الدولة | لبنان |
---|---|
المحافظة – المدينة | الشمال |
الطائفة | – |
الموقع على الخريطة |
⛪ كنيسة السيّدة القديمة والسنديانة الدهرية
يعود تاريخُ بناء هذه الكنيسة إلى القرن الثالث عشر الميلاديّ، وكان بناؤها من الحجر الطبيعيّ، ومساحتُها صغيرة، مؤلّفةٌ من سقفٍ مُعقودٍ بالحجارة بشكل قنطرة، تحتها مذبحٌ من الحجر الطبيعيّ مقصوبٌ بطريقةٍ بدائيّة.
ووراء المذبح مباشرةً دَرَجٌ صخريٌّ لولبيّ ينحدر إلى الأسفل حوالي المترين، حيث يتّصل بدهليزٍ طبيعيٍّ طوله نحو عشرة أمتارٍ، ليُطلَّ إلى حُجرةٍ محفورةٍ في الصخر تُعرَف بـ”المغارة”.
تكوَّكب المسيحيّون القلائل حول هذه الكنيسة ومغارتها “الملجأ” من القرن الثالث عشر حتى بداية القرن السابع عشر، تاريخِ تَهجيرِهم من حدتون.
تعرّض قسمٌ من بناء الكنيسة لِلخَـرابِ بسبب عواملَ مختلفة، إلى أن أعاد الخليفيّون ترميمَها ببداية القرن التاسع عشر، واستمرّوا في صيانتها وترميمها حتى نهاية الحرب العالميّة الأولى، حين أدّى تَسَرُّبُ المياهِ من سطح الكنيسة الترابيّ إلى انهيارِ جدرانِها المتصدّعة.
تداعى البناءُ وسقط سقفُه وجدرانُه تباعاً، ولم يَبقَ منه، مع حلول عام 1930، سوى الحائط الشرقيّ من الكنيسة الذي بقي متماسكاً بفضل القنطرة الحجريّة المعقودة فوق المذبح.
ومن جديدٍ، تَمَّ ترميمُ البناءِ عام 1936، فاختفت آثارُ البناء القديم والدرجُ الحجريُّ اللولبيُّ المؤدّي إلى الأسفل، والموصلُ إلى الدهليزِ الذي يربط الكنيسة بالمغارة السُّفلى.
إلى الجهة الشرقيّة من الكنيسة «سَنديانةُ السيّدة» الدهريّة، التي يقول خبراءُ أشجار السنديان إنّ عمرَها يتجاوز الأربعَ مئةِ سنةٍ، وهي تُظلّل ساحة الكنيسة والفسحة التي كانت تضمّ مدافنَ القرية منذ مئات السنين.
🌿 مغارةُ السيّدة
تقع هذه الحجرةُ المحفورةُ في الصخر داخل كتلةٍ صخريّةٍ تحت بناء كنيسة السيّدة الحاليّة التي بُنيت على أساسات الكنيسة القديمة.
وتعود هذه الحجرة، كما تدلّ الملامحُ والتآكلاتُ الظاهرة عليها، إلى مئات السنين. ولا يمكن الجزمُ عمّا إذا كانت محفورةً منذ العهد الفينيقيّ لإقامة شعائر دينيّة، لكنها تُعرَف باسم «مغارة السيّدة».
قياساتُها نحو ستّةِ أمتارٍ طولاً وخمسةِ أمتارٍ عرضاً وأكثرَ من مترين ارتفاعاً. ولها بابٌ ضيّقٌ لا يتعدّى عرضُه نصفَ المتر وارتفاعُه مترًا ونصفًا، ويقع هذا الباب من الجهة الشماليّة للمغارة، ويمكن دخولُه من الطريق العامّة.
وقد أُقفِلَ البابُ في السنوات الأخيرة بسبب الردميّات المستعملة في رفع مستوى الطريق. وتدلّ المؤشّراتُ الطبيعيّةُ والأثريّةُ على أنّ هذه المغارة موصولةٌ بدهليزٍ تحت الأرض يصلها بمبنى الكنيسة القائمة فوقها، وهي تتّسع لأكثرَ من خمسين شخصاً.