تشكل بيولوجيا داروين رواية مستهجنة عن أصل الأنواع الحيّة، تجري وقائعها في أزمنة تتجاوز مدى الخيال الإنساني وفي طبقات أرضية مختفية عن الأنظار. وتصف في كلامها عن الإنسان، مراحل تطور تشبه القصص الوهمية. تتنوع مواقف البشر من مضمونها وتختلف عندهم الدوافع والمعايير في رفضها أو قبولها. وعلى الرغم من اكتسابها تدريجياً ميزة النظرية العلمية، يقف كثيرون منها موقف الحذر، لعجزهم عن إخضاع إثباتاتها لتجارب مباشرة. ويرفضها آخرون رفضاً قاطعاً لايمانهم بما ترويه كتب الديانات التوحيدية عن خلق الله لآدم. ويقبل بصدقها العلمي مؤمنون مسيحيون كثيرون ولكنهم يعانون بعض التردد الحذر في إذعانهم لها. يبرز هذا الكتاب انطلاقاً من رواية الخلق في سفر التكوين، مسؤولية الإنسان العلمية، واستقلال كل من الايمان والعلم، حيث يحظى كلٌّ منهما بمعرفة متميزة عن الآخر، وإمكانية تكاملهما في الانسان المؤمن. تأليف الدكتور بشارة صارجي. سلسلة " من خزائن الفكر" أسسها ويشرف عليها عادل تيودور خوري.