| الدولة | لبنان |
|---|---|
| المحافظة – المدينة | الشمال |
| الطائفة | روم أرثوذكس |
| الموقع على الخريطة |
🏞️ موقع الدير
يقع دير سيّدة الناطر في منطقة قلحات، قضاء الكورة، بمحاذاة الشاطئ بين أنفه والقلمون، قبالة ديرَي سيّدة النورية جنوبًا وسيّدة البلمند شمالًا. تحيطه ملّاحات وأشجار زيتون، في مساحة تقارب ثمانمئة ألف مربع تمتلكها أبرشية طرابلس والكورة وتوابعها للروم الأرثوذكس.
🏛️ الدير عبر التاريخ
بني الدير في القرن السادس وتهدّم بفعل الزلازل التي ضربته تباعاً، وأعيد بناؤه سنة 1113.
تهدّم القسم الغربي منه عام 1914 عندما صبّت باخرة حربية تابعة للحلفاء حممها عليه بعدما تعرضت للنيران من البّر، إذ اعتقد جنودها أن الدير قلعة للأتراك.
يتمتّع الدير بموقع استراتيجي، اذ يقع في منطقةٍ مكشوفةٍ بصرياً ومطلّةٍ على الاديار المحيطة مثل دير سيّة النوريّة، مار يعقوب دده وسيدة الريح في قلعة أنفه بالإضافة الى ميناء طرابلس. وبفعل موقعه، مرّت عليه جيوشٌ كثيرةُ واتّخذته حصناً لها.
يعدّ هذا الدير ارثاً تاريخياً ومسيحياً عريقاً، فالعمارة فيه مزيجٌ من البيزنطيّة والحلبيّة والصّليبيّة مع التّمعّن في الأيقونات. ولكن للأسف فإنّ مخطوطات الدير وكتبه وارثه الثقافيّ فُقِد خلال الحروب الكثيرة التي مرّ بها الدّير، كما ضاع بعضها بفعل الإهمال.
حروبٌ عديدة القَت بثقلها على دير سيّدة الناطور في انفه، فالحرب العالميّة الأولى تكفّلت بدمار الجناح الشمالي للدّير، وهجره الرّهبان آنذاك هرباً من الخطر.
ويُروى أنه في أربعينيات القرن الماضي سكنه مواطن روسي يُدعى ألكسي دوستويفسكي، وينسب إليه إنشاء أول دولاب هواء يعمل بالبطارية لتشغيل الملّاحات.
✝️ نهوض الدير مجددًا
بقي الدير مهملاً حتى سنة 1973، تاريخ مجيء الأخت كاترين الجمل من الميناء – طرابلس. مكثت فيه حتى رحيلها سنة 2019، ولم تغادره إلا سنة 1976 حين سافرت إلى فرنسا ثلاث سنوات بعد أن هوجم الدير وحُرق وعُبِث بمحتوياته.
وبعد عودتها أعادت الحياة إلى الدير، فباشرت ترميمه من مالها الخاص، مساعدةً بتبرعات عدة، وبمواكبة المهندس جورج ساسين ومعه المهندس ديب ديب. أُنجز معظم العمل سنة 2013.
أما كنيسة الدير فهي مبنية على النمط المعماري المحلي، ذات سوق واحد، مع عقد سريري وقبّة حديثة مستوحاة من قبّة سيّدة البلمند.
🎨 الجداريات والفنون
من أبرز ما أُضيف إلى الكنيسة بعد الترميم الجداريات التي غطّت جدرانها. فقد أوكلت الأخت كاترين رسمها إلى الراهب الروسي أمبروز، وإلى جان وأنطوان من دير مار يوحنا الدمشقي الأرثوذكسي.
رُسِمت الجداريات بين 1997 و1999 وفق النمط الأيقوني البيزنطي، لوجوه القِصص والألوان. خُصّص القسم العلوي لقصّة السيّد المسيح، من ميلاده إلى آلامه وصلبه وقيامته، وفي وسط السقف أيقونة زرقاء تشير إلى صعوده إلى السماء. أما القسم السفلي فيروي سيرة السيّدة العذراء من البشارة إلى رقادها.
وفي الهيكل توجد أيقونات لآباء الكنيسة: غريغوريوس اللاهوتي، باسيليوس الكبير، ويوحنا ذهبي الفم. وعلى يسارها أيقونة من القرن الثامن عشر تُجسّد بحّارِين في مركب يلتَمسون شفاعة العذراء والمسيح، وهي شفيعة البحّارة.
🖼️ مزار الشاغورة
أنشأت الأخت كاترين مزار الشاغورة بين 1995 و2000 لحفظ الأيقونات القديمة من القرن الثامن عشر، المنتمية إلى المدرسة الحلبيّة، ولحفظ أيقونة سيّدة الرقاد (القرن السادس عشر)، وقطع من الإيقونوستاز القديم (القرن التاسع عشر)، وبيت القربان.
⛪ الاحتفالات الكنسيّة
الكنيسة مُكرّسة لدخول السيّدة إلى الهيكل، ويُحتفل بعيدها في 21 تشرين الثاني من كل عام. كما يقصد المؤمنون الدير في 15 آب لعيد انتقال العذراء.
🗝️ أصل التسمية: «النّاطور»
يقع هذا الدير في منطقة الحريشة – انفه ويطلّ على البحر. هذا الموقع المميّز سمح ببناء رأس بحري يُعرف ب “رأس الناطور”، فوق كهفٍ تغمره مياه المتوسّط. لهذه الأسباب دُعي ب “النّاطور”.
يتداول اهالي منطقة انفه قصّة مفادها انّ رجلاً ثرياً أراد التكفير عن خطاياه، فقصد الدير المحاذي للبحر، ورمى فيه مفتاح خزنة نقوده، وقال:
“إذا أعيد المفتاح إليّ يكون الله قد صفح عن جميع خطاياي”. وعاش في الدير زاهداً، يعتاش من الطعام الذي يقدمه إليه الصيّادون.
وذات يوم رمى احد الصيّادين شبكته في البحر، وقال في نفسه: “سأقدم لهذا الفقير كل ما اصطاده”. ووفى وعده. وبعد برهةٍ، إكتشف الرجل داخل إحدى السمكات مفتاحه الذي رماه. عندها، أيقن أن الله صفح عن خطاياه، فوزّع أملاكه وأمواله على الفقراء وعاد إلى حياة النسك والصلاة. وربما تعود تسمية الدير بالناطور إلى الفترة الطويلة التي قضاها الرجل في الدير منتظراً رحمة الله”.
🌿 رحيل الأخت كاترين
رحلت الأخت كاترين في آذار 2019 ودُفنت بجوار الدير، وفي نفسها غصّة ذكرتها في وصيتها:
«خبّروا أن الراهبة ضد المشروع السياحي…»
وهو مشروع مخطط لبناء منتجع سياحي على أراضي الدير يحاصر المعلَم الديني ويقضي على ملّاحات البلدة.
⚔️ محطات تاريخية حديثة
كان الدير في العصر المعاصر مقرًّا للعثمانيين في الحرب العالمية الأولى، وللقوات الأسترالية في الحرب العالمية الثانية، ثم مركزًا للميليشيات سنة 1976، ثم لقوات الردع العربية، ولاحقًا للوحدات اللبنانية. وقد أحيت السيّدة فيروز ترانيم الجمعة الحزينة في الدير سنة 2013.