| الدولة | مصر |
|---|---|
| المحافظة – المدينة | القاهرة |
| الطائفة | أقباط أرثوذكس |
| الموقع على الخريطة |
🕍 أهمية الكنيسة
ترجع أهمية كنيسة أبي سرجة الأثرية في مصر القديمة إلى أنها كانت محطةً هامةً في رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، وتعرف أيضًا بكنيسة المغارة؛ فيؤكد المؤرخون أنها أقدم كنيسةٍ في مصر القديمة بل وفي القاهرة كلها؛ ولقد شُيِّدت في نفس الموقع الذي مرت به العائلة المقدسة؛ وفيها توجد المغارةُ التي استُرِحَت فيها العائلة المقدسة أثناء هروبها إلى أرض مصر؛ وتقع المغارة أسفل الهيكل الرئيسي الذي على اسم سرجيوس وواخس؛ طولها حوالي 6 أمتار وعرضها 5 أمتار وارتفاعها 2 ونصف متر تقريبًا.
📚 الكنيسة في كتب التاريخ
ولقد ورد ذكرها في كتاب “تاريخ الأقباط” للعلامة المقريزي حيث قال عنها: “كنيسة أبو سرجة بالقرب من بربارة بجوار زاوية النعمان؛ فيها مغارة يقال إن المسيح وأمه مريم عليهما السلام جلسا بها”.
وكتب عنها أيضًا الرحالة فانسليب (1635-1679) في كتابه “تقرير الحالة في مصر” حيث قال: “ثم رأيت بعد ذلك كنيسة أبو سرجة التي بُنيَت بواسطة الكاتب القبطي لعبد العزيز بن مروان خليفة مصر في ذلك الوقت. وتحت هذه الكنيسة مغارة صغيرةٌ يُقال إن مخلصنا والعذراء مريم سكنوا بها فترةً من الوقت؛ بها ثلاث أجنحة بأعمدة صغيرة: وفي مدخل الجناح الأول حوض المعمودية، وفي الجناح الثاني تجويف في الحائط استُشهِد بوجود مخلصنا بها”.
وتحدث عنها علماء الحملة الفرنسية في موسوعتهم الشهيرة “وصف مصر” فقالوا: عند وصفهم لحصن بابليون “في أحد الكنائس القبطية يشير القساوسة إلى مغارةٍ يُقال عنها إن العذراء مريم احتمَت فيها مع الطفل يسوع عندما جاء إلى مصر هربًا من هيرودس”.
كما ورد ذكرها بموسوعة “الكنائس القبطية القديمة في مصر” للمؤرخ الإنجليزي الشهير ألفريد بتلر (1850-1936) حيث قال عنها: “كنيسة أبي سرجة أو القديس سرجيوس هي الكنيسة الوحيدة التي تُعتبر ملتقىً سنويًّا ما بين السياح الذين يبحثون عن المناظر الجميلة والمرشدين الذين في غاية الجهل”.
كما كتب عن المغارة الأثرية الشهيرة فقال: “تُعتَبر مغارة أبي سرجة كنيسةً صغيرةً تحت الأرض؛ وتنخفض أرضية المغارة بمقدار 8 أقدام و9 بوصات عن أرضية الخورس؛ ويبلغ أقصى طول المغارة حوالي 20 قدمًا، بينما يبلغ عرضها 15 قدمًا، وهي مقوسة السقف في شكل ثلاث قناطر؛ ويمكن القول بأنها تتكون من صحن له جناح شمالي وجناح جنوبي؛ الجناحان منفصلان بأعمدة رفيعة عددها تسعة أعمدة؛ وهناك على خط هذه الأعمدة حائطان يبرزان لمسافة 6 أقدام على الحائط الشرقي للمغارة ويحصران بينهما ما يشبه الهيكل، ومن غير الممكن تمامًا التثبت من تاريخ هذه المغارة؛ ولا شك أنها سابقة على الكنيسة الرئيسية بعدة قرون. ولذلك بُنيَت كنيسة فوق هذه البقعة في حوالي القرن الثاني أو الثالث. أما المغارة الحالية فربما حُلَّت محل المزار الأصلي؛ ومن الطبيعي أنه مع مرور الزمن يُبنى صرح أكبر وأعظم في نفس البقعة”.
وأيضًا كُتِب عنها بكتاب “الكنائس القبطية القديمة بالقاهرة” للدكتور رؤوف حبيب (1902-1979) المدير السابق للمتحف القبطي. وفي فصل بعنوان “كنيسة أبو سرجة” جاء فيه: “تقع هذه الكنيسة في وسط قصر الشمع؛ ولقد ذكر العالم الفرنسي الأب فانسليب أنه زارها من قبل، وقيل له وقتئذ أنها بُنيَت حسب رواية سعيد بن بطريق على يد أحد كتاب القبط في عهد الخليفة عبد العزيز بن مروان؛ ولقد اختلف المؤرخون في الزمن الذي أُنشِئَت فيه؛ فمنهم من يرجعها إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي، والبعض يؤيد لها القرن الثامن الميلادي. والوصول إليها عن طريق ممر ضيق وأمامها وحولها عدة بيوت صغيرة خربة، ويُحتَفَظ بالمتحف القبطي ببعض آثار هامة من كنيسة أبي سرجة، ومنها أقدم مذبح خشبي من الجوز في تاريخ الكنائس القديمة، ويُعتَبر فريدًا من نوعه ورائعًا في فن النجارة لما يحتويه من نقوش وزخارف وأعمدة ذات تيجان كورنثية، ويرجع تاريخ غالبها إلى القرن السادس الميلادي أي من عهد إنشاء الكنيسة”.
