إنّ المسيحية مبنيّة على أساس التبني لله الآب الذي صار من ثمار تجسد الإبن الوحيد، وأُعطي للمؤمنين به أن ينالونه بالروح القدس بالولادة الجديدة من الماء والروح. وهذه البنوة لله الآب ثباتها في الإبن الوحيد الجنس الذي من جوهر الآب الذي حلّ فينا. ففي تجسّده صار أبوه بالطبيعة أبا لنا بالنعمة، ولهذا السبب أي تعاليم تفصل طبيعتنا البشرية التي اتحد بها الله الكلمة عن لاهوته تزعزع بنوتنا لله الآب، وأي تعليم ينكر لاهوت الإبن الذي له نفس طبيعة الآب فتجعل بنوته الطبيعية ليست ثابتة فيه، أيضاً تنزع بنوتنا التي أخذناها فيه. لذلك وقف أباؤنا القديسين ضد هذه الهرطقات التي تنتزع بنوتنا لله الآب التي وهبها لنا مغروسين في إبنه. كتاب التبني لله الآب من إعداد الأنبا أنجيلوس (الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية).