الولادة: 1823
الوفاة: 1889
👶 النشأة والبدايات
يُوْسُف بْن بُطْرُس بْن يُوْسُف بْن فرَنْسِيْس كَرَم الأهدني، وُلِدَ في إهدن بأواسط شهر أيار سنة 1823.
والده الشيخ بطرس كرم، شيخ إقطاعيّة إهدن، ووالدته مريم ابنة الشيخ أنطانيوس أبي خطّار العينطوريني.
شبّ وترعرع في بيتٍ كريمٍ وبين هضاب إهدن وجبالها. وكان والده من أعظم اللبنانيين جاهًا، وأجلّهم مقامًا، وأصدقهم وطنيةً، وأكرمهم يدًا.
📖 الثقافة والتعليم
تعلّم يوسف بك كرم مبادئ اللغتين السريانية والعربية، بالإضافة إلى دراسة مبادئ الصرف والنحو، وتعلّم الإيطالية والفرنسية.
ولم يكتفِ بذلك، بل عمل على تطوير ثقافته حتى أصبح ملمًّا بأمورٍ دينيةٍ وأدبيةٍ وعلميةٍ وتاريخيةٍ وإداريةٍ.
كما تعلّم الفروسية على يد الشيخ عماد الهاشم العاقوري.
والملفت أنّ كرم عاش حياةَ تقوى منذ صغره، فلم ينقطع يومًا عن ممارسة فروضه الدينية، وكان يُؤدّي صلواته في أوقاتها مهما كانت الظروف، ويحضر القدّاس في الصباح الباكر ساجدًا يُصلّي المسبحة.
وقد حرص على أن يحمل في عنقه ذخيرةً من عود الصليب المقدّس.
هكذا ومنذ نشأته، اجتمعت في كرم فروسيةٌ مميّزة، وثقافةٌ رفيعة، وإيمانٌ راسخ، فشبَّ رجلَ دينٍ وإيمانٍ واستقامةٍ وفكرٍ وقلمٍ، فاق في كثيرٍ من الأحيان كونه رجلَ سيفٍ وسياسةٍ بمعناها التقليدي.
⚔️ حادثة الشجاعة الأولى
في عام 1845، وكان في الثالثة والعشرين من عمره، وقعت حادثةٌ تُظهِر شهامته وشجاعته وإيمانه.
فقد تصدّى كرم لعسكر الدولة العثمانية الذين أرادوا نزع سلاح الأهالي في الشمال بالقوّة، فألحق بهم شرّ هزيمةٍ، وغَنِمَ منهم كميةً كبيرةً من السلاح والذخائر.
فوضعت الدولة مكافأةً لمن يأتي بكرم حيًّا أو ميتًا.
فلما عَلِم كرم بذلك، نزل بنفسه إلى طرابلس ودخل مقرّ القائد العثماني، ووقف أمامه قائلاً:
“بلغني أن دولتكم وضعت جائزةً لمن يأتيك برأسي أو بي حيًّا، فها أنا بين يديك، فافعل ما تشاء على أن تأمر بتوزيع الجائزة على الفقراء.”
فسأله القائد:
“ما الذي دفعك إلى العصيان؟”
فأجاب كرم:
“علمت أن العسكر قادمٌ إلينا لجمع السلاح بالقوّة القاهرة، وأنه سيفعل ببلدي ما فعل بغيرها من القرى، حيث اعتدى على الأهالي وأهان الكهنة والكنائس، فحملني حبّ بلدي وشعبي والنفور من الظلم على أن أفعل ما فعلت.”
أُعجب القائد بجرأته وحرية ضميره، فعفا عنه وصرفه مكرّمًا.
✝️ تأسيس أخويّة الحبل بلا دنس
في الثامن من كانون الأول عام 1845، بادر كرم إلى تأسيس أخويّة الحبل بلا دنس التي حظيت بمباركة البطريرك ودعم الأهالي.
واختار لها شعارًا يقول:
«فليكن مباركًا الحبل بسيدتنا مريم العذراء البريئة من دنس الخطيئة الأصلية.»
اهتمّ كرم بإعداد الرياضات الروحية، وبإبطال العادات المستهجنة، ومنع الملابس غير المحتشمة، خاصةً عند دخول الكنيسة.
🏛️ الحكم والإدارة
في الخامس عشر من آذار عام 1857، وكّله أهالي إهدن وقسمٌ من أهالي الجبّة ليكون حاكمًا على المنطقة بصلاحياتٍ إداريةٍ وقضائيةٍ وعسكريةٍ واسعة.
⚖️ ثورة كسروان
عام 1858، حين قام طانيوس شاهين والفلاحون – ذوو الأغلبية المسيحية في كسروان – بالثورة على أصحاب الأملاك والمشايخ الموارنة من عائلة الخازن،
طلب البطريرك الماروني من يوسف بك كرم، نظرًا لنفوذه وولائه للكنيسة، التدخّل لإنقاذ المشايخ وإعادة السلام إلى المنطقة.
وصل الثوّار وكرم إلى تسويةٍ للنزاع، غير أنّ الانقسامات الإقطاعية في كسروان استمرّت.
🌟 شهرته ومعاركه
في عام 1860، عُيّن وكيل قائم مقامية النصارى في جبل لبنان.
وخاض معارك عدّة ضد العسكر العثماني، من أبرزها معركة بنشعي الكبرى التي هزم فيها كرم ورجاله جحافل الجيش العثماني، ومعركة سبعل وغيرها من المعارك التي انتصر فيها جميعها.
🤝 جمعية القديس يوسف
في أواخر أيامه، أنشأ كرم جمعية دينية على اسم القديس يوسف، هدفت إلى نشر تعاليم الله والكنيسة، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وتعليم الأحداث، والعناية بالمرضى.
وكان مركزها في دير مار يوسف عبرا، بين زغرتا وإهدن.
⚰️ وفاته
تُوفِّيَ يوسف بك كرم في نابولي – إيطاليا، في السابع من نيسان سنة 1889، بعد حياةٍ حافلةٍ بالإيمان والوطنية والعطاء،
فبقي اسمه خالدًا في ذاكرة لبنان رمزًا للشجاعة والإيمان والوطن.
