الدولة | مصر |
---|---|
المحافظة – المدينة | القاهرة |
الطائفة | أقباط أرثوذكس |
الموقع على الخريطة | ![]() |
📍 موقع الدير
يقع دير الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس أبي سيفين في مركز الفسطاط القديم، مصر القديمة، والذهاب إليه بمترو الأنفاق، محطة الملك الصالح. كان الدير منعزلاً تمامًا ويحيط به من الخارج سور عالٍ. معظم المؤرخين الذين وصفوا الدير اعتبروا أن مجمع الكنائس الموجود بجوار الدير جزء من الدير.
🏷️ اسم الدير
كان الدير معروفًا قديمًا باسم دير أبي سيفين للبنات أو دير البنات بحارة البطريرك بدرب البحر، وترجع هذه التسمية إلى أن الدير منذ إنشائه حتى أوائل القرن التاسع عشر كان مطلًا على شاطئ النيل المعروف بساحل الشعير، ثم انحسرت مياه النيل تدريجيًا وأصبح يبعد عن منطقة الدير بحوالي 600 متر تقريبًا. أما تسمية حارة البطريرك فترجع لوجود مقر البطريركية بكنيسة الشهيد أبي سيفين الأثرية الموجودة بجوار الدير الحالي منذ عام 1526 إلى عام 1797.
📜 تاريخ الإنشاء
قبل أن نتعرض لوصف الدير قديمًا وحديثًا، لابد أن نعرف تاريخ هذه المنطقة، فقد تعرضت على مر العصور لحملات كثيرة من الهدم والتخريب والحريق ثم العمران، حيث تهدمت الكنيسة في أواخر القرن السابع الميلادي وتحولت إلى شونة للقصب، ولم يبقَ من عمارتها الأولى إلا كنيسة صغيرة بالجانب البحري ومكثت هكذا حتى عام 970 في زمان الأنبا ابرآم بن زرعة البطريرك الثاني والستين عقب أعجوبة نقل جبل المقطم. يزعم المؤرخون أن هذه الكنيسة شُيِّدت غالبًا في القرن السادس الميلادي وكرست على اسم القديس أبي سيفين، وهو ينتسب إلى عائلة عريقة ثرية وكان ضابطًا في الجيش الروماني واستشهد عام 362م في عهد الإمبراطور يوليويانوس الوثني بسبب اعتناقه للمسيحية وجهاده في سبيل نشرها. وتظهر صورة هذا القديس في زي الجندي ممتطيًا جوادًا وهو يشهر سيفين فوق رأسه ويدوس يوليويانوس المذكور بجواده. ويروي أن الملاك ميخائيل ظهر له في رؤية وقلده السيف الثاني رمزا لجهاده في سبيل نشر الدين، وأقيمت في مصر عدة كنائس على اسمه في الوجهين القبلي والبحري. في الكتاب الذي أصدره دير أبي سيفين بمصر القديمة عن سيرة القديس أبي سيفين وتاريخ ديره، تم جمع كل الاستدلالات التاريخية لمعرفة تاريخ إنشاء الدير تقريبًا. فتحدث بتلر عن زيارته للدير ووصفه له في القرن التاسع عشر، ود. جوليان، ود. برمستر، ويذكر د. كازانوفا وجود الدير في أوائل القرن الثامن عشر، والرحالة جورج كريستوف يذكر أن الدير كان عامرًا في القرن السابع عشر بعد زيارته للدير. كما أن أبو المكارم والمقريزي يذكران وجود بيعة مرقوريوس ودير الراهبات في الفسطاط عام 1200. وكما ذكرنا أنه بعد نقل جبل المقطم، تم إعادة بناء كنيسة أبي سيفين والدير في القرن العاشر، ويلاحظ أن مبنى دير الراهبات يشغل مساحة كبيرة من أرض هذه المنطقة تزيد على مساحة الأرض المقام عليها كنائس أبي سيفين والأنبا شنودة والعذراء الدمشرية، مما يدل على قدم بناء الدير. يسوق كتاب الدير الأدلة التي تقود إلى أن تاريخ إنشاء الدير من تاريخ إنشاء الكنيسة الأثرية، ولكن كان يتم إغفال الكتابة عنه لأنه في منطقة مختفية وداخلية تبعد عن الناظرين. ولذلك أكد بتلر في كتابه عن الكنائس القبطية القديمة في مصر أن سير جاردنر ويلكنسون مخطئ فيما ذكره من أن مصر تخلو من أديرة الراهبات لأن بتلر زار الدير ووصفه وصفًا دقيقًا.
