كتاب "سفر الرؤيا " فيه كثير من الإشكالات العويصة التي تحار في فهمها أذكى العقول البشرية. ويعجز عن إدراك مراميها البعيدة أعظم المناطقة وأبلغ الفصحاء. وقد قيّض الله تعالى العلامة ابن كاتب قيصر، أحد أعلام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأفذاذ في القرن الثالث عشر، ففسر هذا السفر الجليل، حيث حلّ مشكلاته التعليمية وكشف الستار عن معضلاته. ومما يجعل لهذا التفسير قيمته الكبيرة، أنّ مفسره كان ذا إلمام تام بالعلوم الفلسفية والمنطقية، واللغات القبطية والعربية واليونانية والسريانية والعبرانية. ولما كان هذا العلامة لم يُتم تفسيره هذا، بل انتهى عند العدد السادس من الاصحاح العشرين فجاءت التكملة للعالم الجليل الأنبا بولس البوشي مطران مصر. عُني بمراجعته ووضع حواشيه القمص أرمانيوس حبشي (أحد رهبان دير السريان).