كان الشغل الشاغل للقديس أثناسيوس وبل عمل حياته كله، الذي من أجله كرّس كل وقته وكل قواه وكل جهوده هو "الشهادة لألوهية المسيح"، التي اعتبرها بحق حجر الزاوية في بناء الإيمان المسيحي كله، والتي بدونها لم يكن يتصوّر حدوث أي فداء أو خلاص للانسان.
ومن أجل هذا الحق "ألوهية المسيح" صرف أثناسيوس كل وقته وبذل كل طاقاته، ولأجل هذا الحق احتمل العزل من كرسيه البطريركي واحتمل النفي خمس مرات بلغت مدتها معاً عشرون عاماً، بل ولأجل هذا الحق كان مستعداً في أي لحظة أن يسفك دمه بكل سرور.
يقدم القديس في الكتاب ملخصاً لتعاليم البدعة الآريوسية كما جاءت في كتاب" ثاليا"، تأليف أريوس. ثم يقدم دفاعاً عن تعليم مجمع نيقية المسكوني ضد الآريوسية بأن المسيح ابن الله هو أزلي وغير مخلوق وغير متغير. وعن وحدة الجوهر أو المساواة في الجوهر الواحد بين الآب والابن، ويفنّد اعتراضات الآريوسيين على هذا الايمان النيقاوي الارثوذكسي. وبعد ذلك يتناول بالشرح والبحث بعض نصوص الكتاب المقدس، التي كان الآريوسيين يحوّلون معناها للطعن في ألوهية المسيح، فيقدّم شرحاً مفصلاً ودقيقاً للنصوص الكتابية مبرهناً بواسطتها على صحة إيمان الكنيسة بألوهية المسيح. كتاب الشهادة الالوهية المسيح تأليف القديس أثناسيوس الرسولي. من منشورات مركز دراسات الآباء.