الدولة | مصر |
---|---|
المحافظة – المدينة | بني سويف |
الطائفة | أقباط أرثوذكس |
الموقع على الخريطة | ![]() |
👑 تسمية الدير ومحبة الرهبان للعذراء
كثيرٌ من الأديرةِ سُمّيت باسمِ العذراءِ، وذلك لمحبّةِ الرهبانِ فيها والراهباتِ بسببِ نقاءِ حياتِها وسيرتِها، وهذا الديرُ سُمّي باسمِها على الرغمِ أنّ السيدةَ العذراءَ لم تَقُمْ بزيارتِه. مؤسّسُ الديرِ هو القدّيسُ الأنبا إسحق أبُ جبلِ البرمبلِ وجبلِ مفسط (دير الحمام حاليًا)، وهو تلميذُ الأنبا أنطونيوس، عاشَ في القرنِ الرابعِ الميلاديِّ، وتنيّحَ في ٢٥ بشنس (٢ يونية)، كُتبت سيرتُه بواسطةِ الأنبا سرابيون، وهي حاليًا في ديرِ الأنبا أنطونيوس.
✝️ مؤسس الدير وسيرته
القدّيسُ الأنبا إسحق من قريةٍ تُسمّى أبويط مركزِ الواسطى محافظةِ بني سويف. اشتهى حياةَ الرهبنةِ فذهبَ إلى جبلِ الشركةِ شرقيّ الفيوم (حاليًا دير الملاك غبريال الشهير بدير أبو خشبة). وظهرَ ملاكُ الربِّ للقدّيسِ العظيمِ أنطونيوس وأوصاه أن يذهبَ إلى جبلِ الشركةِ لأنّه سيكونُ له أولادٌ رهبانٌ ويصيرُ منهم كهنةٌ ورؤساءُ كهنة. ظهرت القدّيسةُ مريمُ للأنبا أنطونيوس وقالت له: الشابُّ إسحقُ الشجاعُ يكونُ اسمُه بعد مقاريوس وسرابيون، ويفرّقُ الشياطينَ واليونانيّينَ الكَفَرةَ الذين في جبلِ البرمبل.
🕊️ عطاياه ومعجزاته الأولى
بعد سنةٍ أخرى زاره الأنبا أنطونيوس مرةً ثانيةً، ثم زار جبلَ الشركةِ وأقامَ عندهم أيامًا قلائل. إلهُنا الصالحُ أعطى القدّيسَ الأنبا إسحق وهبَةَ شفاءِ الأمراضِ وإخراجِ الأرواحِ النجسةِ وأيضًا الوعظ. وقد تمَّ بناءُ الديرِ حوالي سنةِ ٣٤٦ ميلاديّة، فدخَلَ كثيرونَ في الأمانةِ المقدّسةِ بمخلّصِنا الصالحِ، وذلك في عصرِ الملكِ قسطنطين البارّ. بعدَ عشرةِ سنينَ ظهرت السيدةُ العذراءُ حوالي (٢٥٦ ميلاديّة) وأوصتْه أن يذهبَ إلى الأنبا أنطونيوس ليأخذَ بركتَه الأخيرة، وحضرَ الأنبا مقاريوس ودفنوه ثم عادوا إلى مواضعِهم.
🏔️ رسالته في جبل الخزائن
أُرسلَ البابا الأنبا أنطونيوس الثاني حوالي سنة ٣٦٥م الأنبا إسحق إلى جبلِ الخزائنِ الذي كان به إخوةٌ، فصارَ رئيسًا عليهم وعلّمَهم ورهّبنَهم وألبسَهم الإسكيمَ المقدّس. زاره قداسةُ البابا بطرس الثاني، وبتدبيرٍ إلهيٍّ وُضِعَت عليه اليدُ ورُسِمَ قسًّا. قبل نياحتِه بشهرين سُمِعَ صوتُ الربِّ يناديه ويقول له إنّ تضرّعاتِك وصلَت إليَّ، وإنّ عليك أن تُوصيَ الشيوخَ ألّا يتعجّلوا ويلبسوا الإسكيمَ لأيِّ شابٍّ لم يكتملْ سنُّه واختبارُه. وكان رئيسًا على خمسةِ آلافِ نفسٍ. جمعَ رهبانَه وأوصاهم أن يدفنوا جسدَه في الترابِ في جبلِ الخزائن، وألّا يقيموا في هذا المكان، لأنّ اللهَ لم يدعْ هذا الجبلَ يُعمَرْ إلى تمامِ أربعينَ سنةً، بل يذهبوا إلى جبلِ مفسط، وولدُه أسطفانوس سيكونُ رئيسًا عليهم.
