الدولة | سوريا |
---|---|
المحافظة – المدينة | ريف دمشق |
الطائفة | روم أرثوذكس |
الموقع على الخريطة | ![]() |
🕍 دير القديسة تقلا في معلولا
يقع الدير في بلدة معلولا، التي تبعد عن دمشق حوالي 56 كم، وترتفع عن سطح البحر بمقدار 1500م. ما زال أهلها يتكلمون لغة السيد المسيح حتى الآن. وهو دير للراهبات اللواتي كَرَّسْن حياتهن للعبادة وخدمة الدير.
بجوار مقام القديسة تقلا، بَنَى المسيحيون مذبحًا لإقامة الصلوات الإلهية، وكان ذلك في القرون الميلادية الأولى وما زال حتى اليوم بمكانه المحفوظ. وكان القاصد زيارة قبر القديسة تقلا يَصِلُه صعودًا على السلالم الخشبية والترابية، ومع تقدم الأيام آل إلى حالته الحاضرة.
وفي الدير كنيسة واسعة، تُجَدَّدُ بناها منذ 60 سنة، ومتحفًا، وأبنية خارجية لسكن الزوار، والبناء يَتَجَدَّدُ إلى يومنا هذا. كما يوجد قرب الدير فجّ مار تقلا المحاذي له بما فيه من نتوءات وتجويفات وأماكن واسعة وضيقة أَبْدَعَتْها يد الخالق. ويُؤْمُ الدير في كل عام، وخاصة في هذه الأيام، العديد من السائحين العرب والأجانب المسيحيين لزيارة هذا الدير وزيارة قبر القديسة تقلا.
✨ القديسة تقلا
وُلدت نحوَ السنة العشرين في مدينة إيّقونية، من والدين وثنيين وغنيين. كانت جميلة وذكيّة ومثقفة كثيرًا. خُطِبَت لشاب لا يقل عنها شرفًا وجاهًا. ولما مرَّ بولس الرسول في مدينة إيّقونية نحو السنة 45، سَمِعَتْه تقلا فأعجبت بتعاليمه واستَنار عقلها بنعمة الله. وبعد أن تَفَهَّمَت التعاليم الإنجيليّة، اعتمدت ونذرت بتوليتها لله، وعكفت على الصلاة والتأمل.
فسألتها والدتها عن هذا التبدّل في حياتها، فأجابتها: “إنّه ثمن اصطباغها بماء العماد المقدّس وإيمانها بالمسيح الذي نذرت له بتوليتها”. فثارت الأم وغضب خطيبها وأهلها، وأخذوا يقنعونها بالكفر، فلم تَسْمَع لهم. فشَكَّتْها أمّها إلى حاكم المدينة. فأخذ يتملّقها الحاكم، فلم تُعِرْ اهتمامًا لتهديداته. فأمر باضرام النار. فرَمَت تقلا ذاتها في النار مسرورة، إلا أنّ الله حَفِظَها، فنَزَل المطر وأطْفَأ النار، وسُلِمَتْ تقلا. فتركت بيت أبيها ولحقت بالقديس بولس ورافقته في أسفاره حتى أنطاكية، حيث بَقِيَتْ تُبَشِّرُ بإنجيل المسيح.
فعَلِمَ بها والي أنطاكية، فأمر بطرحها للوحوش عَرِيَانة، فَسَتَرَ الله عريها ولم تُؤذَها الوحوش أبدًا. فأعادها الوالي إلى السجن. وفي اليوم التالي رُبِطَت إلى زوج من الثيران المخيفة، فكادت تقلا تَموت ألَمًا، فخَلَّصها الله بأن أُفِلِتَتْ الثوران، فحار الحاكم بأمرها، وأُلْقِيت في هوة عميقة مملوءة حيّات سامّة، فلم تُؤذَها.
دُهِشَ الجميع وذهل الملك، فطلبها وسألها كيف تَنْجُو من هذه المخاطر؟ فأجابته: “أنا عبدة يسوع المسيح ابن الله الحيّ. هو وحده الطريق والحقّ والحياة وخلاص من يَرْجونه”. فأُطْلِقَت أمام الجميع حرّة سالمة.
