الدولة | سوريا |
---|---|
المحافظة – المدينة | دمشق |
الطائفة | روم أرثوذكس |
الموقع على الخريطة | ![]() |
📍 الموقع وطبيعة الأرض
لقد اهتمَّ المثلّثُ الرحماتِ البطريركُ ثيودوسيوسُ السادسُ بقطعةٍ من الأرضِ على بُعدِ 18كم من دمشق، في الموقعِ المعروفِ بكوكب. وعزمَ على تشييدِ بناءٍ فخمٍ هناك على طرازٍ رومانيٍّ أو بيزنطيٍّ قديم. إنّها تَلَّةٌ بركانيّةٌ تناثرتْ فيها الحجارةُ السوداء، تقعُ إلى يسار الطريقِ العامّة الذاهبة إلى الجنوب. ويمرُّ بها المسافرُ فلا يُلقي سوى نظرةٍ عابرةٍ، ذاك أنّه لا شيءَ فيها اليومَ يُذكِّرُ برؤيا القدّيس بولس واهتدائهِ إلى المسيحيّةِ قبل ألفي سنةٍ على وجهِ التقريبِ.
⚡ حدث التحوّل المقدّس
هنا، وبعدَ مسيرةِ خمسةٍ أو ستّةِ أيّامٍ لشاول ورفقته، عندما وصلوا إلى مشارفِ دمشق، أبرقَ حولَ شاولَ بَغتةً نورٌ من السماءِ، فسقط على الأرض، وكانَ الصوتُ القُدسيُّ والرؤيا. تحوَّلَ العدوُّ الألدُّ للمسيحيّةِ مُناضلًا وواعظاً مُلتهباً في سبيلِها.
🏛️ آثار الدير القديم
عَرَفَ الأقدمونَ حُرمةَ الموقعِ وأهميّتَه، فشادوا هناك ديراً عُرِفَ باسم “مار بولس” لم يَبقَ منهُ سوى رسومٍ دارسةٍ وبعضِ الحجارةِ المصقولةِ (رأسِ عمودٍ كورنثيٍّ، خرزتا بئرينِ لجمعِ مياهِ المطرِ). وهناك خنادقُ وأُسُسٌ مُكشَفةٌ لبناءٍ لا شكَّ في ضخامته، وبعضُ تلك الجدرانِ لا يزالُ كِلسُها عالقاً، وفيها مقاعدُ صخريّةٌ. يُوجَدُ بقايا لكنيسةٍ تقعُ بين التلّةِ البركانيّةِ وبين الطريقِ الرومانيّةِ، كما يمكنُ أن يُلاحَظَ كِسَراتُ آجرٍّ كانت مُستَعمَلةً في البناءِ.
⚒️ الدمار وإعادة الاستخدام
يَذكُرُ لكَ أهلُ القرى المجاورةُ أنّ كثيراً من الكُتَلِ الحجريّةِ قد انتُزِعَتْ من الجدرانِ وأُعيدَ استخدامها في الأبنيةِ الحديثةِ بتلك القرى، وهكذا لم يَبقَ الكثيرُ أو القليلُ من الديرِ القديمِ المُشرِفِ على الخرابِ.
💎 الاكتشافات والشهادات التاريخيّة
وُجِدَتْ جماعةٌ من الفلّاحينَ بين أنقاضِ المكانِ مَبخرةً ذهبيّةً، ويُعتبَرُ العثورُ عليها قاطعاً للشّكِّ في صِفةِ البناءِ مسيحيّاً، وبأنّه لم يكنْ معبداً وثنيّاً. وجودُ هذا الديرِ في كوكب أثبَتَتْهُ شهاداتٌ من القرونِ المتوسّطةِ من عهدِ الصليبيّينَ، مثل كتاب “تاريخ القدس” لجاك فيتري، و”وصف الشرق” لبوكوك… وغيرِهم.
⛪ المكانة الحاليّة والنهضة الحديثة
سُكّانُ القرى المجاورةِ لكوكب ما يزالونَ يُدْعونَ الموقعَ هناك باسم “تَلّةِ مار بولس”، ولها عندهم حُرمةٌ وتقديسٌ، فهم يَقصدونها للزيارةِ ويَنذرونَ تعميدَ أطفالِهم عندَ قِمّتِها. وقد أصبحَ هذا المكانُ غايةً في الأهميّةِ، حتّى أنّ البطريركَ الروسيَّ ألكسي الأوّل بطريركَ موسكو وكلِّ روسيا قد تبرّعَ ببناءِ كنيسةٍ دائريّةِ الشكلِ على نفقتهِ وذلك عامَ 1965م، ما تزالُ حتّى اليومَ شاهدةً على قدسيّةِ المكانِ.
🌟 الإحياء الحديث للدير
وبلَفتةٍ كريمةٍ من صاحبِ الغبطةِ البطريركِ أغناطيوسَ الرابع، واهتماماً منهُ بهذا الديرِ المهجورِ، ولإعادةِ إحيائهِ من جديدٍ، تمَّ تكليفُ الأرشمندريتِ متّى رزق برئاسةِ الديرِ، حتّى يكونَ منارةً أرثوذكسيّةً يَسْطعُ منها نورُ المسيحِ، ولِتدبيرِ أعمالِه وشؤونِه بمشيئةِ الله، ومساعدةِ المؤمنينَ الماديّةِ والمعنويّةِ والروحيّةِ.