كنيسة قصر البنات

الدولة	سوريا
المحافظة – المدينة	حلب
الطائفة	–
الموقع على الخريطة

🏰 الموقع والجغرافيا

يقع قصرُ البنات قرب طريق حلب–إنطاكية، في الكيلومتر 50 من حلب قرب الحدود مع لواء اسكندرون، وعلى بعد حوالي 5 كم من باب الهوا ضمن المنطقة المشتركة من الحدود، في الوادي الفاصل بين جبل حلقة وباريشا.

🏛️ تكوين الدير

يتألف الموقع من مجموعة أبنية تابعة لدير من القرن الخامس للميلاد، يسميه الأهالي قصرَ البنات، ربما لوجود راهبات متنسكات فيه أيام زمان. تتألف مجموعة الدير من كنيسة وبرج وأبنية سكنية ذات طبقتين أو ثلاث مع أروقة.

⛪ الكنيسة

وتقع الكنيسة جنوب أبنية الدير، أقرب ما يكون إلى الطريق، وهي أكبر كنائس سورية الشمالية، مؤلفة من بهو أوسط وبهوين جانبيين يفصل بينهما سبعة أقواس مع أعمدتها. وقد وُجِد على تاج عمود قريب من الحنية، مرمي على الأرض، كتابة يونانية تذكارية ضمن قرص تذكر:
((أيها المسح ساعد كيروس المعمار الذي بنى هذه الكنيسة تحقيقًا لنذر، وقد مات وقبره في الحنية))
ويبدو أن المعمار كيروس نفسه هو الذي بنى كنيسة بابسقا الشرقية في العام 390 م، وكسيجبة في 414 م، وكنيسة بولس وموسى في دارقيتا في 418 م من جبل باريشا القريب، وقد دفن بعد وفاته في حنية كنيسة قصر البنات.
وهناك كتابة سريانية على حجر قرب الباب في الواجهة الجنوبية الغربية تذكر أسماء: ((نتنائيل وتيودوروس وتيودوريكوس)).

🗼 البرج والبنايات

أما البرج، فإنه يقع في الباحة شمال الكنيسة، ويتألف من سبع طبقات، وهو أعلى بناء في شمال سورية، لازالت ست طبقات من أحجاره قائمة. تتألف كل طبقة، وهي بأبعاد 6×8 م، من غرفة واسعة وغرفتين أصغر منها. وإلى الشمال الشرقي من البرج قام بناء طويل ضخم، ربما كان يستعمل لاستقبال الحجاج والزوار، وإلى الغرب منه في الطرف الآخر من الباحة قام بناء آخر مؤلف من ثلاث طبقات، تتقدمه من الخارج أعمدة رواق بثلاث طبقات كذلك.
أما إلى أقصى الشمال من الخرائب فقد قام بناء لسكن الرهبان مؤلف من ثلاث طبقات كذلك، وفيه أعمدة رواق مقابل الباحة الداخلية للدير. وهناك درجات في الضلع الشرقي لتصوينة الدير تؤدي إلى مقبرة تضم ستة أضرحة، في كل جهة منها ضريحان.

📜 حجرة قصر البنات (على طريق الهوا)

قبل الوصول إلى موقع قصر البنات بحوالي 500 م وعلى بضعة أمتار من يمين الطريق انتصبت صخرة بارتفاع حوالي مترين وعلى شكل جدار مستو، حوت لوحتين ضمن إطارين، الواحدة فوق الأخرى.
قامت اللوحة الكبرى، وهي السفلية، على ارتفاع 38 سم من سطح الأرض، وهي بأبعاد 64×58 سم، ضمت كتابة يونانية ذات ثمانية أسطر، كتُبت كلماتها باختصار ترجمتها:
((بأمر من بولس حاكم الشرق المعظم، وبواسطة يوحنا مستشار كفر براد المبجل، فقد تم تثبيت حدود المنطقة بيزيكوي Bizikoi في هذه النقطة بتاريخ الدورة المالية السابعة من سنة 637)) (الموافقة للعام 588–589 م)
إن الدورة المالية Indiction هي وحدة زمنية مؤلفة من 15 سنة كانت تُستعمل أيام الإمبراطورية الرومانية وما بعدها لتاريخ الأحداث العادية. وربما قصد بكلمة بيزيكوي سكان دير مار بيزا، وهو دير هام في منطقة إنطاكية. وربما أرسل مستشار بلدة براد ليكون حكمًا في موضوع تثبيت خط الحدود في العام 589 م.

أما اللوحة الثانية فقد وُضِعت فوق اللوحة السابقة وهي أصغر منها، أبعادها 44×47,5 سم، ضمت خمسة أسطر من كتابة يونانية ضمن إطار، وترك فراغ بين آخر سطر وأسفل اللوحة بعرض 13 سم لم يُكتب فيه شيء. وفي أسفل اللوحة صليب عريض ارتفاعه 11 سم وعرضه 7 سم، ربما أضيف إلى الفراغ في وقت لاحق لتاريخ الكتابة الأساسية التي تنص: ((إلى الأبد سلطة مولانا القيصر ماركوس أوريليوس))، ويعود تاريخ الكتابة إلى فترة حكم الإمبراطور ماركوس أوريليوس، أي بين 161–180 م، وربما جرى في أيامه ترميم الطريق الرومانية الواصلة بين إنطاكية وقنسرين.