فخرجت وأعلمت القديس بولس بكل ما جرى لها، فمَجَّدَ الله معها. ثم أخذت تُبَشِّر في مدينتها وفي القلمون ومعلولا وصيدنايا في سورية. ثم ماتت بعمر تسعين سنة ودُفِنَت في سلوقية، وأضحى قبرها نبعَ نِعَم وبركات.
📜 معلومات إضافية
معلولا كلمة آرامية، لفظها الأصيل (مو علولا)، ومعناها “المَعْبَر” أو “المدخل” الذي عبرت منه القديسة تقلا في الجبل. تقع على بعد 60 كم من دمشق، وهي بلدة قلمونية تقع كالعقاب في وكره، بيوتها مُؤَسَّسة على الصخر متصاعدة بعضها فوق بعض بنسيج عمراني فريد (كثيرًا ما استهوى الفنانين فجَسَدُوه في فنونهم)، حتى يخيل للناظر إليها أنها مبنية بعضها فوق بعض. يتكلم سكانها الآرامية والعربية.
أما دير القديسة تقلا فهو من أقدم الأديار الرهبانية في بلاد الشام، يعود إلى القرن الرابع الميلادي، ويمكن أن نُؤكِّد أن الدير بُنيَ على مرحلتين:
المرحلة الأولى: المغارة المتسعة الواقعة في بطن الجبل الشرقي والمطلة على الدير الحالي.
في ركنها الجنوبي يقع مقام وضريح القديسة، وقد أكَّد بطريرك أنطاكية العظيم مكاريوس بن الزعيم دفنها فيه.
أما في جهة المغارة الشرقية فتقوم كنيسة قديمة مغلقة، وفيها مائدة حجرية ومذبحها منقور في الصخر. وبين المقام والكنيسة نبع ماء يُتَبَرَّك المؤمنون بالشرب منه ومسح جباههم بإشارة الصليب المكرّم.
في الركن الشمالي الشرقي من المغارة ينقط الماء من سقف المغارة إلى صحن مرفوع على قاعدة تماثل العمود بارتفاع متر تقريبًا، كان يُدْهَنُ منه المرضى الذين يفدون إلى القديسة للعلاج. وبجانبها شجرة تعود إلى عهود سحيقة، ومن الملفت للنظر أنها نَمَت في المغارة.
رفِعَتْ قناطر من الجهة الغربية للمغارة حيث إطلالة جميلة على الدير الحالي وعلى البلدة. ويمكن الوصول إلى هذا المقام الشريف عبر درج يؤدي إلى ساحة الدير الحالية الداخلية.
أما الدير الحالي، فمما لا شك فيه أنه بُنيَ في أواخر القرن الثامن عشر، حيث قامت متوحّدات سبق وعشن في الدير ببناء غرفهن من أموالهن الخاصة، ثم وَقَفْنَها بعد وفاتهن على الدير. تقع هذه الغرف في الجهة الشمالية، وهي مبنيّة على الصخر. أما في الجهة الجنوبية فتقع كنيسة الدير، وهي حديثة وجميلة، ولعلها تعود إلى النصف الثاني من القرن الماضي.
أما الأبنية الحديثة التي يستأجرها المصطافون صيفًا وتدر ريعًا للدير، وتُستَعمل في أعمال الترميم والتحسين، فقد بُنيَت من الناحيتين الجنوبية والغربية.
🎓 الأنشطة التعليمية والرعائية
في الدير حاليًا نواة مدرسة داخلية لليتيمات، أنشأتها رئيسة الدير الحالية الأم بيلاجيا السياف، ومن المأمول توسيعها مستقبلاً، بالإضافة إلى إحداث مشغل تمارس فيه المتوحدات والتلميذات أعمال التطريز والخرز والفنون النسوية. وقد قامت بإجراء تعديلات على أنظمة إيجار أبنية الدير بغية زيادة الريعية للقيام بالإصلاحات والإحداثات الجديدة في الدير.
يقود الدير حاليًا، بهمة الأم الرئيسة وآباء البلدة، حركة رعائية وشبابية ناشطة في البلدة وفق توجيهات غبطة مولانا البطريرك أغناطيوس الرابع.
📅 الاحتفالات
تحتفل الكنيسة بتذكار القديسة تقلا أولى الشهيدات في الرابع والعشرين من شهر أيلول.