🌟 أهمية الكنيسة وموقعها
تقع كنيسة أبو سرجة وسط الحصن الروماني تقريبًا بمصر القديمة، واختلفت آراء علماء الآثار حول تأريخ هذه الكنيسة، فقد تُرجَّح إلى أواخر القرن الرابع أو أوائل القرن الخامس الميلادي، وهي الكنيسة الأثرية المشيدة فوق المكان الذي أقامت فيه العائلة المقدسة أثناء رحلة الهروب، وبها مغارة الهروب عند الهيكل. وموقعها الحالي بمجمع الأديان بالقاهرة القديمة، داخل حصن بابليون بالقرب من بني عذرا اليهودي.
ولقد نالت هذه الكنيسة مكانةً دينيةً خاصةً بين الكنائس القبطية لارتباطها برحلة العائلة المقدسة إلى مصر. كما اتخذت الكنيسة تسميتها على اسم قديسين لهما شهرة كبيرة في تاريخ الاستشهاد الديني المسيحي في أوائل القرن الرابع الميلادي، وهما القديسان سرجيوس وواخيس اللذان استُشهِدا بجهة الرصافة بسوريا بسبب اعتناقهما المسيحية في فترة الإمبراطور الروماني مسكيمانوس.
تنتمي كنيسة أبو سرجة ومغارتها إلى طراز الكنائس البازيلكية، الذي يتكون من ثلاثة أجزاء: دهليز مدخل، وصحن، وثلاثة هياكل أسفلها مغارة، وتتميز بعناصرها المعمارية والفنية المتفردة التي تعكس روح عمارة الكنائس القبطية في مصر كالأنبل، والمغطس، والمعمودية، والأحجبة المطعمة، وزخارفها ذات الطابع الديني التي تزين قبابها وجدرانها.
والمسقط الأفقي لها على الطراز البازيليكي المعتاد مستطيل الشكل بطول 27م وعرض 17م وهو الصحن الرئيسي. يبلغ ارتفاع الكنيسة ككل حوالي 15م من الداخل، الصحن الرئيسي دور واحد بالارتفاع كله، أما المماشي الجانبية فمكونة من طابقين. المدخل الرئيسي للكنيسة يقع بالناحية الشمالية الغربية ولكنه غير مستخدم، والمداخل الثانوية غير مستخدمة أيضًا، ولكن المستخدم الآن هو مدخل في آخر الحائط الغربي.
🏛 أشهر معالم الكنيسة
متحف الأيقونات: يعتبر أقدم وأكبر متحف أيقونات، ويحتوي على كثير من الأيقونات النادرة التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، أبرزها أيقونة مهيبة جدًا للعذراء والملاكين جبرائيل وميخائيل، وأيقونة أخرى لا يوجد لها مثيل في العالم، وهي للعذراء تحمل صليبًا، وهناك أيقونات أخرى تعبر عن الأحداث والأسفار، بينما توجد أيقونات فوق القبة التي تعلو المذبح، وتعود للقرن الحادي عشر، بينما توجد في القبة رسوم على جلد غزال إضافة إلى الفريسكا التي تعود إلى القرن الخامس.
مخطوطات نادرة: وهي طُبِعَت خصيصًا للكنيسة منذ عام 1800، وجزء منها مكتوب بخط اليد، وكلها طُبِعَت في لندن وباريس.
عمود يهوذا: جميع الأعمدة بلا استثناء في الكنيسة لها قاعدة وتاج من الطراز الإغريقي الكورنثي، لكن عمود يهوذا الإسخريوطي بلا تاج، للدلالة على أنه فقد العقل وليس له قاعدة، فليس له مستقر، فقد يهوذا روحه وفقد قاعدته التي تثبته في الأرض جزاءً لخيانته السيد المسيح.
عمود الدم: كان العمود ينزف دَمًا عندما كانت تُؤدَّى الصلوات في صحن الكنيسة، وكان على مرأى من الحضور.
مدافن الإكليروس: تم العثور على جثة القديس بشنونة عام 1990، وكانت أسفل الأنبل الرخامي، وهو المكان الذي يعتليه الكاهن ليلقي عظته من عليه.
المغطس و«الحاكم»: تعود قصته إلى العهد الفاطمي، موضحًا أن الحاكم بأمر الله أصدر أوامره بألا يخرج المسيحيون إلى النيل في ليلة الغطاس، والتي وصفها “المقريزي” بأنها ليلة لا ترى مصر مثلها على مدار العام.