المقصود بكلمة "التجسد" هو ظهور الله في جسد بشري، مماثل تماماً لطبيعة أجسادنا، وعاش بيننا كإنسان. ولما كنا جميعاً تحت قصاص فساد الموت، بذل جسده للموت عوضاً عنا وقدّمه للآب. أما عن أهداف التجسد، فإن الرب قد فعل هذا شفقة بنا وذلك لكي يكمل الناموس أولاً ويوفي مطلب الآب العادل الذي كان يقضي بهلاك البشر، فيموت عنهم ويرفع عنهم حكم الموت، إذ يستنفذ سلطانه في جسده ويكسر شوكته بقيامته، فلا يعود له سلطان عليهم، بل ويخلصهم من فساد الموت ويعطيهم حياة أبدية. وثانياً لمحبة الله للبشر لم يتركهم في جهلهم بل نزل إليهم ليظهر لهم ذاته. وبهذا أمكن لنا أن نعرف الآب في ابنه يسوع المسيح، الذي هو من نفس جوهر الآب. مقالات مبسطة في لاهوتيات القديس أثناسيوس عن "التجسد معناه واهدافه"، إعداد القمص متياس فريد وهبة.