يقول صموئيل طلعت أيوب إن السؤال "لماذا تجسد الله؟" سؤالاً بسيطاً وإنّ إجابته معروفة، فالابن قد تجسد كي يفدي الانسان من رباطات الخطية ويخلصه من الفساد الذي تسلل إلى طبيعته بعد السقوط. نعم تلك هي الإجابة الشائعة بين المؤمنين في الكنائس، ولكن ماذا لو لم يسقط الإنسان، أكان الله حينها سيتجسد؟ أو بصيغة أخرى هل التجسد كان مشروطاً بالسقوط والفداء؟ هذا السؤال لم يشغل فكر آباء الكنيسة الأولين إلا أنه شغل فكر العديد من اللاهوتيين، بدءاً من مكسيموس المعترف مروراً بدانس سكوت وصولاً لغريغوريوس بالاماس وغيرهم. كانت إجابة هؤلاء مخالفة للفكرة الشائعة، فالتجسد بالنسبة لهم ليس مشروطاً لا بالسقوط ولا بالفداء، فحتى لو لم يسقط الإنسان لكان الله قد تجسد، لأنّ المعنى الحقيقي للخلاص هو الاتحاد الإلهي بالإنساني، وغاية الخلق هو التأله، وما كان للإنسان أن يتأله إلا بتأنس الإله.