من بين كل أسفار العهد القديم يعتبر إشعياء الأغنى، فمن حيث الأسلوب لا مثيل له، ومن حيث الشمولية ليس له حدود. إن نظرته العميقة لله لا تجدها في أي سفر آخر، فمن نواح متعددة هو سفر لا نظير له. وقد لُقب إشعياء "بالنبي الإنجيلي" ولُقب سفره " بالانجيل الخامس" جنباً إلى جنب مع متى ومرقس ولوقا ويوحنا. إنّ قارئ سفر إشعياء يستطيع أن يرسم صورة المسيا بوضوح شديد من خلال السفر. فقد تحدث إشعياء عن ميلاد المسيح من عذراء، وعن طبيعته الإلهية "ابن الله"، وعن خدمته ورسالته لشعبه وللعالم، كما تحدث عن صفاته وآلامه، فقد وصف اشعياء آلام المسيح وكأنه كان واقفاً عند الصليب يكتب ما يراه، كما تحدث عن مجده وملكوته. كما أن نبوات إشعياء قدمت عن المسيا ثلاثة صور له: صورة المسيا الملك، صورة المسيا كالعبد المتألم، المسيا المنتصر. كتاب المسيح في نبوات إشعياء بقلم القس اشرف عزمي.