إنّ الحديث عن العذراء يقودنا تحليقاً بالروح حول تلك البقعة التي تجلّى لنا فيها الحب بشكل يفوق كل تصوّر. إنها تأخذنا إلى موطن الحنين القصوى، إلى البقعة العبقة بالسر، إلى تلك القرية التي نترك على أعتابها كل مرتكزات ذواتنا، كل زيفنا، كل أقنعتنا، كل ما توهّمنا أن يضيف إلينا، أو يجمّلنا في أعين الآخرين. إنّ تأكيد الكنيسة عبر العصور على مصطلح "والدة الإله" لم يكن اهتماماً بوصف العذراء بقدر ما كان تأكيداً على ماهية المولود من العذراء. وكتاب حوار حول والدة الإله ليس شرحاً أكاديمياً تاريخياً متخصّصاً بحسب المؤلف، بقدر ما هو شرحاً مبسطاً لحقائق ترتلها الكنيسة. تأليف الراهب سارافيم البرموسي، ومراجعة الأنبا ايسيذورس. من منشورات مدرسة الإسكندرية.