هناك تعبير في غاية الأهمية يعبر عن الحياة المسيحية، وهو تعبير الميلاد الثاني أو الولادة الجديدة أو الميلاد من الماء والروح. وهذه كلها تعبر عن المعمودية. إن الإنسان، كل إنسان، يولد حسب الجسد ميلاداً جسدانياً. وفي الحديث المكتوب في الاصحاح الثالث من إنجيل يوحنا، والذي جرى بين ربنا يسوع المسيح ونيقوديموس، شرح ربنا يسوع المسيح كيف أن نيقوديموس محتاج إلى ولادة جديدة لان المولود من الجسد جسد هو، ولكن المولود من الروح هو روح. وتظل المعمودية طاقة كامنة في حياة الإنسان الذي تعمّد حتى تخرج من كمونها، وتصبغ حياة الإنسان كله وبذلك يصير مسيحياً حقيقياً حين تنتقل اهتماماته من الجسدانيات إلى الروحيات. يحاول الأنبا إيساك في هذا الكتاب أن يبين ملامح الشخصية المسيحية.