🏰 وصف الدير
أما عن وصف الدير، فيذكر الدكتور برمستر في كتابه المرشد إلى الكنائس القبطية القديمة في مصر الآتي: أنه على بعد حوالي ميل من كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجائبي بفم الخليج يجد الزائر لهذه المنطقة أسوارًا عالية خاصة بالمكان الذي أطلق عليه من قديم الزمان اسم دير أبي سيفين، وبداخل هذه الأسوار نجد منظرًا خلّابًا لأغصان النخيل تظهر فوق حدود هذا السور، ويضم بداخله الكنائس الآتية:
- كنيسة الشهيد فيلوباتير مرقوريوس أبي سيفين الأثرية.
- كنيسة القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.
- كنيسة السيدة العذراء الدمشرية.
- دير الشهيد العظيم أبي سيفين المعروف بدير البنات.
يذكر العالم الإنجليزي بتلر في كتابه الكنائس القبطية القديمة في مصر نفس الوصف السابق تقريبًا وذلك قبل أن يتطرق بالوصف التفصيلي عن كل كنيسة على حدة. وكانت طبعة الكتاب الأولى عام 1884، واصفًا الدير: بعد العديد من الزيارات إلى دير القديس أبي سيفين أسعدني الحظ باكتشاف دير العذاري (وكان قبله سير جاردنر ويلكنسون ذكر أن مصر تخلو من أديرة الراهبات)، الذي لا تذكر كتب الإرشاد السياحي شيئًا عنه ولم ألتقِ بأي شخص أوروبي عنده علم بهذا الدير، وربما كان البطريرك والقليل من الأقباط على علم بوجوده، وبهذا الدير أجمل الأماكن التي يمكن للإنسان أن يتخيلها، وإن كانت راهباته قد لجأن إليه التماسًا للهدوء فهو تتوفر تمامًا فيه البيئة المناسبة إذ أن دير أبي سيفين يقف مثل واحة مسوّرة في الصحراء ومنعزلة عن التراب وقطع الخزف الأثرية المكسورة التي تمتد لأميال جنوب القاهرة، حيث لا تستطيع أية مركبة ذات عجلات الدخول إلى هذه المنطقة، ولذلك فإن الهدوء هنا لا يعكره ضجيج العالم.
وتبدو الحارة التي تقع بها كنيستا الأنبا شنودة وأبي سيفين مثل طريق مسدود، ولكنها تنفتح على ممر ضيق بعد مسافة قليلة من الكنيسة الأخيرة، ومازالت هناك بين الحوائط المرتفعة منحنيات قليلة بزوايا حادة تقود الزائر إلى باب الدير، ومن هناك يدخل إلى ممر مستقيم مظلم طوله عشرون ياردة، ثم يأتي إلى باب آخر محاط بالقضبان وبه مزلاج، وبمجرد أن يطرق الزائر هذا الباب تحضر البوابة في الحال (إحدى راهبات الدير) ونجد أن عبارتي من هناك؟ وافتحي تمثلان السؤال المعتاد والرد عليه.
