الدولة | مصر |
---|---|
المحافظة – المدينة | طنطا |
الطائفة | أقباط أرثوذكس |
الموقع على الخريطة | ![]() |
📍 جغرافيًّا
تقع مدينةُ أَبيار بمركزِ كفر الزيات، شمالَ غربِ طنطا في محافظةِ الغربية، وتبعدُ عنها بمسافة 14.5 كم، ويَرجعُ الاسمُ إلى دخولِ العربِ مصر، حيثُ ترجموا اسمَها القِبطِيَّ ((piar ()) الذي يعني “القناة” إلى “أَبيار” أي “عدَّةُ آبار”، وذلك لتشابهِ النطق بين كلمة ((piar ( ) القبطية وكلمة أَبيار العربية. ويُلاحَظ هنا خطأُ ترجمةِ الاسم من القبطيةِ إلى العربية، حيث إن أَبيار ((`piar ( ) تعني القناة، وهذا كان الواقعُ لهذه البلدة؛ إذ إنها كانت جزيرةً يحيطُ بها النهر، فإن اسمَ أَبيار الذي تُرجم إلى عدّة آبار (أو جمع كلمة بئر) يعني أن البلدةَ تعيشُ على المياهِ الجوفية، وهذا عكسُ الحقيقة. وهي من القُرى القديمة بمحافظة الغربية، وكانت تُسمّى قديمًا المنطقةَ التي تقع فيها أَبيار بجزيرةِ بني نصر، وكان يحدُّ هذه الجزيرة عدةُ قرى هي: منوف العليا، والبنداريّة، وفيشا سليم، وقليب أَبيار، وتنتهي الجزيرةُ بقريةِ بُبيج.
وقد وردت أَبيار في معجم البلدان على أنها قريةٌ بجزيرة بني نصر بين مصر والإسكندرية. وفي تحفة الإرشاد قيل: إن أَبيار من أعمال جزيرة بني نصر، وكانت مشهورةً بالأسواق وبالقماش الأَبياري.
✝️ دينياً
كانت أَبيار من الإيبارشيات القديمة، وتوجد إشاراتٌ كثيرةٌ إلى وجود كرسيٍّ أُسقفيٍّ فيها استمر فترةً طويلة. ومن الآباء الأساقفة الذين ذُكروا في تاريخ الكنيسة لهذه الإيبارشية:
- الأنبا مرقس أسقف أَبيار أيّامَ البابا كيرلس الثالث (٧٥). وكان هذا الأسقفُ من الذين اجتمعوا في أولِ اجتماعٍ أقامه البطريرك بعد رسامته في حارة زُويلة سنة 1240م ليَسُنوا قوانين كنسيّة جديدة سُمِّيت بقوانين كيرلس بن لقلق، وحضر أيضًا طبخَ الميرون في عهد البابا كيرلس ٧٥.
- الأنبا يؤنس أسقف أَبيار أيّامَ البابا يؤنس الثامن (٨٠). وكان واحداً من ثمانيةِ عشرَ أسقفًا حضروا عملَ الميرون في حبريّة البابا يؤنس الثامن سنة 1305م / 1021ش.
- الأنبا مرقس أسقف أَبيار في حبريّة البابا يؤنس الثامن (٨٠). وكان واحدًا من 24 أسقفاً حضروا عملَ الميرون للمرة الثانية سنة 1320م / 1036ش في الكنيسة المعلقة بمصر القديمة. وحضر أيضًا عملَ الميرون أيّامَ البابا بنيامين الثاني (٨٢) سنة 1330م / 1046ش ضمن عشرين أسقفًا.
يتضح من هذه الإشارات وجودُ أسقفية لأَبيار في العصور الوسطى حتى منتصف القرن الرابع عشر. وقد ذكر أبو المكارم (1209م) في كتابه الكنائس والأديرة في القرن الثاني عشر أن منطقةَ أَبيار كانت أسقفية، وكان يوجد بها ستُّ كنائس:
1- بيعة السيّدة العذراء مريم والدة الإله.
2- بيعة فيلثاؤس الشهيد.
3- بيعة بيلاطس البنطي الذي آمنَ واستُشهِد على اسم السيّد المسيح على يد طيباريوس قيصر.
