| الدولة | سوريا |
|---|---|
| المحافظة – المدينة | القامشلي |
| الطائفة | سريان أرثوذكس |
| الموقع على الخريطة |
🏞️ موقع القرية
تقع قرية طرطب في سفح التل الغربي، والتي سُمّيت تيمّنًا بذلك التل، ولا تبعد عن القامشلي أكثر من 5 كم.
🏛️ أصل الاسم
وطرطب لفظة مركبة من كلمتين سريانيتين لا ريب فيهما، لكن الناس اختلفوا في تأويل معناهما، فمنهم من يرى أنهما:
(ܛܪ)(ܛܒܳܐ) (طار طوبا) أي: التزم الخير، وهذه التسمية لا تبدو غريبة عن ثقافتنا، بل هي شبيهة بكلمات الحكم التي قرأناها في أدبيات اللغة الآرامية القديمة، وخاصة في أمثال وحكم أحيقار وزير سنحريب الملك.
هناك من يرى أن أصل الكلمتين (ܛܘܪܐ ܛܒܳܐ) (طورو طوبو) أي: الجبل الطيب / الصالح. لكن هاتين الكلمتين تتحرفان على مر الزمن لتلتصقا ببعضهما وتلفظان وكأنهما واحدة: طرطب. ومن المرجح أن التسمية أُطلقت على التل الذي دعي مجازًا بـ”الجبل”.
🏘️ سكان القرية
كانت القرية تضم في الماضي القريب نحو /90/ أسرة وأكثرهم من العرب والسريان والأرمن والأشوريين، لكنهم نزحوا عنها فلا توجد فيها اليوم أكثر من ثلاثين أسرة. وما زالت القرية تتمتع بمناخ جميل.
⛪ المزار القديم
لقد بُني المزار القديم الترابي الذي كان قد تعرّض للخراب عدة مرات، وأُعيد بناؤه، وعبثًا حاولنا معرفة عمره الزمني، والكل يؤكد أنه عُرف باسم القديس مار جرجس منذ مئات السنين.
موقعه اليوم في سفح الجنوب الغربي من التل، وتربطه بالمدينة طريقان مزفتان:
إحداهما تتفرع عن الطريق الدولي (حلب – اليعربية)
والثانية عن طريق عام (قامشلي – تل حميس) وأُحدثت هذه الأخيرة بعد المزار الجديد.
🚪 مدخل المزار
أما مدخل المزار فإنه يطل على الجنوب ويؤدي إلى ممر ضيق طوله 23 م، تقوم على جهتيه عمارات وحدائق.
من اليمين: صالة أفراح شُيّدت حديثًا وافتتحها نيافة المطران متى روهم بتاريخ 22/4/2001، وقد جُهِزت بفرش حديث وزُينت جدرانها بصور نفيسة لكنيسة مار يوحانون (قلث)، ودير الزعفران، ودير مار كبرئيل (تركيا)، ودير مار أفرام السرياني في معرة صيدنايا، ودير السيدة العذراء في تل ورديات. وهي من إبداع ريشة الفنان سعيد آرام يوسف، وصورة أخرى مطبوعة على سجاد عجمي للسيدة العذراء.
تمتد أمام الصالة فسحة تضم نافورة ماء، وعلمنا أن النيّة متّجهة لإقامة طابق علوي فوق الصالة يُقسّم إلى خمسة غرف.
🕳️ مغارة الصالة
تقع جنوبي الصالة مغارة جميلة تشير إلى المغارة التي ولد فيها السيد المسيح، وتعلوها صور للقديسة مارت شموني وأولادها، والعشاء السري، والقديس مار كبرئيل.
وعلى يسار الممر: غرفة للطعام تُزينها صورة جدارية للقديس مار حاد بشابو، شفيع بلدة تركيا، وهي صورة فريدة ونادرة للفنان خضر دهام. وبجانب غرفة الطعام: رواق يمتد أمامه فسحة سماوية تضم نافورة ماء، وتقوم على جهتها الغربية غرف المستخدمين والإدارة والخدمات ودورات المياه، ويعلوها طابق يشمل خمسة غرف مجهزة بالخدمات والأسّرة المريحة والفرش الحديث.
🌳 باحة المزار
الباحة مليئة بالأشجار التزيينية والمثمرة، تخترقها ممرات، وترتفع فيها مظلات واقية، وتُزينها نافورة ماء في الوسط، وتنتهي جنوبًا بمسبح للأطفال.
وتتوزع على جوانبها ألعاب وأراجيح، وفي قسمها الشمالي غرفتان:
إحداهما تستعمل كـ”كافيتريا” والثانية مكتبة تضم هدايا وأيقونات وتماثيل تذكارية للبيع بأسعار زهيدة.
الحديقة معشوشبة، قسمت إلى أشكال هندسية، وأُقيمت فيها حواجز تفصل كل جناح عن غيره. ويسود المزار نظام يؤمن راحة الزائرين ويحافظ على قدسية المزار وكرامة القديس.
