الدولة | سوريا |
---|---|
المحافظة – المدينة | حلب |
الطائفة | – |
الموقع على الخريطة | ![]() |
🏞️ الموقع والطبيعة
يبعُد مفرقُ قريةِ شيخ سليمان عن حلب 18 كم على طريق حلب الجديدة. كما تبعُد القريةُ الجديدة بدورِها 3,6 كم إلى الشمال من المفرق، وهي طريقٌ معبَّدة فقط بدون تزفيت. وتبدو القريةُ كواحةٍ خضراء في صحراء الكتلةِ الجرداء المحيطة بها على طرفِ وادٍ سحيقٍ لا مخرجَ ظاهريّ له. ولازالت التربةُ الزراعيةُ تُغطّي أحجارَه الكلسية وتنمو فيه الأعشابُ بمساحةٍ أكثر من 1,5 كم². ومجموعةُ الأشجار هنا لا تُشاهَد مجتمعةً هكذا في مكانٍ آخر في شمال سورية، ومعظمها أشجارُ الزيتون والبلوط. وحديثًا أُعيدَ سكنُ القرية من بعض الأسر بعد تعبيدِ طريقِها.
⛪ الكنائس والآثار
أهمُّ آثارِ قريةِ شيخ سليمان ثلاثُ كنائسٍ وبرجُ ناسك:
الكنيسة الأولى: تقع في وسط القرية، وهي بأبعاد 25×16 م، لم يَبقَ منها سوى جدارِ واجهتِها الغربية ومكانِ البيما وسط البهو، وهي متهدِّمة بالكامل.
الكنيسة الثانية: تقع إلى الجنوب من القرية ومبنيَّة على الطراز البازيليكي، محفوظة بشكلٍ جيدٍ نسبيًّا، ومؤلَّفة من ثلاثة أبهاء تفصل بينها ركائزُ مستطيلة الشكل (وليس أعمدةً دائريةً كالعادة). الكنيسة متوسِّطة الأبعاد، والمسافة بين الركائز المستطيلة تساوي ارتفاعَها، وتعلو الأعمدةَ الأقواسُ فالنوافذُ والسقفُ الخشبي المائل. وقد حُفظت الحنيةُ الشرقية مع الغرفتين المجاورتين بشكلٍ جيد. ويتميّز البابُ الجنوبي للكنيسة بزخرفةٍ بديعةٍ على نجفته بالأقراص والمربعات غير المتناظرة، وعليها كتابةٌ يونانية نصُّها: ((في شهر لوس السابع من السنة 650، الدورة 5، أيام سرجيوس كاهننا))، وهذا التاريخ يوافق العام 602 م، فتكون بذلك من الكنائس القليلة التي بُنيت في بداية القرن السابع. وتحمل النجفةُ الجنوبية كتابةً سريانية تقول: ((أنا الشماس أوتاليوس كتبتُ هذا راجيًا من كلّ من يقرأه أن يُصلّي من أجلي)).
الكنيسة الثالثة: تقع في أقصى جنوب القرية، وتُسمَّى كنيسةَ السيدة مريم كما تُبيّن كتابةٌ يونانية على نجفةِ بابِها الشمالي الذي سقط، نصُّها: ((يا قديسة مريم يا والدة الله ساعديني، سرجيوس البنّاء، آمين)). وهي تعود إلى الربع الأخير من القرن الخامس على أبعد تقدير، وتُعتبَر بأحجارها الخربة من أجمل كنائس سورية الشمالية. أبعادُها الداخلية 23×11,75 م. الواجهةُ الشرقية للكنيسة بحنيتها نصف الدائرية وغرفتيها الشمالية والجنوبية محفوظة بشكلٍ ممتاز، كما لازال قائمًا معظمُ الجدار الغربي بما في ذلك المدخل الغربي (النارثكس) المؤلَّف من أربعة أعمدة، اثنان منها ينتهيان بتاجَين كورنثيَّين، والآخران بتاجَين دوريَّين. كان يعلوها شرفةٌ مغطاة وفيها ألواحٌ علوية تحمل زخارف بديعة مشجَّرة. الكنيسة ذات طرازٍ بازيليكي، يقسمها صفّان من الأعمدة في كل صف خمسة أعمدة، وقد تَهدم معظمُها وتُجمِّع على بعضِه بانتظار اليد الحانية لإعادته إلى حالته السابقة وترميمِه.
وهناك فتحةٌ في الشمالي للحنية تصلها بالغرفة الشمالية التي وُجدَ فيها — على غير العادة — مرحاضٌ نصف دائري بارز في الجدار الشرقي للغرفة في طبقتها العلوية. ولربما بُني في وقتٍ لاحقٍ لبناء الكنيسة عندما استُعملت الغرفةُ هذه لسكن أحد الحراس، إذ ليس من المألوف وجودُ مراحيض في أساس بناء الكنيسة وقرب الهيكل. وتحمل حنيةُ الكنيسة من الداخل على ركيزتها تزييناتٍ بديعة الزخرفة مع تيجانٍ كورنثيَّة الطراز، وكانت تيجانُ الأعمدة المرمية على الأرض دورية الطراز من النوع المستعمَل في شمال سورية في القرن الرابع الميلادي. وتُبيّن نجفاتُ النوافذ القوسية أنها كانت موضوعةً بالقرب من بعضِها بعضًا. أمّا الواجهةُ الغربية فقد تميّزت بزخرفةِ بابها فقط بنجفتِه ومسندَيه القائمَين. وأجملُ زخرفةٍ كانت بالفعل في أعمدة النارثكس (المدخل الغربي) التي لا مثيل لها من حيث الغنى والجمال في مدخل أية كنيسة أخرى في سورية، وتضم رمزًا عموديًّا جميلاً.
أمام الرواق الغربي تمتدُّ ساحةٌ مبلَّطة بالأحجار الكبيرة بطول 10 م، في وسطها بئرُ ماءٍ محفور في الصخر. وتتصل هذه الساحة ببناءٍ سليمٍ في جميع أجزائه، يُعتبَر دارًا للكهنة.
🕍 برج الناسك
إلى الشمال من القرية يوجد برجُ ناسكٍ مؤلَّفٌ من عدة طبقات ينتهي بمرحاضٍ عالٍ وله بابٌ صغير. وتبدو آثارُ الزلازل ظاهرةً في تخلخلِ أحجار جدرانه المهدَّدة بالسقوط.
🌳 الفيلات والمدافن
بين أشجار الزيتون والبلوط انتشر العديدُ من الفيلات والمدافن من القرن السادس، ويتبيّن من أحجار بعضِها غير المنتظمة أنها مُبنَّاة في القرن الثاني أو الثالث للميلاد.