الدولة | مصر |
---|---|
المحافظة – المدينة | سوهاج |
الطائفة | أقباط أرثوذكس |
الموقع على الخريطة | ![]() |
🏛️ موقع الدير
يقع دير القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين والمعروف بالدير الأبيض غرب مدينة سوهاج بحوالي ستة كيلومترات عند نهاية الأرض الزراعية على حافة صحراء جبل (أدربية) المجاور للدير، حيث كانت توجد مدينة أدربية منذ العصور الفرعونية الأولى.
📖 معنى اسم الدير
يُرْجَعُ تسمية الدير بالدير الأبيض لأنه مُشَيَّدٌ بالحجر الجيري الأبيض، وتمييزًا له عن الدير الأحمر وهو دير الأنبا بيشاي الذي يبعد عنه شمالًا بنحو كيلومترين ومشيد بالطوب الأحمر.
⛪ نشأة الدير
وقد أُنشِئَ الدير مع بداية انتشار الرهبنة القبطية في صعيد مصر بعد تأسيس نظام الرهبانية بواسطة القديس الأنبا باخوميوس، وذلك نحو القرن الرابع الميلادي. ويُرْجَعُ تاريخيًا ومعماريًا أن الدير الأبيض شُيِّدَ على أنقاض أحد المعابد الفرعونية القديمة بيد الرهبان الباخوميين، وكان صغيرًا ويتسع لعشرات الرهبان والنساك.
ويذكر تاريخ القديس الأنبا شنوده أنه تسلَّمَ رئاسة الدير بعد نياحة خاله الأنبا بيجول وبه ثلاثون راهبًا فقط. وتشير بعض المصادر مثل (بطلر ص 351) إلى أن الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير (323 – 337م) قد ساهمت في بناء هذا الدير الصغير مثل بقية الأديرة المصرية التي اهتمت بعمارتها.
وعندما تولى القديس الأنبا شنوده رئاسة الدير الأبيض عام 383م اهتم بتوسيع المباني الخاصة بالرهبان مع إضافة مبانٍ كثيرة نظرًا لزيادة عدد الرهبان، حيث بلغ عددهم 2200 راهبًا. كما شَيَّدَ القديس العديد من المنشآت الملحقة بالدير إلى جانب كنيسة الدير العظيمة التي أسسها بنفسه حوالي عام 441م، حيث ظهر له رب المجد من أجل بناء هذه البيعة المقدسة.
ويذكر المؤرخ أبو المكارم أن كنيسة الدير كانت تتسع لآلاف المصلين، وهذا أمر حقيقي لأنه معروف تاريخيًا أن القديس الأنبا شنوده كانت له مبادرة فتح أبواب ديره وكنيسته للشعب المصري في عشية السبت والقداس الإلهي صباح الأحد لسماع عظاته، وكان عدد الحاضرين إليه يُقدَّرُ بالألوف. ومن يرى آثار الكنيسة اليوم ومدى ضخامتها يتأكد من اتساع المباني والدير لاستقبال هذه الجماهير والأعداد الهائلة من الرهبان.
🌿 مساحة الدير
ويذكر المقريزي أن مساحة الدير في عصوره الأولى كانت تُقدَّرُ بنحو خمسة أفدنة إلا ربعًا، ويقول أبو المكارم إنه كان للدير حصن، ويحوط به سور كبير يضم بين جدرانه حديقة بها مختلف الأشجار والفواكه.
⚔️ الاعتداءات على الدير وآثار التخريب
منذ القرن السابع الميلادي تعرض الدير الأبيض إلى العديد من الهجمات والتخريب، تضاءل على أثره عدد الآباء الرهبان فيه. وفي منتصف القرن الثامن الميلادي كانت هناك محاولة اعتداء على الصندوق الذي يحوي جسد القديس الأنبا شنوده بواسطة أحد أصدقاء والي مصر القاسم بن عبد الله.
وفي بداية عهد الدولة الأيوبية بمصر (القرن الثاني عشر) اعتدى شيركوه عم صلاح الدين الأيوبي على الدير، وكُسِرَ صندوق جسد القديس الذي أُخْفِيَ في أرض خربة، ولكن الآباء الرهبان الموجودين بالدير في ذلك الوقت حرصوا على حفظ جسد القديس أسفل الهيكل الأوسط، وكان الدير لم يُخْرَبْ بعد.