🏛️ دير الأنبا إسحق من الناحية التاريخية
يَدخلُ ضمنَ أديرةِ الفيوم، وكان محسوبًا ضمنَ كنائسِ وأديرةِ الفيوم إلى عامِ ٨٥، وأصبح اليومَ تابعًا للبطريركيّة. أمّا من ناحيةِ التقسيمِ الإداريِّ، فهو داخلُ حدودِ مركزِ ناصر محافظةِ بني سويف. ذكرَ أبو المكارم أنّ بديرِ أبي إسحق بيعةً (يقصدُ مذبحًا) على اسمِ الشهيدِ أبي إسحق، وهذا خطأٌ، والصحيحُ أنّها على اسمِ القسِّ أبي إسحق، ومن هنا كان الظنُّ أنّ الديرَ على اسمِ الشهيدِ أبي إسحق الدفراوي، ولذا وجبَ التصحيح.
🌿 معجزات الدير وعناية الله به
في هذا المكانِ المقدّسِ الطاهرِ حدثت معجزاتٌ كثيرةٌ، وما زلنا إلى الآن نلاحظُ يدَ الله بقوّةٍ تعملُ في هذا المكانِ، وفي كلِّ الساكنين فيه والمتردّدين عليه. وأوّلُ وأكبرُ معجزةٍ يشاهدُها كلُّ زائرٍ هي معجزةُ بناءِ سورٍ ضخمٍ بواسطةِ حشرةٍ تُسمّى دبورَ الطينِ البنّاء، فوقَ السورِ الأصليِّ للديرِ، فحفِظه من السقوط. وهذه الحشرةُ تأتي كلَّ عامٍ من ١٠ / ١ إلى ١٠ / ٣، وتقومُ بجمعِ حبوبِ اللقاحِ من زهرةِ الفولِ الأخضرِ، وبواسطةِ الطفلةِ التي في الجبلِ تبني عشَّها الذي يُشبِهُ كيسَ القطنِ الصغيرَ جدًا، وفي ١٠ مارس تدخلُ الحشرةُ الأمُّ داخلَ السورِ وتُقفِلُ على نفسها وتموتُ، ويُكمَلُ البيضُ دورةَ حياتِه لتخرجَ حشراتٌ جديدةٌ في ١٠ يناير من العامِ التالي، وهكذا على مرِّ السنينَ أصبحَ سُمكُ السورِ في بعضِ الأماكنِ من مترٍ إلى مترٍ ونصفٍ، فحفِظَ هذا المكانَ من الخرابِ، ومعجزاتٌ كثيرةٌ لا حصرَ لها ولا عددَ في كلِّ يومٍ.
🙏 رعاية الكنيسة للدير في العصر الحديث
يخضعُ الديرُ حاليًا تحتَ رئاسةِ حضرةِ صاحبِ القداسةِ سيّدِنا البابا المعظّمِ الأنبا شنودةَ الثالث، العظيمِ في البطاركةِ ومعمّرِ الأديرةِ ورئيسِها الأعظمِ، وأولى عنايةً وأرسلَ الراهبَ القسَّ بيلاديوس الأنبا بيشوي في يومِ السبتِ المباركِ ٩ / ٥ / ١٩٨٧، وذلك لتعميرِ هذا المكانِ المقدّسِ.