الدولة | سوريا |
---|---|
المحافظة – المدينة | حمص |
الطائفة | روم أرثوذكس |
الموقع على الخريطة |
🏛️ الكنيسة الأولى (القرن الخامس)
في النصف الأوّل من القرن الخامس كان في حمص أسقفٌ اسمه بولس، فلمّا وقَف هذا الحبرُ على سيرةِ القدّيس أليان واستشهاده، وعَلِم أن جسدَه قد وُضِع في كنيسةِ الرسل والقدّيسة بربارة، قرَّر أن يبنيَ له من ماله الخاص كنيسةً على اسمه في المكان الذي مات فيه، وأن ينقُل إليها رُفاته، فشُيِّدَت للقدّيس كنيسةٌ واسعةٌ جميلةٌ مُزَيَّنةٌ بالأعمدةِ والرّخام. وعندما أُكمِلَ بناؤُها جمَع الأسقفُ الكهنةَ وأبناءَ رعيّته في كنيسةِ الرسل والقدّيسة بربارة، وبعد أن قضَوا ليلتَهم في الصلاة، حمَلوا رُفاتَ الشهيد ونقَلوها إلى الكنيسة الجديدة، ووضعوها في تابوتٍ من الرخام شرقيَّ المذبح، وكان ذلك في 15 نيسان 432 م.
📜 مصير الكنيسة في العصور الوسطى
لا تذكرُ المصادرُ التاريخيّةُ شيئاً عن مصير هذه الكنيسة في العصور التي تلت بناءَها، ولكن يبدو أنّها فقدَت الكثيرَ من أهميّتها ورونقها أثناء الحوادث العديدة التي تعاقبَت على المنطقة في القرون الوسطى. غير أنّه من المؤكَّد أنّها بقيت قائمةً عبر الأجيال، ووجودُها ثابتٌ في نهاية القرن السادس، كما يتبيّن من أيقونةٍ للقدّيس (موجودةٍ حالياً في باريس) تحمل تاريخ 1598، وقد أهدَاها إلى دير مار أليان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يواكيم السادس الذي كان سابقاً مطراناً على مدينة حمص. ومن جهةٍ أخرى، أحدُ الرحّالة الفرنسيّين الذي زار حمص في أيّار 1658 يتحدّث عن الكنيسة وعن تابوت الشهيد.
🕍 إعادة البناء في القرن التاسع عشر
في النصف الأوّل من القرن التاسع عشر كانت كنيسة مار أليان عبارةً عن بناءٍ صغيرٍ طوله تسعةُ أمتارٍ وعرضُه خمسةُ أمتار، وبما أنّها أصبحت لا تتّسع للمصلّين فقد بادَر الخوري يوسف رباحية إلى الاهتمام بتوسيعها، فأخذ يجمعُ التبرّعات من أبناء الطائفة الأرثوذكسيّة في حمص وكان عددُهم آنذاك 3200 شخصاً. بدأت أعمالُ تجديدِ الكنيسة في 18 أيلول 1843 ودامت خمسةً وأربعين يوماً، واشترك فيها علاوةً على العمّال عددٌ من أبناء الرعيّة، وقام بتدشينها المطران متوديوس راعي الأبرشيّة.
🏗️ الترميم الحديث (1969–1974)
وفي نهاية عام 1969، عندما تسلَّم المطران ألكسي عبد الكريم أمور أبرشيّة حمص، تقرَّر بالتعاون مع عُمدة دير القدّيس أليان ترميمُ الكنيسة المذكورة التي كانت في الآونة الأخيرة مغلقةً في معظم أيّام السنة. فأخذ العمّال يقومون بقشر الطبقة القديمة من الكلس التي تكسو جدرانها والتي كانت قد بدأت بالتفتّت، وذلك لطلائها بطبقةٍ جديدةٍ من الإسمنت. وفي أيّار 1970، عندما وصلوا بالعمل إلى القُبّة التي تحيط بها، ظهرت تحت القشرة الخارجيّة رسومٌ جدرانيّةٌ قديمةٌ (على طريقة الفِرِسْك). وتَكشِفُ هذه الرسومُ صوراً للسيّد المسيح وصوراً لمريم العذراء وبعض الأنبياء والقدّيسين، كما تحمل كتاباتٍ باللغة اليونانيّة واللغة العربيّة. وفي 25 أيّار 1970 تمّ إبلاغُ المديريّة العامّة للآثار والمتاحف في دمشق عن هذا الاكتشاف، فأوفدَت خبراءَها لترميم هذه الرسوم، وأُخِذَت التدابيرُ اللازمة لحفظها من الرطوبة وتأثير النور.
ومن ثمَّ قرَّر سيادةُ المطران ألكسي تزيينَ الكنيسة بكاملها برسومٍ جدرانيّةٍ (فِرِسْك)، فكلَّف بهذه المهمّة الرسّامَين الأخوين جبرائيل وميخائيل موروشان من كنيسة رومانيا. وقد دامت هذه الأعمالُ من 12 نيسان لغاية 28 تشرين الأوّل 1973، وبذلك تمّ تزيينُ كلّ جدران الكنيسة وأقبِيَتِها وسقفها بمساحةٍ قدرُها 800 مترٍ مربّعٍ برسومٍ مختلفةٍ نرى فيها بعضَ المشاهد من حياة السيّد المسيح وصوراً لعددٍ من القدّيسين ومشاهد من حياة القدّيس أليان.
وقد دعا سيادتُه للاحتفال بالقدّاس الإلهي وتدشين هذه الكنيسة بحُلَّتِها الجديدة صاحبَ الغبطة البطريرك إلياس الرابع معوّض، وذلك يوم الأحد بتاريخ 3 شباط 1974، بعد أن وصل الأيقونسطاس الجديد من بخارست – رومانيا، هديّةً من غبطة البطريرك يوستنيانوس للكنيسة. والأيقونسطاس من الخَشَف المحفور صنعه الفنان أوبريجا، ورسم أيقوناته الأرشمندريت صوفيان.