ثم أتى زلزال في هذه المنطقة في القرن الثالث عشر تصدعت على إثره بعض المباني وسقط سقف الهيكل، مما أدى إلى ضرورة إجراء بعض الترميمات التي غيَّرَت من شكل الدير نوعًا ما.
ويُعْتَقَدُ أن الدير تعرَّضَ للتخريب في عهد دولة المماليك، حيث يذكر المقريزي الذي عاش في القرن الخامس عشر ومعاصرًا لهذه الدولة: “إن الدير قد خَرِبَ ولم يَبْقَ فيه سوى الكنيسة ولا توجد به رهبان”، بمعنى أن الرهبان قد هاجروا الدير وتركوه خرابًا وخاليًا، ولا شك أنهم لم يفعلوا ذلك إلا بعد هجمات شرسة ووحشية أرغمتهم عليه.
وأثناء الحروب الطاحنة بين المماليك والفرنسيين في القرن الثامن عشر، حيث بدأت الحملة الفرنسية على مصر عام 1789م، تعرَّضَ الدير الأبيض إلى مزيد من التخريب ولم يَبْقَ من مبانيه إلا الهياكل وبعض الآثار القليلة، إذ اندثرت مباني الرهبان وصالة المحاضرات والمستشفى والمائدة والمطبخ والفرن ومخزن الخبز والمصانع وبقية المخازن مع مرور الزمان.
وفي التاريخ المعاصر أيضًا تعرَّضَ دير الأنبا شنوده إلى انتهاك الأماكن المقدسة به وآثاره العظيمة، فبُنِيَ بداخل صحن الكنيسة بيوتٌ للآباء الكهنة الذين يخدمون هناك، وهذه المباني شوَّهت الصورة الأثرية الباقية من هذا الدير العظيم.
👼 تاريخ وقصة الأنبا شنوده صاحب الدير
يُذْكَرُ أن ميلاد القديس الأنبا شنوده كان ميلادًا تاريخيًا، إذ أُعْلِنَت الرؤى والأحلام والنبوات عن مولده، فقد ظهرت القديسة مريم العذراء لوالدته وأخبرتها بميلاده، كما ظهر رئيس الملائكة ميخائيل للبابا القديس أثناسيوس الرسولي وأعلن له أن طفلًا سيولد بعد قليل ويُسَمَّى شنوده، وأنه سيكافح المبتدعين والهراطقة ويهزمهم. كما تنبأ أحد المتوحدين بميلاده عندما قال لوالدته: “سيبارك الله ثمرة بطنك ويعطيك ابنًا يفوح اسمه كالعنبر في أرجاء المسكونة.”
وُلدَ الطفل شنوده في جزيرة شندويل التابعة لمحافظة سوهاج عام 333م، وعلَّماه والداه تعاليم المسيحية وأسرار الحياة الروحية لكي ينمو في النعمة والتقوى، حتى إنه لم يكن قد بلغ التاسعة من عمره بعد وقد اعتاد حياة الصلاة والصوم.
أخذه أبوه إلى خاله القديس بيجول رئيس الدير الأحمر ليباركه، وهناك مكث الطفل شنوده، وظهر خلالها ملاك الرب للقديس بيجول في حلم ودعاه لتكريس شنوده راهبًا، وأن إسكيم رهبنته قد باركه السيد المسيح، فقام ودعاه راهبًا.
عاش القديس شنوده حياته الرهبانية في جوهرها بالرب يسوع، مجاهدًا في صلواته ونسكه، كما جاهد ضد الشياطين وانتصر عليهم بالنعمة الإلهية وصار قاهرًا لهم. وإذ أحب الوحدة والانفراد مع الله سمع صوتًا من السماء يقول: “قد صار رئيسًا للمتوحدين.” واستحق أن يتقلد رئاسة الدير بعد نياحة خاله عام 383م، إذ أجمع الرهبان على اختياره.
اهتم القديس الأنبا شنوده بالرهبنة، فوضع القوانين والنظم في الحياة الرهبانية، وربط فيها بين نظام العزلة ونظام الشركة الباخومي، وأيضًا كتابة التعهد لطالبي الرهبنة بالالتزام الدقيق بأسس الرهبنة الثلاثة والقوانين الرهبانية في الدير.
ومع ازدياد عدد الرهبان في المنطقة شُيِّدَ الدير الأبيض واهتم القديس الأنبا شنوده به، وبلغ عدد الرهبان في القرنين الرابع والخامس نحو خمسة آلاف راهبًا.