وعلى اليسار يجد فناء في وسطه شجرة نبق ترتفع أغصانها إلى النوافذ العالية وتظلل على البئر، وفي شرقية الفناء توجد واجهة مفتوحة مصنوعة من الخشب تصل بدرجتين من السلم وتؤدي إلى باب طويل في المنتصف لحجرة كبيرة تبلغ مساحتها 15 قدمًا في 7 أقدام وتسمى المندرة أو حجرة الاستقبال، وهي تفتح في الشمال على حاجز خشبي به مكان صغير للخطابة، وبه تجويف في الجهة الشرقية يحمل صورة للسيدة العذراء مريم الملكة، كما توجد أيضًا صورة أخرى ترجع إلى القرن السادس عشر الميلادي للقديسين الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس. وفي شمال الفناء نجد بلكونة بيضاء واسعة محمولة ببناء عريض من الحجر، ولها حائط كبير خلفها، كما يوجد جرس صغير مربوط بحبل يتدلى بجانبها، وأسفله أريكة من الحجر، أما الجهة الشرقية فهي واجهة المبنى الذي تعيش فيه الراهبات، وهذا المبنى مكون من ثلاثة طوابق على الطراز العربي، الطابق العلوي له إطار خشبي عبارة عن مشربية محفورة في الحائط، وأسفله مشربية أخرى بارزة عليها قضبان خفيفة من الخشب، وخلف المندرة (حجرة الاستقبال) نجد إسطبلا حيث توجد به بقرة ملك الدير وهي التي كانت تدير طاحونة الدقيق، وهذه الطاحونة عبارة عن تحفة قديمة في حجرة مجاورة ومنقوش على حجارتها باللغة العربية تاريخ 1480.
🕮 مكتبة الدير
كما اهتم البابا كيرلس الخامس بعمارة الدير اهتم بالناحية الروحية وأهدي قداسته للدير الكثير من المخطوطات والكتب الروحية القيمة، وتحتفظ المكتبة بنسخة من الكتاب المقدس عليها كلمة إهداء من قداسته وإمضاؤه وخاتمه الخاص. يملك الدير عددًا كبيرًا من المخطوطات القيمة التي كانت تنسخها الراهبة سفينة، وهي راهبة قديسة عاشت في الدير في الفترة من 1850-1909، ومن أهم ما نسخته كتب أبصالموديات سنوية وكيهكية وأجابي لأخواتها الراهبات، كما نسخت العديد من الكتب الروحية والكنسية وميامر كثيرة لمنفعة الدير.
⛪ الدير الحالي
تعرض الدير وكنيسة أبي سيفين للحرق من بعض الغوغاء فيما عرف بحريق الفسطاط في القرن الثاني عشر، وأُعيد بناؤهما مرة ثانية في عام 1169، ولكن كان هناك الكثير من الأماكن المهدمة. اهتم البابا كيرلس الخامس الـ112 من باباوات الإسكندرية (1874-1927م) ببناء الكنائس وتجديد ما قد تهدم منها، كما اهتم أيضًا بتجديد الأديرة، وكان من بينها دير الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس أبي سيفين للراهبات. فقد زار البابا منطقة مصر القديمة والدير في عهد الأم يوستينة (1910-1928م)، ورأى أن جدران الدير متداعية ولا يصلح للمعيشة، وعندما عاد لمقر البطريركية أمر ببناء دير يليق بالراهبات، عرائس الملك، فأمر بأخذ جزء من أرض حديقة الدير وشرع في بناء الدير الجديد عليها، وكان ذلك عام 1912.
يذكر الكتاب الذي أصدره الدير أن الراهبات اللاتي عاصرن هذه الأحداث كن شاهدات عيان على أن قداسة البابا كيرلس الخامس، المعروف بأبي الإصلاح، وضع بيديه في جميع أساسات الدير قربانة وصليبًا وإنجيلا في كل ركن من أركانه، وكان يحضر ويشرف بنفسه على أعمال بناء الدير، وفي كل مرة كان يجلس ويأكل مع العمال على أرض الدير، وفي أحد الأيام أثناء أعمال البناء سقط أحد العمال من على السقالة من ارتفاع عالٍ، فصاح البابا: «يا أبا سيفين»، وأسرع الجميع، فإذ بالعامل يقوم ولم يصبه أي ضرر.
🏛️ أول كنيسة بالدير
كانت كنيسة الشهيد أبي سيفين داخل أسوار الدير وفقًا لمبنى الدير القديم، وكان الراهبات يحضرن فيها جميع الصلوات الكنسية والقداسات، وكان يتم فيها رسامة الراهبات، وكان للراهبات باب خاص بهن يفتح من الدير على الكنيسة مباشرة. ولكن بعد بناء الدير الجديد والذي أصبحت له أسوار خاصة به، أصبحت الكنيسة خارج أسوار الدير، ولذا كانت الراهبات يخرجن من الدير لحضور القداسات، واستمر الحال هكذا لمدة 49 عامًا، أي إلى عام 1962.
