الدولة | سوريا |
---|---|
المحافظة – المدينة | طرطوس |
الطائفة | لاتين |
الموقع على الخريطة | ![]() |
📖 لمحة عن حياة القديس يوحنا بوسكو
لمحة عن حياة القديس يوحنا بوسكو مؤسس رهبنة الآباء السالزيان وراهبات أم المعونة، وعن قدوم السالزيان إلى الشرق الأوسط والأسلوب الوقائي الذي اعتمده القديس في تربية الشباب. يعتبر القديس يوحنا بوسكو أبا الشبيبة ومعلمها وصديقها ولقب بأمير التربية. ولد في قرية بيكي التابعة لمدينة تورينتو (إيطاليا) في 16 آب سنة 1815، وقَبِل سر المعمودية في الأسبوع ذاته من ولادته، وتوفي والده وهو في عمر السنتين. ولما بلغ التاسعة من عمره حلم برؤية سماوية إذ طُلِبَ منه الرب يسوع أن يهتم بتربية الشباب، ليقودهم نحو حظيرة الرب الآمنة، وأعطاه معلمة سماوية تدله على الأسلوب الصحيح وهي العذراء مريم.
🧑👩👦 النشأة والتعليم والفتوّات
ومنذ صغره ربته والدته الأم مرغريتا تربية مسيحية أصيلة، وعلمته المواظبة على حضور القداس والتعليم المسيحي. كان يصنع سلالًا من القش ويبيعها لكي يحضر العروض البهلوانية، فتعلمها وأتقنها كلها، وكان يجذب الأولاد ليشاهدوا عروضه شرط أن يسمعوا من عظة القداس والتعليم المسيحي. وبدأ العمل في سن مبكرة وذلك في بلدة قريبة سنة 1828 لدى عائلة موليا من أصدقاء العائلة، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد كهنة الرعايا قبل البدء بالعمل. سنة 1831 دخل المدرسة في كيري لمدة أربعة أعوام، وبعدها التحق بالمعهد الإكليريكي ولمدة ست سنوات متتالية، وفي 5 حزيران سنة 1841 سُمِّي كاهنًا، وتوجه إلى مدينة تورينو للاختصاص. وأثناء دراسته التقى بالوالد برتلماوس غارللي يوم عيد الحبل بلا دنس وخدم القداس معه، ومنذ ذلك الوقت ابتدأ معه نشاط المصلّى بالصلاة الملائكية (السلام عليكِ يا مريم).
🛠️ عمله مع الشباب وتأسيس الرهبنة
وبعد تخرجه لم يلتحق بأية رعية بل توجه مباشرة إلى العمل مع الشباب، وأول مصلى كان في عام 1846 باسم القديس فرنسيس السالسي الحليم والوديع الهادئ مع مجموعة من الشبان الذين أتوا من الأرياف للعمل في المدن ومنها مدينة تورينو. ثم ابتدأ بجمع الشبان والأولاد لتعليمهم المهن الحرة والشريفة من خياطة وتصليح الأحذية وتجليد الكتب والطباعة إلخ.
وفي سنة 1853 بدأ يكتب بعض النشرات الخاصة لتوعية المؤمنين وأبناء مركزه خوفًا من الضلال، وجاء إليه ولد يدعى دومنيك سافيو ليصبح من أشهر أولاده وقديسًا كبيرًا في الكنيسة، وفي الوقت ذاته جاء ميخائيل روّا ليبدأ معه تأسيس الرهبنة السالسية الجديدة التي سماها على اسم شفيهه المشهور بالوداعة والطيبة ألا وهو مار فرنسيس السالسي. ومنه أخذت الرهبنة اسم الآباء السالزيان ولينذر النذور الخاصة بالرهبنة بين يدي يوحنا بوسكو.