اتَّسَمَ الأنبا شنوده بالروحانية وشفافية الروح، إذ عاش حياة مقدسة يقودها الروح القدس ويملأها الحب الإلهي المنسكب بفيض في قلبه، ومن ثم عرف حياة الشبع الكامل بالله، وسار بالروح من صعيد مصر إلى الوجه البحري ليلتقي بالقديس بيجيمي السائح.
كان القديس الأنبا شنوده عالمًا لاهوتيًا، فقام بتعليم الشعب أصول الإيمان الأرثوذكسي مفندًا تعليم نسطور الهرطوقي، كما حارب الوثنية وعمل على اقتلاع جذور خرافاتها من مصر مثل السحر والتعاويذ، وحطم العديد من الأصنام والمعابد التي كان يسكنها الشياطين.
ويُذْكَرُ أيضًا أن الأنبا شنوده كان أديبًا قبطيًا، فله العديد من العظات والمقالات والرسائل والأقوال التي تعبِّر عن عمق الدراسات والأفكار واللغة التي كانت له.
🕰️ الدير في عصرنا الحالي
في عام 1993م أُوفِدَ قداسة البابا نيافة الأنبا مرقس ونيافة الأنبا بطرس الأسقف العام إلى دير الأنبا شنوده لدراسة الوضع هناك والموقف في الدير ورفع تقريرًا إلى قداسته الذي جاء فيه:
- ضرورة إرسال مجموعة من الآباء الرهبان إلى هناك.
- أن يكون هناك نائبًا بابويًّا أو أحد الأساقفة مسئولًا مباشرًا أمام قداسته مع استمرار القمص باسليوس أمينًا للدير.
- إن المنطقة الملاصقة للجبل أو إحدى المزارع الحالية وهي بعيدة عن الآثار تصلح لتعميرها كدير يمكن توسيعه مستقبلًا.
وفي عام 1996 قدّم القمص باسليوس استقالته لقداسة البابا بعد أن خدم عشر سنوات في الدير.
وفي شهر مايو من عام 1985م تسلّم نيافة الأنبا يؤانس مسئولية الإشراف على دير القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين وقام بأول زيارة للدير.
🏛️ وصف كنيسة الدير الأثرية
أ – الشكل الخارجي
سور عالٍ حوالي 20 مترًا في الارتفاع يعلوه إفريز رخامي به صفّان من النوافذ، السُفلي قريب من منتصف السور. له 27 نافذة بكل من الضلع البحري والقبلي، و9 نوافذ بكل من الضلع الغربي والشرقي. طول المبنى 75 مترًا وعرضه 37 مترًا. وهذا الشكل يُمثّل عظمة فن المعمار القبطي، لا من المساحة العظيمة فقط والتي تبلغ نحو 2775 مترًا مربعًا — وهي أكبر كنيسة في القطر المصري — ولكن من جهة ضخامة الأحجار التي بُنيَ بها إذ يزيد بعضها عن مترين طولًا.
ب – الأبواب
ستة أبواب من كل جهة بابان ما عدا الشرقي، والباب البحري والقبلي من الجرانيت الأحمر وقد نُقِشَ عليه بعض صور الآلهة مما يدل على أنها نُقِلَت من معابد فرعونية.
البناء من الداخل – المائدة – الجناح القبلي
به عمودان وثلاث قواعد، وكان يُستعمَل هذا الجناح كمائدة للرهبان، وفي نهايته شرقًا حجرة المجمع. وأمام الحجرة حافظة لإله القمر ومنقوش عليها لغة هيروغليفية ترمز لرمسيس الثاني. وفي النهاية غربًا قبة تحتها البئر الأثري من القرن الرابع الميلادي عمقها حوالي 30 مترًا وفيها ماء فوق الأرض. وفي منتصف هذا الجناح توجد حاليًا مكتبة المبيعات بالدير وتعمل أيضًا كاستعلامات للدير مع استقبال النذور والتبرعات.
🕍 صحن الكنيسة
- الجانب الأيمن لصحن الكنيسة : به خمسة أعمدة وست قواعد، وقال فانسليب إن صحن الكنيسة كان قائمًا على جملون ارتكز على 24 عمودًا على صفين كل منهما 12 عمودًا. ربما كان يقصد ذلك قديمًا أو ربما أُضيف الجناح الجنوبي.