وفي عام 1963، في عهد قداسة البابا كيرلس السادس، وفي السنة الثانية لتولي أمنا يوأنا رئاسة الدير (التي تنحيت مؤخرًا، الأم تاماف إيريني)، جاءت فكرة إنشاء كنيسة خاصة بالراهبات داخل الدير، وكانت هذه الفكرة لأمنا يوأنا (الأم تاماف إيريني حاليًا المتنيحة)، وعرضتها على البابا كيرلس السادس، فوافق قائلا: «إن المكان سيكون فيه، بنعمة الله، أكثر من مذبح». وكانت هذه نبوءة لما صار إليه الدير فيما بعد.
بالفعل تم تحويل المكان الذي كان مخصصًا لمقصورة الشهيد أبي سيفين إلى كنيسة صغيرة على اسم الشهيد، وكانت الأم ثيؤدورا من أكبر الراهبات بالدير، وقبل بناء هذه الكنيسة كانت لا تستطيع الحركة ولا تبصر، وبعد بناء الكنيسة وفي أول قداس يُقام فيها وأثناء تقديس القربان أحست الأن ثيؤدورا بنور شديد يصطدم بعينيها، وأبصرت المذبح والكنيسة، وشعرت بقوة تسري في قدميها، فقامت وظلت واقفة طوال القداس، وأصبحت منذ ذلك الوقت قادرة على المشي والحركة، وكانت أول راهبة تسرع بالذهاب للكنيسة لحضور القداس.
🕊️ كنيسة العذراء
منذ أكثر من مائة عام، في الجزء الجنوبي الشرقي لحديقة الدير، كان يوجد بيت للقربان مخصص لخدمة كنائس مصر القديمة، وفي عهد رئاسة الأم كيرية (1928-1962) كان هذا البيت قد تهدم وصار أنقاضًا. وذات صباح عام 1964، أي في عهد تماف يوأنا، كانت إحدى الراهبات تتجول في حديقة الدير وتردد المزامير حتى وصلت إلى بيت القربان المتهدم، واشتمت رائحة بخور زكية، ورأت السيدة العذراء جالسة على أحد الأحجار الكبيرة وقالت للراهبة بابتسامة جميلة: «أريد أن يُقام في هذا المكان الذي كنت أستريح فيه مع ابني الحبيب أثناء هروبنا إلى مصر مذبح على اسمي». وانتهى كل شيء.
وفي أول زيارة للأم رئيسة الدير، الأم إيريني، لقداسة البابا كيرلس السادس، أبلغته بما حدث، وكان ذلك ضمن حديث طويل يتضمن متطلبات كثيرة خاصة بالدير. نظرًا لمشاغل البابا نسي الأمر، ومع مرور الوقت قرر الدير إقامة استراحة واسعة لاستقبال وضيافة الرحلات، واستقر الرأي على أخذ هذا الجزء المهدم من الحديقة لهذا الغرض، وبدأ العمل في بناء قاعة استقبال، وقبل أن ينتهي البناء في أواخر شهر فبراير عام 1968، اتصل قداسة البابا كيرلس السادس في الساعة الرابعة صباحًا بأمنا إيريني وقال لها: «أسرعوا في تشطيب كنيسة السيدة العذراء بالدير، لأني رأيت في هذه الليلة السيدة والدة الإله تقول لي: أسرع ودشن لي مذبحًا باسمي في دير أبي سيفين في الموضع الذي كنت أستريح فيه مع ابني الحبيب أثناء هروبنا في مصر».