4- بيعة مار جرجس “عدّى عليها البحر”.
5- بيعة لأَبو مينا بحريّ المدينة، وبها قلاية للحُبساء وسور داير.
6- بيعة للملاك ميخائيل.
وقد ذُكرت هذه الكنائس أيضًا في كتاب الملحقات في أسماء الآباء البطاركة لأبي المكارم. وحاليًّا لا يوجد سوى كنيسة السيّدة العذراء ودير مار مينا الأثري (يبعد نحو ٢ كم عن قرية أَبيار)، وأيضًا مذبح باسم مار جرجس داخل الكنيسة الأثرية لمار مينا إحياءً للكنيسة التي غرقت قديمًا.
⛪ نشأة وتطوّر الدير
يتضح مما سبق أن دير مار مينا الأثري الشهير بالحَبيس كان موجودًا في أوائل القرن الثاني عشر بحسب ما ورد في مخطوطة تاريخ الكنائس والأديرة لأبي المكارم (1208م): “إبيار من جزيرة بني نصر وتُعرَف قديمًا بنيقاوس المدينة… بها بيعة لأَبو مينا في بحري الناحية وبها قلاية الحبساء وعليها سور داير”.
🔹 تطور الدير
حتى نهاية حبريّة الأنبا توماس مطران الغربية والبحيرة والفؤادية، وخلفه الأنبا إيساك، كان الدير بصورته البسيطة: كنيسة كبرى باسم شفيع الدير الشهيد مار مينا العجائبي، وفي غرب الكنيسة مبنى صغير للضيافة ولإقامة المطران، وكان يحيط بالسور القبلي للدير مجموعة من الحجرات يُرجّح أنها كانت قلالي للحُبساء، ثم استُخدمت لإقامة الزوّار أثناء الاحتفال السنوي لشفيع الدير في 15 بؤونة (22 يونيو: عيد اكتشاف جسده) و15 هاتور (24 نوفمبر: عيد استشهاده). وكان الاحتفال يستمر أسبوعًا وينتهي بعيد شفيع الدير.
وقد ذكر المهندس حنّا يوسف عطاالله، شقيق المتنيّح البابا كيرلس السادس، أن قداسته تمَّ عماده أثناء هذه الاحتفالات، ومن هنا نشأت العلاقة الروحية بينه وبين شفيعه مار مينا. وكانت الأسرة تحضر سنويًّا من دمنهور للإقامة بالدير.
وفي حبريّة الأنبا يؤانس أسقف الغربية المتنيّح، أُبطلَت هذه الاحتفالات لخروجها عن اللائق بالطبيعة الدينية. ثم قام الأنبا يؤانس ببناء بيت خلوة للشباب من أربعة طوابق، وأنشأ به كنيسة باسم الملاك ميخائيل ليستفيد منها الخدام أثناء الخلوات، وأيضًا مذبح باسم الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا، وآخر باسم مار بولس الرسول.
🌿 الدير حالياً
- في حبريّة نيافة الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها، اهتمّ نيافته بتجديد الدير وتجميله، فحوّل المساحات إلى حديقة كبيرة، وأقام مجسّمًا مثمّن الشكل وسط فناء الدير، يَشرح حياة القديس مار مينا واستشهاده بالزجاج المعشَّق.
- أقام مشروعات إنتاجيّة للشباب مثل ورشة الزجاج المعشّق والموزاييك على أعلى مستوى، لخدمة الكرازة المرقسية بالداخل والخارج.
- يقوم حاليًا بإنشاء مبنى ضخم كمجمع خدمات، به صالات اجتماعات متطورة، وحجرات إقامة راقية، ومكان مخصّص لاستقبال المسئولين.
- تقدّم نيافته للجهات المسئولة بطلب ترخيص لإقامة مبنى للخدمات الإنتاجية كمركز تدريب للشباب (نجارة – كمبيوتر – زجاج معشّق – دورات لغات…) لزيادة دخلهم، بالإضافة إلى لمسات جمالية كأماكن للراحة والعبادة للزوّار.
وبفضل هذا الاهتمام يتقاطر الزوّار من كل جهة لزيارة هذا المكان، ونيل بركة وشفاعة الشهيد العظيم مار مينا العجائبي.