- الجانب الأيسر لصحن الكنيسة: به ستة أعمدة وخمس قواعد، وهذا يدل على جمال التنسيق، وخصوصًا ترى أحد الأعمدة من الجرانيت والذي يليه من الطوب الأحمر وهكذا. الهيكل وهو المستعمل ككنيسة يحتوي على هيكل وسط وهيكل على كل جانب، وكل من هذه الهياكل يكون نصف دائرة، وهذا هو النظام البازيليكي لبناء الكنائس على شكل صليب وقباب، وتكون الهياكل الثلاثة ثلاثة أرباع مربع، ويقع في الضلع الرابع الباب المؤدي إلى فناء الكنيسة، وهذا الضلع قد سُتِرَ الآن بالطوب الأحمر وأصبح حدًّا للكنيسة الحالية من الناحية الغربية. وكان يعلو القسم الأوسط من الهيكل سقف على شكل جمالون وقد تهدّم بزلزال واستُبدِلَ بقبة في القرن الثالث عشر.
🧱 الحائط الشرقي من الهيكل
يَمتاز بتجاويف تنتهي بأنصاف قباب ويزينها صفّان من الأعمدة يعلو أحدهما الآخر، ويفصل العمود عن الآخر تجويف. وتُحَلّى بعض التجاويف برسوم كحمامة أو صدفة عليها رسم نسر يعلوه تاج، وعلى قوس التجاويف توجد عناقيد عنب. ولا تزال بعض الصور التي تزين الجدران في حالة حسنة. وفي وسط الهيكل الأوسط يقع المذبح، وعلى جانبه حجرتان:
- في الجنوبية: المعمودية الحالية
- في الشمالية: مدفن أو طافوس للرهبان وسُلَّم يؤدّي إلى أعلى الجهة الشمالية الشرقية من البناء (الحصن).
🎨 الأيقونات والزخارف
تحلّت القباب والجدران بأيقونات في النصف الثاني من القرن العاشر والنصف الأول من القرن الحادي عشر. ويُلاحَظ فيها:
- صفّان من الأعمدة.
- تجاويف بين الأعمدة تنتهي بأنصاف قباب فيها رسوم حمامة أو صدفة عليها رسم نسر يعلوه تاج.
- قوس بين الصفين العلوي والسفلي عليه عناقيد عنب.
🕊️ أيقونة البانطوكراتور
في القبة الشرقية من الهيكل الأثري، يُرى السيد المسيح على كرسي العرش يلبس ثوبًا سماويًا، وفي يده اليسرى إنجيل عليه صليب كبير وأربعة صلبان صغيرة، ويده اليمنى مرفوعة علامة البركة. يحيط به الأربعة الحيوانات غير المتجسدة: أسد، إنسان، ثور، نسر، وبجانب كل منها دائرة فيها صورة للإنجيلي.
🕊️ الحائط الجنوبي القبلي من الهيكل
فيه صفّان من الأعمدة (12 عمودًا مثل الرسل الاثني عشر)، وعلى بعضها صليب يعطي الأعمدة الفرعونية الصبغة القبطية. تيجان الأعمدة على شكل زهرة اللوتس (رمز العصر الروماني)، وبين الصفين قوس مزين بعناقيد العنب (رمز العصر القبطي).
✝️ أيقونة الصليب والغطاء
تُظهِر صورة للصليب من القرن العاشر الميلادي مع ستر أو كفن السيد المسيح، وحول دائرة الصليب ملاك من كل ناحية وكأنهما يحملان الصليب معًا.
ولها ثلاث تفسيرات محتملة:
- ملاكان يبشران المريمات بالقيامة.
- ملاك يبشر العذراء بميلاد المسيح، وآخر يبشر زكريا بميلاد يوحنا المعمدان.
- ملاكان يحملان الصليب، وعن يمينهما العذراء وعن يسارهما يوحنا الحبيب، وتعلو الأيقونة الشمس فوق رأس العذراء والقمر عن الجانب الآخر، وحولها دوائر فيها صلبان ورسوم للرسل.
🛡️ الحصن
في الناحية الشمالية من الهيكل الأثري أو الكنيسة الحالية، أعلى الباب صورة لرئيس الملائكة ميخائيل من أيقونات القرن العاشر.
من الداخل: طافوس الرهبان في المدخل، سُلَّم للجهة الشمالية الشرقية، مذبح على اسم الملاك ميخائيل في الدور الثاني، قباب الكنيسة فوق الحصن.
💧 المعمودية الحالية
حجرة في الناحية الجنوبية من المذبح الحالي، بها تجويف المعمودية الأثرية من القرن الرابع الميلادي، نُقِلَ من شمال غرب الكنيسة إلى جوار الهيكل الحالي ليُعَمَّد فيه على يد الكاهن أثناء الصلاة.
