الدولة | سوريا |
---|---|
المحافظة – المدينة | حمص |
الطائفة | روم أرثوذكس |
الموقع على الخريطة | ![]() |
🕍 دير القديس مار جرجس الحميراء البطريركي
يقع دير القديس مار جرجس الحميراء البطريركي في قرية المشتاية في وادي النضارة، قضاء تلكلخ بين حمص وطرابلس، قريبًا من قلعة الحصن.
يرجع عهده إلى القرن السادس، في زمن الإمبراطور يوستنيانوس، كما تذكر المراجع العربية والأجنبية.
بُني على اسم القديس الشهيد الظافر جاورجيوس (جرجس عند المؤرخ الطبري)، وغير النصارى يدعونه سيدنا الخضر أبو العباس.
📍 أصل التسمية والموقع
المرجح أن اسمه “الحميرا” نسبة إلى موقع أثري اسمه الحميرا قريب منه، ويرجح أن يكون موقعًا لقرية قديمة كانت تحمل هذا الاسم نسبةً إلى إله المطر عند الشعوب القديمة.
ويرجع بعض الدارسين لفظة “حميراء” إلى الكلمة اليونانية (خوميروس) التي تعني “السيد”، والمنطقة معرضة للأمطار الغزيرة والسيول في فصل الشتاء. كما يُقال بأن الدير شُيِّد على أنقاض هيكل وثني للإله (هوميرا).
وإن صح القول فإن الدير القديم يكون قد بُني على أنقاض الهيكل هوميرا في القرن السادس الميلادي، وهو معاصر لدير صيد نايا البطريركي. وقد رجح بعضهم أن الإمبراطور يوستنيانوس البيزنطي هو الذي بَنَى الديرين معًا.
وهناك احتمال بأن تسمية الدير مُعَرَّبَة عن الكلمة اليونانية (أُموييرس) وتعني “الأخوية الروحية ذات الحياة المشتركة”.
🏛️ البنية التاريخية
بُني هذا الدير على الطريق الروماني العام المؤدي من السواحل البحرية إلى البلاد الداخلية كحمص وتدمر، وعبر الصحراء. وقد كان في بداية الأمر كهفًا تحيط به بعض القلالي البسيطة للرهبان.
له واجهة جنوبية بيزنطية في مدخله الرئيسي، الباب والأعتاب منحوتة من الحجر الأسود الصلب ارتفاعه 93سم وعرضه 64سم. وعلى جانبه نافذة حجرية كان إخوة الدير يُنَاوِلُون منها الخبز والطعام لعابري السبيل والمحتاجين. وكان أحد الرهبان المثقفين يطل من هذه النافذة على قوافل المجتمعين ليعلمهم قواعد الدين والآداب.
ثم بُني الطابق الثاني في زمن الصليبيين في القرن الثاني عشر. بوابته تتجه نحو الغرب بارتفاع الأولى وعرضها، وهي كذلك من الحجر الأسود وعليها رسم الصليب، ويُسمّى هذا الباب “باب الفرس” لأن الفرس تدخل منه على صغره.
في هذا الطابق كنيسة تُسمّى “القيمة” نسبةً إلى الجديدة في الطابق الثالث، يقوم سقفها على عقد معلق في الجدران، وفيه أيقونسطاس خشبي غاية في الدقة والإتقان، ويحتوي على مجموعة رائعة من الأيقونات التي تنتمي إلى مدرسة عربية في رسم الأيقونات من أوائل القرن الثامن عشر، ورثت الفن البيزنطي وأعطته سِمَةً محلية خاصة. وقد استهوى هذا الفن هواة الأيقونات، فغامرت عصابة منهم بسرقة أيقونة مار جرجس، وبلغت إلى لندن حيث عُرِضَت بمبلغ 25 ألف جنيه إسترليني، وعُثِرَ عليها البوليس الدولي وأُعيدَت إلى الدير.
أما الطابق الثالث الحديث، ففيه كنيسة فخمة من القرن التاسع عشر، لها قبة عالية تُرى من بعيد، وفيها أيقونسطاس بديع النقش يعد من أهم الأيقونسطاسات الخشبية في كنائس سوريا ولبنان، وقد دام صنعه مدة أربع وثلاثين سنة، وأيقوناته من صنع مدرسة القدس في القرن التاسع عشر.
🏺 الكنوز والمخطوطات
يوجد في خزانة الدير أواني كنسية من كؤوس وصواني وصلبان وغيرها فريدة في العالم المسيحي، كما توجد أيضًا مخطوطات ووثائق أخرى وكتب تواصي وامتيازات من العهد العربي، وهدايا من ملوك الأرمن والكرج والروس.
🌟 أهمية الدير وزياراته
الدير مسجَّل بين آثار سوريا المهمة، ويشكّل مع قلعة الحصن مكانًا سياحيًا هامًا، فضلاً عن قيمته الدينية الخاصة، إذ يؤمه الناس من جميع الأديان والطوائف والجناس، يحملون إليه النذور والهدايا ويكرّمون عجائب شفيعه.
🏘️ الغرف والاحتفالات
في الدير نحو خمس وخمسين غرفة صالحة للسكن، تغص بالزائرين مرتين كل عام في احتفالين كبيرين:
- في 6 أيار: عيد مار جرجس.
- في 14 أيلول: عيد الصليب.