الدولة | سوريا |
---|---|
المحافظة – المدينة | حلب |
الطائفة | – |
الموقع على الخريطة | ![]() |
⛪ التعريف
كنيسةُ المشبك (وربما هي ملقبيس وتعني بالسريانية كلمةَ الحق).
🏞️ الموقع
تقع كنيسةُ المشبك على بعد 25 كم إلى الغرب من حلب على الطريق المؤدية من حلب الجديدة إلى دارة عِزَّة وقلعة سمعان. وقد شُقَّت طريقٌ جديدة بطول 700 م أوصلتها بالطريق العامة، وتبعُد الكنيسة 5 كم إلى الشرق من دارة عِزَّة، وتتبوأ هضبةً جنوبَ الطريق منتصبةً عليها بكل عظمةٍ تمجِّد الخالق.
📜 المصادر التاريخية
ذكر الرحالة دي فوغويه أن هناك صورةً ممتازةً للكنيسة من تصوير البير بوخه من حب، ويذكر بتلر أنها من أكمل الكنائس المحفوظة من نوع البازيليك التي شاهدها في حياتِه. لا ينقصها سوى مثلث الواجهة الغربية العلوي والسقف الخشبي، ويُعيدها إلى القرن الخامس وحوالي العام 470 م بعد مقارنة نافذتي حنيتِها وزخرفتها بنوافذ حمّام سرجيلا المؤرَّخ من العام 473 م.
🏛️ وصف الكنيسة
أبعادُ كنيسة المشبك 32×24 ذراعًا، أي بنسبة 4 إلى 3، وهي مثل جميع كنائس البازيليك. وتتألّف من بهوٍ رئيسي وإلى كل من طرفَيه بهوٌ جانبي يفصل بينهما خمسةُ أعمدةٍ انتهت بتيجانٍ متنوّعة بين الكورنثي والإيوني والدوري. وقامت فوق الأعمدة الأقواسُ الرائعة بأحجارها المتداخلة باتّزان وبأبعادٍ مختلفة.
وربما سُمِّيت الكنيسة “المشبك” لدقّة تشابك أحجارها في الأقواس فوق الأعمدة. ومما يميّز التاجَ الدوريَّ أنه زُوِّد بعُنُق ليبدو مساويًا للتاج الكورنثي بارتفاعه. كما أن التيجان الكورنثية تختلف فيما بينها من حيث طبيعة الأوراق المشكلة للتاج وبوجود أو عدم وجود زاوية فيه. وارتفعت الجدران فوق الأقواس تحمل النوافذ والبروزات الحاملة للسقف الخشبي.
نوافذُ الإنارة في جداري البهو الرئيس وعددها تسع لا علاقة لها مع الأقواس الستة التي تحتها. ونجد أسفل الإفريز العلوي من الداخل مساند على شكل ظُفر تحمل جملون السقف الخشبي، وهي على شكل هرمي مقلوب في وجهها السفلي قرص زخرفي. أما البهوَان الجانبيان فكان يغطيهما سقفٌ خشبيٌّ مائل أقل انخفاضًا من سقف البهو الرئيسي.
في صدر الكنيسة الشرقي قامت الحنية كاملةً نصفَ مغموسةٍ من الخلف، وفي أسفلها نافذتان واسعتان لتأمين الإنارة. ويحمل حجرُ القفل العلوي للحنية قرصًا نافراً رمزيًا، وقام إلى جانبي الحنية غرفتان: الشمالية منهما لخدمة القدّاس، والجنوبية لحفظ ذخائر الشهداء. ولا نعلم إن كانت مخصَّصةً لذخائر شهيدٍ أو قديسٍ معيَّن. كما لم يكن هناك أي برجٍ فوق غرفة الخدمة (الدياكونيكون) كما كانت العادة أحيانًا.
