الدولة | العراق |
---|---|
المحافظة – المدينة | نينوى |
الطائفة | سريان أرثوذكس |
الموقع على الخريطة | ![]() |
🏞️ موقع الدير وتأسيسه
يقع دير مار متي الناسك شمالي شرق الموصل بمسافة 30 كلم، على جبل مقلوب، أسسه القديس مار متي في أواخر القرن الرابع الميلادي بمساعدة سنحاريب الملك.
👼 نشأة مار متي وتعليمه
وُلد مار متي في قرية شمالي ديار بكر في الربع الأول من القرن الرابع الميلادي في أسرة مؤمنة، ولما كان صغيرًا دخل دير مار جرجس وباخوس وتعلّم المزامير وأسفار الكتاب المقدس واللغة السريانية، وبقي في الدير سبعة أعوام، ثم دخل دير زوقينين الشهير آنذاك بمكتبته وأساتذته المقتدرين، ودرس العلوم الكنسية، ثم خرج يطوف القفار، فصادف رهبانًا عند عين ماء فمكث معهم للعبادة والتأمل.
⚔️ الاضطهاد الديني وهجرة مار متي
وفي تلك الأثناء جاء يوليانوس إلى عرش المملكة الرومانية عام 361م، وهو من سلالة قسطنطين الملك المؤمن، غير أن يوليانوس أنكر المسيحية، وساد في عصره الظلم والقسوة واضطهد المسيحيين، وخاصة الرهبان، ونتيجةً لهذا الاضطهاد غادر مار متي وبقية الرهبان إلى نهر خابور وبنوا ديرًا صغيرًا. ومات يوليانوس الجاحد في الحرب عام 363م عندما كان يسير على نهر دجلة فأُصيب قائلًا: لقد غلبتني أيها الجليلي، فرث مع ملك السماء ملك الأرض أيضًا مشيرًا إلى المسيح.
🕊️ لقاء مار متي بالأمير بهنام
وفيما كان مار متي يصلي قرب صومعته، أبصر شبانًا يتقدمون نحوه ويتوقفون تجاهه ثم يواصلون السير كأنهم يبحثون عن شيء ضائع، وكان هؤلاء الأمير بهنام ابن الملك سنحاريب ورفاقه الأربعين. والتقى مار متي بالأمير بهنام أخيرًا، فتكلم بهنام الفتى عمّا حدث له في الجبل وعن سبب قدومه لمقابلة مار متي، وكيف أنه خرج ورفاقه للصيد ورأوا غزالًا فطاردوه حتى أشرف النهار على نهايته، فوصلوا إلى هذا الجبل وقرروا أن يبيتوا حتى الصباح، وحدث لما كان بهنام نائمًا أن شخصًا منيرًا ظهر له في حلم وقال أن يأتي إلى مار متي، وهو يمهّد له طريق الخلاص.
فتعجب القديس مار متي وطفق يكلّم الشبان عن الله والمسيح الذي تجسّد لخلاصنا، فآمن بهنام، غير أنه طلب من مار متي أن يشفي أخته سارة المبتلاة بالبرص، فمضى وأحضر سارة فشُفيت، وآمنوا جميعهم واعتمدوا.
👑 إيمان سنحاريب وبناء الأديرة
ولما سمع سنحاريب الملك بأن ولديه اعتنقا المسيحية وتركا ديانة أبيهما، ثار عليهما وقسا قلبه وقرر أن يُرسل لقتلهم، وفعل، إذ أرسل جنوده فقتلوا الأميرين مع الرفقاء الأربعين، وأمر بإحراق جثثهم، غير أن عناية الله حلّت، وحدث زلزال عظيم، وانشقت الأرض وتوارت الجثث.
وبعد فترة أُصيب سنحاريب بمرض عضال، فأرسل يطلب مار متي، فجاء وشفاه، فندم سنحاريب وآمن هو وأهل بيته وجميع مملكته، وقرر أن يبني ديرًا لـ مار متي وآخر لابنه مار بهنام.
🕍 أهمية الدير ومكانته اليوم
يُعتبر دير مار متي اليوم من أهم المزارات الدينية في العراق، يقصده المؤمنون من جميع الطوائف للتبرك والصلاة، حيث يحوي رفات القديس مار متي ومار زاكاي ومار دانيال وبعض المطارنة والبطاركة، بالإضافة إلى صوامع الرهبان وصومعة العلّامة ابن العبري، وهو محاط بسور كبير، ويتبع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية.