| الدولة | مصر |
|---|---|
| المحافظة – المدينة | المنيا |
| الطائفة | أقباط أرثوذكس |
| الموقع على الخريطة |
⛪ الموقع الجغرافي لدير القديس أبو فانا
يقع الدير في الحاجر الغربي بقرب بلدة هور، ويبعد عنها بحوالى أربعة كيلومترات، وتتبع هور مركز ملوى محافظة المنيا.
يقع دير أبو فانا على بعد حوالي 30 كم جنوب المنيا وحوالي 30 كم شمال مدينة ملوي، على نفس خط عرض دير سانت كاترين في سيناء، قرب الجانب الشرقي للصحراء الليبية.
يرجح علماء الآثار أن يكون الدير من أوائل أديرة الصعيد، بل ويعد من أقدم الأديرة في العالم. يقول ماهر منقريوس، خبير الآثار، إنه صاحب إنشاؤه حركة الرهبنة الأولى، أسسه القديس أبو فانا في القرن الرابع الميلادي، والذي تتلمذ على يد الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، واستمرت الرهبنة مزدهرة فيه حتى القرن الخامس عشر الميلادي، إلى أن بدأت الكثبان الرملية الكثيفة تزحف بمئات الأمتار ناحية الشرق على الدير.
وترتب على ذلك انخفاض عدد الرهبان فيه بالتدريج، كما يذكر التاريخ، إذ لم يستطيعوا مقاومة زحف الرمال حينذاك، وبعدها اختفت أغلب معالم الدير عدة قرون، إلى أن تمكن القمص متياس جاب الله، كاهن الكنيسة بقرية قصر هور القريبة من الدير، في أواخر القرن التاسع عشر، من إزالة الرمال والكشف عن الدير.
وقد صاحب إنشاؤه حركة الرهبنة الأولى، وكان يعد أهم تجمع رهباني في المنطقة، وقد كان عامرًا بالرهبان الأتقياء، الذين تزايد عددهم حتى زاد عن ألف راهب. وقد أسسه القديس أبو فانا إذ بدأ الرهبنة بالمنطقة في القرن الرابع للميلاد، واستمرت الرهبنة مزدهرة فيه حتى القرن الخامس عشر الميلادي، وقد استمرت الرهبنة قائمة فيه حوالى ألف سنة، وهي أطول مدة استمرت الرهبنة فيه في المنطقة.
لذلك لعب هذا الدير دورًا مؤثرًا في حياة الشركة الرهبانية في هذه المنطقة من مصر العليا، ومما زاد بالدير أهمية أن عاش فيه رهبان قديسون كثيرون. وقد تخرج منه القديس الإيغومانس (القمص) أنبا إبرآم الفاني (1321-1396م)، الذي ترهب بالدير وهو في سن العشرين، وقد بقي بالدير وحده ولم يغادره حتى عام 1365م، وهذا التاريخ يعتبر بداية تدهور الدير.
كما تخرج منه اثنان من الآباء البطاركة، هما البابا ثيؤدوسيوس البطريرك (79)، وكانت مدة رئاسته على السدة المرقسية بين عامي (1295 – 1300م)، والبابا متاؤوس الأول البطريرك (87)، المعروف باسم متى المسكين، وقد ترهبن بدير أبو فانا وعمره أربعة عشر عامًا، وقد جلس على السدة المرقسية في الفترة بين عامي (1378 – 1408م).
📜 تاريخ الدير
لا شك أنه في حياة القديس أبو فانا، مؤسس رهبنة المنطقة، قد بنيت كنيسة يجتمع فيها الرهبان الذين كان يتزايد عددهم باطراد، لذلك فهي تعد من أقدم كنائس الأديرة في العالم.
ولكن هذه الكنيسة ظلت تغمرها الرمال، حتى اكتشفت حديثًا، وأُقيم الدير، وفيه الكنيسة الحالية في القرن السادس الميلادي، وظل عامرًا برهبانه حتى أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلادي، حيث بدأت أحوال الدير في التدهور، خاصة بعد أحداث 1365م، فهجره الرهبان.
بعد ذلك تدهورت أحوال الدير، ولم يقم فيه سوى عدد قليل من الرهبان في القرن الخامس عشر الميلادي، ومنذ ذلك الوقت، كان الذي يهتم بالدير هم كهنة كنائس منطقة غرب ملوي. وابتدأت الكثبان الرملية الغزيرة تزحف على الدير، وقد زاره في هذه الأثناء الأب سيكار سنة 1716، والأب يوليان سنة 1883م، وذكر أن كاهن هور هو الذي كان يهتم بالدير ويقوم بالصلاة فيه.
وابتدأت الرمال تغطي معظم مباني الدير لمدة طويلة، إلى أن تمكن القمص متياس جاب الله، كاهن كنيسة أبو فانا بقصر هور في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، من إزالة الرمال والكشف عن الدير وإعداده للصلاة فيه.
🏛️ وصف الدير
أول المصادر التاريخية التي بين يدينا عن وصف الدير هو ما كتبه المقريزي (المتوفى سنة 1441م) في خططه، وذكر انحصار الرهبنة فيه، وكتب في وصف الدير:
دير أبو فانا بحري، بني خالد، وهو مبنى من الحجر، وعمارته حسنة، وهو من أعمال المنيا ويقع في الحاجر تحت الجبل.
كما يقول نيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي: ما كتبه المقريزي المتوفى عام 1441م، حيث يذكر أنه كان يعيش هناك ألف راهب، وكان بالدير مائدة للرهبان تتسع لهذا العدد.
وفي سنة 1717م، وضع الأب سيكار وصفًا للدير، يذكر ما شاهده من الصلبان الكثيرة التي تزين حوائط الكنيسة، وتمكن من قراءة كتابة باللغة القبطية فيها عبارة “خشبة الحياة”.
وفي سنة مجيء الحملة الفرنسية على مصر (1798 – 1801م)، وضع علماؤها وصفًا دقيقًا للدير، وذكروا فيه البئر والفرن، وأن الرمال غطت معظم الدير، ويسمى الدير باسم “دير الصليب”، وكان أول من أطلق عليه هذا الاسم هو ماسبيرو، الذي زاره سنة 1883م ودهش من كثرة رسوم الصلبان فيه، كما أن الكنيسة نفسها على شكل صليب.
أعدت الحملة الفرنسية عام 1798 دراسة وصفية عن الدير، وكتبها العالم جومارد Jommard، حيث وصف دير أبو فانا بدقة، وأشار إلى أنه كان يوجد به منشوبيات، وهو نظام رهباني قديم جدًا يجمع بين حياتي الشركة والوحدة في آن واحد، فتكون كل منشوبية جماعة متناسقة، وتنتشر هذه المنشوبيات حول المبنى الكبير للكنيسة.
إن أول هذه البعثات كانت من مجموعة فريق دولي من ثمانية مؤسسات من خمسة دول أوروبية، وفي نفس العام قام عالم الآثار الألماني د. جروسمان، أستاذ الآثار الشرقية بالمعهد الألماني، بدراسة مباني الدير.
وفي أواخر سبتمبر 1987، قامت هيئة الآثار المصرية بالتعاون مع بعثة الآثار النمساوية تحت إشراف عالم الآثار د. بوشلوزر، باكتشاف الكنيسة القديمة التي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن الرابع، أي في زمن القديس أبو فانا، وجدرانها مزينة برسوم الفريسكو على الجص بألوان مبهرة، واكتشف المذبح وباقي حدود الكنيسة وأعمدتها، وقامت البعثة بعمل سقف مسطح للكنيسة، كما قامت بعمل ترميمات للمبنى والفريسكات على جدرانها.
ومن أهم اكتشافات البعثة النمساوية، العثور على أكثر من 20 قطعة من العملات المعدنية التي ترجع إلى الفترة من عام 350-425م، وتم الكشف عن الحجرات الأساسية للدير والكنيسة والمدافن لرؤساء الدير، وحجرة الأغابي الأصلية، وأربعة مصابيح زيت من البرونز من طراز متفرد وزخارفه معقدة، ووعاء كروي بيزنطي من الزجاج به رسوم محفورة، يوجد له مثالين آخرين فقط في العالم، أحدهما في دولة عمان والآخر في واشنطن.
🏛️ فن عمارة الدير
دير أبو فانا يحمل أشكالًا مختلفة ونادرة تنتمي للفن البيزنطي في الأسقف، والتشابه الوحيد معها في هذا الشكل هي كنيسة الميلاد في بيت لحم، والسقف الجمالون أيضًا فوق الصحن الأوسط للكنيسة، كما أن الفريسكات (النقوش على الحوائط) تعتبر من أضخم رسومات الصليب في الكنائس القبطية عامة.
🙏 قديسو الدير عبر العصور
من الآباء الرهبان القديسين الذين عاشوا وترهبنوا في الدير، البابا تيؤدوسيوس البطريرك الـ79، والبابا متاؤوس الأول البطريرك الـ87.
⛪ كنيسة دير القديس أبو فانا
هي الكنيسة القائمة بالدير، والتي ترجع إلى القرن السادس الميلادي.
📜 قرار الاعتراف بالدير
يسر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الاعتراف الرهباني الذي تم في دير القديس أبو فانا المتوحد بملوي في عهد قداسة البابا شنودة الثالث، حيث أن هذا الدير الأثري، الذي أسسه القديس أبو فانا المتوحد في القرن الرابع الميلادي، واستمرت الحياة الرهبانية فيه إلى القرن السابع عشر، قد وصل عدد رُهبانه في بعض الأوقات إلى أكثر من ألف راهب.
وقد تخرج منه إثنان من الآباء البطاركة، هما البابا ثيؤدوسيوس (79) والبابا متاؤس الأول (87). وقد أصبحت فيه الآن حياة رهبانية منتظمة تحت إشراف نيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي، كما توجد بداخل أسواره الجديدة كنيستان بخلاف الكنيسة الأثرية من القرن السادس، والتي تم ترميمها على نفقة مطرانية ملوي، وقلالى للرهبان وطالبي الرهبنة أكثر من 50 قلاية، وأماكن للزائرين والخلوات، ومائدة للرهبان، ومكتبة استعاريّة.
وبعد فحص الطلب المقدم من نيافة الأنبا ديمتريوس، بما يحتويه من معلومات ووثائق وصور تثبت استكمال كل الشروط اللازمة للاعتراف بالدير، قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جلسته المنعقدة يوم السبت 21 بشنس سنة 1720 ش، الموافق 29 مايو سنة 2004م، برئاسة صاحب الغبطة والقداسة: البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية “117”، الاعتراف بدير القديس أبو فانا المتوحد بملوي ضمن الأديرة الرسمية في الكنيسة القبطية.
وبناءً على ذلك، سيقوم قداسة البابا شنودة الثالث بإعطاء الشكل الرهباني للرهبان المقيمين بالدير، والمنتسب رهبنيتهم إلى دير الشهيد العظيم مارمينا العجائبي بمريوط، ورهبنة مجموعة أخرى لهذا الدير.
🕊️ العبادة الحالية
ويمارس العبادة في الدير حتى يوم (23/3/2006م) حوالى 12 راهبًا، وقد هوجم الرهبان بخمسة من المسلحين بالمدافع الرشاشة، وأطلقوا نيرانهم على الدير، ثم هربوا.