ترجمة وإعداد رهبان دير القديس أنبا مقار.