⛪ أحداث مفصلية وتأسيسات
أُعلنَت الكنيسة في 1845 عقيدة الحبل بلا دنس، فأنشأ دومنيك سافيو مع رفاقه جمعية الحبل بلا دنس تكريمًا للعذراء. وفي 9 آذار سنة 1858 قام يوحنا بوسكو لأول مرة بزيارة قداسة البابا بيوس التاسع ليفاتحه بموضوع تأسيس رهبنة جديدة باسم السالزيان. وفي 18/12/1859 وضعت قوانين الرهبنة التي أسسها يوحنا بوسكو ووافق عليها الكرسي الرسولي، وفي 9 آذار سنة 1868 كرّس كنيسة البازيليك أم المعونة في تورينو. ومع القديسة ماريا مزاريللو أسس رهبنة أم المعونة سنة 1872، وجمعية المعاونين السالزيان سنة 1876. وأول دفعة من السالزيان أُرسلت للتبشير خارج الأراضي الإيطالية كانت في سنة 1875 إلى فرنسا ومن ثم إلى العالم أجمع. وأنشأ محلة تُنطق باسم المصلّى ليكتب فيها عن أخبار المصلّيات والرسالات والنشاطات المحلية والخارجية للرهبنة. وأول رحلة خارج الأراضي الإيطالية ليوحنا بوسكو كانت سنة 1882 إلى فرنسا وغيرها من البلدان المحيطة بإيطاليا ليجمع التبرعات. وقد عيّن أول نائب له ميخائيل روّا سنة 1887، وفي 31/1/1888 توفي الأب يوحنا بوسكو عن عمر 73 سنة تاركًا وراءه ثلاث رهبنات وكثيرًا من المراكز والمدارس المهنية والصناعية. وكانت حياته مليئة بالأحداث التي أوصلته إلى القداسة، وقد منحه الله نعمة القيام بالمعجزات الكثيرة بشفاعة العذراء مريم. آمين.
🌍 كيف وصل السالزيان إلى الشرق الأوسط؟
كان في بيت لحم كاهن اسمه الأب أنطونيو بللوني يهتم بالفقراء والأيتام، وقد لُقّب بأبي اليتامى. والتقى بالقديس يوحنا بوسكو حوالي سنة 1874 من أجل ضم مؤسسة الأب بللوني إلى مؤسسات السالزيان للديمومة وليصبحوا جمعية واحدة، ولكن هذا لم يتحقق إلا على أيام ميخائيل روّا خليفة يوحنا بوسكو، وذلك في 9 تشرين الثاني سنة 1890. وقد دُمجَت المراكز التي أسسها الأب بللوني في الرهبنة السالسية، وهو الذي طلب من السالزيان المجيء إلى الشرق. وأول دفعة وصلت من الرهبان السالزيان إلى الشرق الأوسط إلى بيت لحم في 8 تشرين الأول سنة 1890 ثم تبعتهم الراهبات. ومن بيت لحم، كما انتشرت البشارة إلى العالم أجمع بمولد المسيح الإله الملك، هكذا انتشر السالزيان في الشرق الأوسط: (فلسطين – إيران – تركيا – مصر – لبنان – سوريا – والعراق حاليًا). ووصلوا إلى سوريا سنة 1948 على يد المرحومين والمكرمين جورجو متليد سالم لإدارة المدرسة المهنية والصناعية، ثم في عام 1986 مركز السالزيان في القامشلي والكفرون، ودمشق عام 1996.
🏠 دير القديس بوسكو في الكفرون وأنشطته
أما عن دير القديس بوسكو في الكفرون: فقد اشترت الرهبنة الأرض الواقعة قرب كنيسة الحارة وبدأت البناء على أساس أن يكون الدير مركزًا لضيافة المخيمات والاهتمام بأولاد وشباب وعائلات المنطقة من نشاطات وتنشئة وتعليم مسيحي. والدير مركز للشبيبة، ويضم هذا الدير جناحًا خاصًا بالرهبان وأجنحة للمخيمات الشتوية والصيفية مع تدفئة مركزية وصالات للطعام وملاعب ومسرح وحديقة للأطفال وصالة كمبيوتر ومكتبة وورشة لتعليم الحدادة والكهرباء ولوحات فنية مفسرة لاحقًا. ويوجد في الدير كاهنان لخدمته ولخدمة المنطقة. النشاطات في الشتاء يومي الجمعة والأحد، وفي الصيف ثلاثة أيام: الثلاثاء والأربعاء والخميس، ويبقى الدير مفتوحًا للضيوف يوميًا.
🖼️ اللوحات في الدير ورموزها
يوجد في الدير أربع لوحات: ثلاث منها في صالون السفرة والمحاضرات، ورابعة في المسرح. وجميع هذه اللوحات تحوي على رمز من منطقة الكفرون. ووضعت في الصالة المخصصة للسفرة والمحاضرات لوحتان: العشاء السري (السفرة)، ولوحة يسوع المسيح المعلم (المحاضرات).