في وسط البهو الرئيسي قامت البيما، وهي مصطبةٌ حجرية ترتفع قليلًا عن سوية أرض الكنيسة، محدبة على شكل حدوة حصان. كانت تُقرأ الرسائل والإنجيل فيها مع الإكليروس قبل التوجّه إلى الهيكل الموجود في الشرق لمتابعة الذبيحة الإلهية.
🚪 الأبواب والواجهات
للكنيسة بابان في الواجهة الجنوبية أحاط بكلٍّ منهما نافذةٌ من جانبيه. وهناك باب ذو نجفة مزخرفة في الواجهة الشمالية لها نافذتان من كل جانب. أما الباب الرئيس فكان في الواجهة الغربية، وقد تميّزت نجفته بوجود ثلاثة أقراص تحمل إشارة الصليب بداخلها، وعلى طرفها الأيسر رسم شجرة، وعلى الطرف الأيمن رمزٌ لأحد النساك العموديين، وهناك نافذة إلى كل من جانبي الباب الغربي.
أما على الواجهة الغربية فيوجد صفّان من النوافذ في كل صف ثلاث نوافذ ترمز إلى الأقانيم الثلاثة. وقد انتهى الصف العلوي منها بنصف دائرة، وهذه من مميزات كنائس النصف الأول من القرن الخامس. ويتبيّن من وجود فرقٍ في منسوب مداخل الكنيسة عن سوية الأرض المجاورة أنه كان هناك عدة درجات أمام كل مدخل وباب، كما كان هناك مظلّة حجرية أمام كل باب تستند على عمودين.
🛠️ الترميم والاحتياجات
كنيسة المشبك لا ينقصها سوى أحجار المثلث العلوي لواجهتها الغربية وبعض أحجار جدارها الشمالي. ولكن لابد من نصب قالبٍ خشبي لإعادة بعض الأحجار المنزلقة نتيجة الزلازل من أماكنها، مع ترميم بعض التيجان المتآكلة بالإضافة إلى ترميم الحنية والجدار الشمالي وكشف أرضية الكنيسة بالكامل، وإعادة تركيب الدرجات والمظلات لمداخل الكنيسة من جهاتها الثلاث، بالإضافة إلى زريقة الجدران من الداخل. هذه الأعمال تتطلّب دقةً فنيةً وأموالًا كافية.
ونشاهد أمام الكنيسة وإلى الجنوب الغربي منها المقلع الذي أُخذت حجارتها منه، وقد حُوِّل إلى حوضٍ لتجميع المياه، كما انتشرت حوله بعضُ الصهاريج المحفورة في الصخر والمدافن الأرضية.
أما إلى الشرق من الكنيسة فقد قام بناءٌ سكنه أحد أبناء منطقة دارة عِزَّة، استكمل فيه جدرانه التي تعود أحجارُها إلى القرن الثاني للميلاد. وقامت إلى الجنوب من الدار المذكورة قريةٌ متهدّمة تعود بقاياها إلى القرنين الخامس والسادس للميلاد، ضمّت العديد من دور السكن والإسطبلات المتهدّمة والتي لازالت نجفات بعض مداخلها منتصبةً في أماكنها. وقد احتوى أحد الإسطبلات رمزَ العموديين وعلته نجمة جميلة.
🌍 الأهمية المعاصرة
كم نحن بحاجةٍ إلى بعثةٍ أثرية تقوم بترميم كنيسة المشبك وتُعيدها للحياة، وتبني قربها بيتًا لها تنطلق منه سنويًا لترميم بعض أهم الفيلات والأبراج والكنائس المنتشرة في المنطقة والتي تحتاج إلى عنايةٍ وترميم واهتمام، مثل الشيخ سليمان وبراد وباصوفان وخراب شمس وبرج حيدر وسواها. تُرمَّم بمعرفة السلطات الأثرية وتحت إشرافها، وتُدرَج في برامج زيارة الوفود السياحية لتكون عنصرَ جذبٍ فعّال في الصناعة السياحية أسوةً باليونان وتركيا.