🕳️ المعمودية الأثرية
مبنى من الحجر الجيري مزخرف بنقوش جميلة، كان سقفه مقببًا. شمال الفناء بناء نصف دائري على خمسة أعمدة، وجنوبه عامود واحد باقٍ. يُحتمل أنه كان مخصصًا للرهبان الجدد أو الزائرين أو الموعوظين. بجواره بئر أثري عمقه 30 مترًا وفيه 5 أمتار ماء. كانت تُرفَع المياه قديمًا بالبكرة وحاليًا بالموتور. في الطريق المؤدي إلى البئر أنصاف صور فرعونية مثل إيزيس وأوزوريس وحورس.
🏛️ مباني الدير الأثرية
- الكنيسة العظيمة: آخر ما تبقّى من مباني الدير الأبيض، على الطراز البازيليكي الفاخر، عبارة عن صحن وجناحين وهيكل على شكل صليب، ولم يتبقَّ منها إلا الهياكل المستعملة ككنيسة.
- قلالي الرهبان: كانت كل قلاية تحتوي على قلايتين ليوقظ أحد الرهبان الآخر لصلاة نصف الليل أو التسبحة. وما تبقى من هذه المبانٍ بعض أجزاء ظهرت بالتنقيب.
- قاعة الاجتماعات والمستشفى: ظهرت آثارها بالتنقيب، تشمل عنبرًا للمرضى وحجرة عمليات بالمنطقة الأثرية غرب بحري مبنى كنيسة الدير الأثرية.
- أنشطة متنوعة: ظهرت غرف متعددة في الجهة البحرية الغربية للديرين الأبيض والأحمر: بيت المائدة، المصبغة، المطبخ، بئر أثري، الفرن، بقايا قلالي رهبان، مخزن الخبز والمؤونة.
- المصانع: ظهرت آثار لمصانع الزيتون وطاحونة غلال ومصانع أخرى.
- أديرة أخرى: كان يوجد حول الكنيسة الأثرية أديرة للرجال العاملين بالزراعة، ودير للمستجدين، ودير للراهبات.
🏛️ مباني الدير الحالية
- الكنيسة الأثرية: أي الدير الأبيض، وحولها الحرم الأثري والمنطقة الأثرية.
- جراج السيارات ودورات المياه والسلخانة لذبح النذور على بُعد 100 متر قبلي الكنيسة الأثرية.
- قلالي الرهبان: توجد قلالٍ جديدة قبلي وغرب الكنيسة الأثرية على بُعد حوالي نصف كيلومتر من الكنيسة الأثرية، وتوجد قلالٍ متناثرة، قلاية غرب جراج السيارات وتُستعمل الآن كمطبخ للعمال، وكذلك قلاية قبلي شرق الكنيسة الأثرية وتُستعمل الآن كعيادة طبية وصيدلية للأدوية والعلاج.
- بيت الخلوة واستراحة الضيوف: غرب الكنيسة الأثرية، يفصلها الطريق الزراعي من سوهاج إلى دير الأنبا بيجول، وكان يُستعمل كقلالٍ للرهبان واستقبال الضيوف، ويُستخدم الآن بيتًا للخلوة والضيافة، ويسع أكثر من خمسين شخصًا للمبيت، مع صالون كبير لاستقبال كبار الزوار.
- السور الجديد والبوابات: حوالي 90 فدانًا يضم المزرعة + مدافن الأقباط بسوهاج حوالي 25 فدانًا + الدير الأثري.
📍 بعض المناطق الشهيرة بجوار الدير
القطعية
تقع بجوار الكنيسة لجهة الغرب بمسافة قليلة، محجر به كهف عظيم عميق في قلب الجبل قد أُخِذَت منه بعض الأحجار التي بُنيَ بها الدير، ويُسمَّى هذا المكان “القطعية”.
وتعود عامة المؤمنين زيارة هذا الموضع، وخصوصًا من جُرِّبوا بالعُقم، فتذهب النساء لأخذ بركة هذا المكان إيمانًا بالسلطان الذي أُعطِيَ للأنبا شنوده أن يتشفّع في طالبي الإنجاب.
وإن كانوا قد اعتادوا على دحرجة النساء، فهذه عادة البُسطاء وإن كانت غير لائقة، إلا أنهم بسبب إيمانهم وبركة هذه الرمال التي رُوِيَت بدموع القديسين تُستجاب طلباتهم ويُعطَون سُؤْلَ قلوبهم.