📐 مساحة المزار
يقوم المزار على أرض مربعة الشكل تبلغ مساحتها الإجمالية 2500 م²، وأُحِيطت بتصونة من سائر جهاتها.
صحن المزار: 120 م²
الواجهة الشمالية: من الألمنيوم والزجاج لتأمين الإضاءة اللازمة
مساحة الهيكل: 16 م²
للهيكل واجهة خشبية استندت على عامودين من الأسمنت، وأُحدثت فيها ثلاثة صلبان، ومائدة الحياة التي أقيمت من الأسمنت وزُينت بعامودين لكل منهما قاعدة وتاج، ويتصدر واجهتها صليب، وأُقيمت فوقها قنطرة على شكل نصف قبة.
للهيكل نافذة صغيرة، ولصحن المزار ثلاثة نوافذ ومدخلان.
صحن المزار يُفتح من الجنوب الغربي على دار المعمودية التي تحتوي جرنًا صغيرًا للعماد، وله مدخل يؤدي إلى رواق مسقوف يمتد على طول مساحة المزار، وتنبسط أمامه من الجنوب فسحة سماوية تحتوي بئر ماء يكفي حاجة المزار.
ويعلو السطح غربًا جرسية صغيرة، أما البرج فإنه يتلاصق مضاء، ومن يرتقيه يشاهد من الشمال منظرًا عامًا لمدينة القامشلي وجارتها نصيبين، وتعلو أمامه جبال الأزل وطور عبدين وماردين ذوات المجد الأثيل.
🏗️ مراحل البناء والتكلفة
لم يُبنَ المزار كله دفعة واحدة، بل شُيّد أولاً بتاريخ 8/8/1993، ومن ثم تدفقت تبرعات الزائرين فأُقيمت المنشآت على مراحل خلال عشر سنوات بكلفة مالية بلغت حوالي 7 ملايين ليرة سورية.
✨ المعجزات والكرامات
أفاد رئيس المزار بحدوث معجزات إلهية وكرامات عديدة ظهرت فيه، منها:
- شفاء سيدة فقدت البصر وعاد إليها النظر
- شفاء امرأة مشلولة تُدعى “حكيمة”، حملها ذووها، وحوالي منتصف ليلة 2/8/1996 انتصبت على قدميها وبدأت تمشي، وخرجت من الدير وهي تمجّد الله على لطفه.
🎉 عيد المزار
للمزار عيد سنوي هو عيد القديس مار جرجس الذي يصادف 23 نيسان، لكن العادة جرت أن يحتفل بعيده ليلة الأحد من كل عام بإقامة قداس احتفالي يقيمه نيافة مطران الأبرشية، ويشترك فيه الكورال الأفرامي.
وتقديس المزار تم ضمن حفل شعبي كبير وقداس إلهي ترأسه نيافة المطران مار اسطاثيوس متى روهم بتاريخ 8/8/1993 م.
👤 الأب القس صليبا صومي
وهو أول كاهن يُفرَز لخدمة المزار، الذي تعب في بنائه لبنة لبنة وما زال يحدث فيه التعديلات الضرورية، بحيث يرى الزائر في كل موسم منشأة جديدة كان المزار بحاجة إليها.
مواليد القامشلي 1928، أنهى دروسه الابتدائية فيها، ودخل الاكليريكية الأفرامية في زحلة عام 1941، وبقي يدرس فيها ست سنوات، ثم فُرِز للتعليم في كرشامو والشلهومية والقحطانية، وعلّم اللغة السريانية بالقامشلي ثم في عامودا.
رُسِمَ بتاريخ 1957 كاهنًا لكنيسة السيدة العذراء في دير الزور، وبعد ثلاث سنوات انتقلت خدمته إلى كنيسة السيدة العذراء بحماة لمدة خمس سنوات، حيث بنى فيها مدرسة من سبعة صفوف أطلق عليها اسم “مدرسة جول جمال”.
نقلت خدمته بعدها إلى رأس العين لمدة ثماني سنوات، وفي عام 1972 كُلف بالخدمة في كنيسة مار أفرام بالقامشلي لمدة 14 سنة، استطاع خلالها تأسيس جوقة مرتلات وتهيئة حوالي 60 شماسة لخدمة كنائس القامشلي، ثم نُقل لخدمة كنيسته في كندا وجاب عدة دول أوروبية، وعاد بعدها إلى الوطن لإعادة إعمار مزار القديس مار جرجس.
وفاته: وافته المنية إثر مرض عضال في 24/9/2006، وسُجّي جثمانه في كنيسة مار يعقوب بالقامشلي، وأبّنه المطرانان: متى روهم وبهنام ججّاوي بكلمات مؤثرة، ودفن في كنيسة المزار التي أنشأها ورعاها أكثر من 15 عامًا بناءً على وصيته.