ثم أكمل البابا حديثه قائلا: «سأحضر الأسبوع القادم إن شاء الله لتدشين هذه الكنيسة». وفجأة تحول العمل بسرعة من إنشاء قاعة للرحلات إلى إقامة كنيسة، وخلال أسبوع تم كل البناء ورُسمت الصور الخاصة بالسيدة العذراء. في اليوم التاسع من مارس عام 1968، حضر قداسة البابا الساعة الرابعة صباحًا إلى الدير ودشن الكنيسة ورَشّم الأواني والصور بدهن زيت الميرون المقدس. وعند تدشين صورة (فريسكو على الحائط) لهروب العائلة المقدسة إلى مصر، حدث فوران لزيت الميرون بيد البابا، وكان الزيت يندفع تجاه الصورة، وبعد التدشين ذكر البابا أن السيدة العذراء عندما ظهرت له في الرؤيا قالت له: «إني سأعطيكم علامة واضحة يوم تدشينها».
يوجد في هذه الكنيسة خمس صور للسيدة العذراء: أيقونة على حجاب الهيكل تصور السيدة العذراء تحمل السيد المسيح طفلًا، والثانية على الجانب القبلي بجوار المذبح للسيدة العذراء رافعة يديها للبركة، وأمام هذه الصورة مكان لإنارة الشموع. وعلى الحائط البحري للكنيسة ثلاث صور بالترتيب من الغرب إلى الشرق: الأولى للبشارة، والثانية للميلاد، والثالثة لهروب العائلة المقدسة وهي أقرب صورة للهيكل.
👩🦳 كنيسة القديسة دميانة
كان يوجد مكان يستخدم كفرن لعمل الخبز ومطبخ ومائدة الدير، ولكن بعد تحويل مقصورة الشهيد أبي سيفين المجاورة له إلى كنيسة، أصبح من الضروري تعديل الوضع ليتناسب مع قدسية الكنيسة، وتم إقامة مذبح ثالث للرب داخل الدير، وبقيت تسمية المذبح كما طلبت تماف إيريني من الراهبات.
🕊️ كنيسة الملاك ميخائيل
يعتبر الملاك ميخائيل هو الملاك الحارس لجميع الأديرة، لذلك في كل دير توجد كنيسة الحصن على اسم الملاك ميخائيل ليكون حارسًا للرهبان، وخاصة في أيام الشدائد. ولذا، بنى الدير كنيسة للملاك ميخائيل على سطح الدير، وتُقام فيها القداسات في أعياد رئيس الملائكة ميخائيل وفي يوم عيد التجلي.
📚 مكتبة الدير
اهتم البابا كيرلس الخامس بعمارة الدير، واهتم بالناحية الروحية أيضًا، وأهدى قداسته للدير الكثير من المخطوطات والكتب الروحية القيمة. وتحتفظ المكتبة بنسخة من الكتاب المقدس عليها كلمة إهداء من قداسته، مع إمضائه وخاتمه الخاص.
يملك الدير عددًا كبيرًا من المخطوطات القيمة، التي كانت تنسخها الراهبة سفينة، وهي راهبة قديسة عاشت في الدير في الفترة من (1850-1909م). ومن أهم ما نسخته كتب أبصالموديات سنوية وكيهكية وأجابي لأخواتها الراهبات، كما نسخت العديد من الكتب الروحية والكنسية وميامر كثيرة لمنفعة الدير.
🌿 عمران كبير وحدائق الدير
شهدت فترة رئاسة تماف يوأنا المتنيحة للدير عمرانًا كبيرًا لم يسبق له مثيل، وكأنها أرادت أن تكمل مسيرة الإصلاح التي بدأها البابا كيرلس الخامس المشهور بأبي الإصلاح. فقد كانت توجد منطقة موبوءة متاخمة للدير، بها منازل قديمة، وأحيانًا يجتمع فيها بعض الشباب العابثين، واستطاعت بمحبتها ولطفها ترضية سكان هذه المباني القديمة، وضمت الأرض للدير، وبنت قلّالي جديدة للراهبات، وأضافت حدائق جميلة تفتح أبوابها في أعياد أبي سيفين لكل الشعب المسيحي.
💐 مزرعة الدير
تم عمل مزرعة للدير في طحانوب بالقناطر، تعتبر مشتلاً يتم فيه زراعة كافة النباتات. كما أن دير أبي سيفين المقام بسيدي كرير، والذي أنشأته تماف إيريني بعد عقبات بالغة، يعد خلية نحل، ويتم فيه زراعة العديد من أنواع الفواكه ومناحل للعسل.