المغارة
تقع في حضن الجبل على بُعد 200 متر قبلي القطعية، وهي عبارة عن حجرة كبيرة حوالي عشرة أمتار في عشرة أمتار، وغالبًا كانت مغارة القديس لغرض الوحدة، إذ هو رئيس المتوحدين.
وتوجد أيضًا كثير من المغارات بحري وقبلي مغارة القديس، كان يسكنها المتوحدون في عصره، أي في القرن الرابع الميلادي والقرن الخامس الميلادي.
📖 بعض القصص التي تُروى عن الدير
أعجوبة تابوت القديس
في عهد البابا خائيل السادس والأربعين، في منتصف القرن الثامن الميلادي، جاء أحدهم لزيارة الدير ورأى تابوتًا خشبيًا مُطعَّمًا بالعاج به جسد القديس، فأراد أن يأخذه، فقال له الرهبان: لا يمكن لأن صاحبه أوصى بعدم إخراجه.
فقال: لا بُدَّ من أخذه إمّا بثمن أو كهدية. ثم أمر عشرة رجال أن يحملوه فلم يستطيعوا، فدعا ثلاثين آخرين وهؤلاء أيضًا لم يستطيعوا حمله، وكانت قوة الله التي جعلت الحديد يطفو في عهد أليشع هي نفسها التي جعلت هذا يثقل، فتعجب الجميع، ودفعوا ثلاثمئة دينار مساعدة للدير وانصرفوا.
وقد بَقِيَ جسد القديس داخل الكنيسة إلى آخر عهد الفاطميين، ولما دخل شيركوه — وهو عم صلاح الدين الأيوبي — كسر الصندوق ونقل الجسد منه وأُخفِيَ في أرضٍ خربة غير مُكرَّسة.
أسطورة المسخوطة
في عهد البابا خائيل السادس والأربعين نحو سنة 735م، ذهب أحد الحكام إلى الدير ومعه جارية كان يحبها أكثر من جميع جواريه، وكان يركب كلٌّ منهما فرسًا.
فلما وصل إلى الدير استقبله رئيس الدير حينئذ، ودخل الحاكم وسريته بكِبرياء إلى المنطقة المحيطة بالكنيسة وهو راكب، ولما وصل إلى باب الكنيسة رجاه الرئيس الراهب أن ينزل لأنه لا يصح أن يدخل بيت الله بهذه الكبرياء وهذه المرأة معه، فلم يلتفت إلى كلامه، فهدده بعقاب الله على أمثاله، فلم يرعوِ، وإذا بانتقام الله — الذي نزل على رسل أخزيا لإيليا عندما نزلت نار من السماء وأكلتهم — كذلك على الحاكم، إذ نفرت الفرس تحت جاريته فأوقعتها صريعة وماتت هي وفرسها، أما فرس الحاكم فألقته على الأرض وأُبتُلِيَ بروحٍ نَجِسٍ خنقه وكان يصرّ بأسنانه.
ولما أفاق قليلًا ندم على فعلته ودفع للبيعة أربعمئة دينار، ولكن الروح النجس لم يُفارقه حتى الموت.
هذه القصة الواقعية إضافةً إلى حقيقةٍ أخرى وهي وجود بعض صور الفراعنة — إيزيس وأوزوريس وحورس — في الناحية البحرية من البئر الأثري، ربط بعض البُسطاء بين هذه القصة والصور الفرعونية في سقف السلم بحري غرب البئر الأثري، ونسجوا من خيالهم أسطورة المسخوطة التي تقول:
“إن امرأة كانت تركب حمارًا وتود أن تصنع الخطيئة بجوار البئر، فسخطها الأنبا شنوده ولصقها في الحائط.”
وهذا كلام غير صحيح ومضحك ولا يجب أن يُردَّد، وليس له أساس علمي ولا روحي.
وضد هذه الأسطورة ما يُثبِت عدم صحتها:
- الصور التي يُقال عنها هي صورة المسخوطة والحمار هي في الأصل صورة فرعونية لحورس وأيزيس.
- رحمة الله لا تسمح أن يُسخَط كل من يدخل الكنيسة وفي فكره خطيئة، ولو سُمِحَ بذلك لكنّا جميعًا الآن مُعلَّقين على الحوائط.
- الجارية المقصودة في هذه القصة من القرن الثامن الميلادي، ولكن الصورة الكائنة حتى الآن في حجارة سقف السلم وسقف البئر الأثري محفوظة كجزء من التراث التاريخي للدير دون أي علاقة بالأسطورة.