في عصور المسيحية الأولى، كانوا يطلقون لقب "مصارعون" على الرجال والنساء المجاهدين للحصول على مجد القديسين. والقديس يحقق في حياته نتائج يصعب تحقيقها على سائر الناس. هذه النتائج أو الانتصارات عندما تعترف بها الكنيسة رسمياً، يظهر اسم صاحبها في التقويم، ويعتبر الاعتراف الرسمي بقديس ما، امتيازاً خاصاً يمنح لفئة ضئيلة من الناس. وكم من قديس لم نقرأ اسمه في التقويم؟ أما الذين يوصي الكنيسة بإكرامهم، هم قليلون جداً، فإنهم لا ينالون التكريس إطلاقاً وهم على قيد الحياة، بل بعد انتقالهم. والذهبي الفم كان واحداً من اولئك المغبوطين، الذين عرفوا كيف ينساقون مع النعمة، ويدركون هذا المجد العظيم. الكتاب من تأليف الأب فيرجيل جيورجيو، وتعريب الأسقف جبران الرملاوي.