يتصوّر العديدون الإنسان سائحاً هائماً وراء متطلباته، أكانت روحية أم مادية. لكن لا يمكن لكثيرين أن يتصورا الله سائحاً. لأنّ الله بحسب الفلسفة والأديان عامة هو الكائن الثابت غير المتبدل، ولأنّ العشق يعني السعي نحو شيء ينقصني وحاشا الله أن ينقصه شيء. لكن المسيحية دين المحبة والحرية، محبة الله وحرية الإنسان. إنّ كلا الكلمتين (محبة - حرية) تعنيان أن الله متحرك وليس ثابتاً، وأنّه يسعى إلينا كما لو سعينا إليه بحسب المطران بولس يازجي. جاء كتاب السائحان بين السماء والارض تجميعاً للمقالات التي نُشرتْ في "رسالة الرعيّة" التي تصدرها مطرانيّة حلب أسبوعيّاً. ولقد تمّ تبويبها تحت عناوين ثلاثة: "الله والإنسان"، "الحياة الروحيّة "، " الحياة الكنسيّة".