كتاب إسرائيل بين الدعوة والرفض من تأليف كوستي بندلي هو عمل فكري ولاهوتي يعالج الموقف من دولة إسرائيل من زاوية مسيحية وإنسانية، بعيداً عن الانفعالات السياسية المباشرة أو الأيديولوجيات المتطرفة. صدر هذا الكتاب في سبعينيات القرن الماضي، وما زال يُعد مرجعاً مهماً في الفكر المسيحي العربي.
يتحدث الكتاب عن: الخلفية التاريخية والدينية:
يتناول بندلي في بداية الكتاب الخلفية التاريخية لنشوء دولة إسرائيل، ويتطرق إلى النكبة الفلسطينية عام 1948 وتداعياتها. يعرض النظرة الدينية التي يتمسّك بها الصهيونيون بخصوص "أرض الميعاد"، ويوضح كيف يُستَغل النصّ الديني لتبرير الاحتلال.
عن الموقف المسيحي الحقيقي: يدعو بندلي إلى فصل الإيمان المسيحي عن التأييد الأعمى لإسرائيل، ويؤكد أن المسيحية لا تبرر الظلم أو الاحتلال. كما يشير إلى أن العهد الجديد يركّز على خلاص البشرية جمعاء، لا على امتياز شعب واحد. المسيحية لا ترى في "الشعب المختار" مفهوماً عنصرياً، بل تدعو إلى شمولية الخلاص.
بين الدعوة إلى الحوار ورفض الظلم: يرفض بندلي معاداة اليهود كأشخاص أو كديانة، لكنه يفرّق بين اليهودية كدين والصهيونية كأيديولوجيا سياسية عنصرية. ويدعو إلى التمسك بالحق الفلسطيني ورفض الظلم الذي تمارسه إسرائيل، وفي الوقت نفسه عدم السقوط في الكراهية أو الانتقام.
دعوة للحوار والسلام: يشدّد على أن الحل العادل والشامل لا يكون إلا عبر الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وكرامته. ويدعو إلى أن يكون المسيحيون العرب صوت عدالة ومصالحة، لا كراهية ولا خضوع.
يهدف بندلي إلى توعية المسيحيين العرب بعدم الانجراف خلف شعارات دينية تُستَخدم لتبرير الاحتلال الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه تبني موقف إنساني ومسيحي يناصر المظلومين دون تعصب. الكتاب من منشورات النور. ومن سلسلة "الإنجيل على دروب العصر".