الدولة | فلسطين |
---|---|
المحافظة – المدينة | القدس |
الطائفة | – |
الموقع على الخريطة | ![]() |
دير القديس سابا، المعروف أيضًا باسم دير مار سابا، يُعد من أعرق الأديرة المسيحية في العالم وأحد أبرز معالم الرهبنة الشرقية.
📍 الموقع والجغرافيا
يقع في قلب صحراء يهودا، على السفوح الشرقية الوعرة لوادي قدرون (ويسمى أيضًا وادي النار)، الذي ينحدر متعرجًا حتى البحر الميت.
تحيط به طبيعة قاسية شبه جرداء، مما جعله مكانًا مثاليًا للعزلة والتأمل الروحي.
يبعد حوالي 15 كيلومترًا جنوب شرقي القدس، في منطقة صعبة الوصول وذات تضاريس صخرية.
🏛️ التأسيس والتاريخ المبكر
أسسه القديس سابا الكبير (439–532م) في عام 482م، بعد أن جاء من كبادوكية (في تركيا الحالية) ليعيش حياة النسك في الصحراء.
بدأ كخلوة صغيرة للقديس وعدد من الرهبان، ثم تحوّل إلى دير عظيم.
تعرض لهجمات متكررة من القبائل البدوية، فتهدم وأعيد بناؤه عدة مرات، لكن بقي مركزًا للرهبنة الشرقية.
⛪ الدور الديي والثقافي
خلال العهد العربي الإسلامي، وخصوصًا في القرن السابع الميلادي، أصبح الدير مركز إشعاع روحي وثقافي، إذ كان يضم أكثر من خمسة آلاف راهب.
ارتبط باسم القديس يوحنا الدمشقي (675–749م) الذي أقام فيه، ورُسِم كاهنًا فيه، وكتب أبرز مؤلفاته اللاهوتية التي ما تزال مرجعًا في الفكر المسيحي.
اشتهر الدير بمكتبته التي تحتوي على مئات المخطوطات النادرة بالعربية واليونانية والسريانية.
🕊️ القديس سابا ورفاته
القديس سابا نفسه دُفن في هذا الدير سنة 532م، وأصبح قبره محجًا للرهبان والزوار.
في العصور الوسطى، سرقت رفاته ونُقلت إلى مدينة البندقية في إيطاليا حيث بقيت لأكثر من سبعة قرون.
عام 1965م، أعيدت رفاته إلى الدير كرمز لإحياء الروحانية الشرقية الأرثوذكسية.
🏰 الطابع المعماري والروحي
بُني الدير على جرف صخري بشكل مدهش، حيث تتوزع كهوف النساك والكنائس الصغيرة على سفوح الوادي.
يضم عدة كنائس أهمها كنيسة الثيؤطوكوس (والدة الإله)، إضافة إلى برج الدفاع والكنيسة الكبرى.
يتبع الدير حتى اليوم الطقس الأرثوذكسي الشرقي، ويحتفظ بتقليد خاص وهو عدم السماح بدخول النساء إلى داخله، مع تخصيص برج خارجي لاستقبال الزائرات.