إنّ العالم الاستهلاكي يروّج لعلاقات من دون علاقة، وتواصل من دون صلة، وتفاعلات من دون جدّية، ووجود من دون حضور، واستماع من دون انصات، وحديث من دون وجهة، وابتسامات من دون بهجة، وانفعالات من دون شعور، وتكتلات والتحامات من دون وحدة! لذا يسعى صناع الروح الاستهلاكية العالمية إلى تشكيل بنية اجتماعية جديدة قائمة على اللقاء العابر دون أية التزامات، وانتماءات انفعالية دون روابط علاقاتية تشاركية متبادلة حقيقية. فالذهن الاستهلاكي في العلاقات حوّل الأشخاص إلى بضائع، بل وتحوّلت العلاقات إلى نوافذ عرض، نقوم من خلالها بتقييم الآخرين بشكل سريع من خلال معادلات نفعية لنحصل على إجابة تفيد بجدوى الاقتراب النفعي من هذا الشخص من عدمه! كتاب الصلاة في عالم استهلاكي بقلم الراهب سارافيم البرموسي، مراجعة أنبا ايسيذورس، ومن منشورات وتوزيع مدرسة الإسكندرية.