خلفية لوحة يسوع المسيح المعلم: هي المشهد الطبيعي لمنطقة جبل السيدة والقرى المجاورة. وفيها نلاحظ وجه يسوع المسيح البريء يدعو للوداعة: تعالوا إلي يا جميع المتعبين وأنا أريحكم. وتمثل لوحة يسوع المسيح مع الرسل (بطرس ويوحنا وأندراوس…) في الكفرون، لأن يسوع المسيح هو سيد الزمان والمكان، وهو في كل زمان ومكان، وهو موجود الآن في دير الكفرون.
لوحة القديس في الوسط: نرى العذراء أم المعونة شفافة، نتخيلها تمشي داخل الدير وأنها جزء منه لأن القديس يوحنا بوسكو كان يراها موجودة في الدير وكانت ترشده في جميع خطواته. نظرة القديس يوحنا بوسكو تدل عن بعد آفاق رسالته في العالم.
في لوحة العشاء الأخير: نرى البلاط هو نفسه الموجود في الصالة لأن يسوع المسيح هو نفسه مع الرسل في الكفرون. والشجرة في الخلف هي شجرة الحياة المذكورة في الكتاب المقدس (التكوين) والتي هي همزة الوصل بين الأرض والسماء، لأن جذورها في الأرض وأغصانها في السماء، ومن يأكل منها لا يموت وله الحياة الأبدية في يسوع المسيح؛ نجد الشجرة على شكل صليب.
لوحة المسرح: تمثل شلالات نياغارا وجبل السيدة لأن الله خلق الكون لجميع البشر دون تفرقة أو تمييز بين الشعوب ودون حدود بينهم. الكفرون هو للجميع وبقية الكون هو للجميع، واللوحة تبدأ بألوان واضحة وتنتهي بالرمادي المبهم، لأن الله مهما كُشِفَ عنه يبدو أكبر من أن نفهمه كليًا.
🎯 أهداف الدير
- بيت يرحب بالجميع.
- كنيسة تعيش وتعلم الإنجيل.
- ملعب للقاء الأصدقاء بالفرح.
- مدرسة تعد للحياة.
🧭 الأسلوب في تربية الشبيبة: الوقائي والقمعي
مقومات الأسلوب ولماذا يُفضَّل. هناك أسلوبان يُستخدمان حتى الآن في تربية الشباب:
الأسلوب القمعي: يقوم على إطلاع المرؤوسين على القانون ومن ثم مراقبتهم لكشف الجانحين وتوجيه العقاب الذي يستحقونه عندما تدعو الحاجة.
الأسلوب الوقائي: فهو مختلف كليًا. إذا لم يتم الإشراف على التلاميذ بشكل يشملهم نظر المدير أو المربي المنتبه، على أن يكون هؤلاء بمثابة مرشدين لهم وأن يحدثوهم كآباء عطوفين في مطلق الأحوال، وأن يقدموا النصائح ويصلحوا اعوجاجهم بطيبة. وهكذا يقوم هذا المنهج على جعل التلاميذ في وضع يستحيل معه ارتكاب المخالفات. ويسمى الأسلوب الوقائي لأنه يستدرك الشباب وينبهه ليمنعه من الخطأ ويعتمد كليًا على:
- العقل.
- الدين.
- المودة.
ويتحاشى العقوبات القاسية والطفيفة منها.
✅ تطبيق الأسلوب التربوي الوقائي
يرتكز تطبيق هذا الأسلوب التربوي بكليته إلى هذه الكلمات من القديس بولس: المحبة حليمة، تعذر كل شيء، ترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء. لذلك على المربي أن يعتبر عناية الشباب أولى مهماته وأن يضحي بالتواجد معهم قدر الإمكان، ويجب أن يسعى المربي أن يكون محبوبًا من الأولاد إذا أصر على أن يطيعوه.
يجب أن نتحاشى على الإطلاق أي شكل من أشكال الضرب أو الركوع أو شد الآذان… إلخ، لأنها تثير غضب الشبان كثيرًا وتذل المربي.
على المسؤول أن يعتني بإطلاع التلاميذ على الأنظمة وعلى المكافآت والمخالفات بشكل يقطع عليهم سبيل الاحتجاج بقولهم: لم أكن أعلم أن ذلك مسموح أو ممنوع.
إذا جرى تطبيق هذا الأسلوب في بيوتنا أظن أننا نحصل على نتائج مذهلة دون اللجوء إلى السوط أو أي نوع من العقوبات الفظة الأخرى.