وُلد القس إرميا بولس في الأول من مارس عام 1950 م، في قرية بلوط التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط في صعيد مصر. اسمه العلماني كان “الأستاذ فيكتور بولس”، ونشأ في بيئة عائلية محبة للخدمة الكنسية، حيث كان ابن عمه القمص أنطونيوس جورج كاهنًا، وكان لذلك أثر كبير على حياته الروحية واتجاهه نحو الخدمة.
لعبت القرابة والصداقة دورًا بارزًا في مسيرته، إذ درس ابن خاله الأستاذ محبوب ناثان (الذي سيُرسم لاحقًا باسم القمص بيشوي ناثان) في الكلية الإكليريكية، واستطاع أن يُقنعه بالالتحاق بها بحكم الصداقة القوية التي كانت تربطهما. وهكذا بدأ دراسته في الكلية الإكليريكية عام 1969 م، في فترة مميزة كان من بين المدرسين فيها الأنبا شنودة، أسقف التعليم آنذاك (البابا شنودة الثالث لاحقًا)، والأنبا موسى. حصل على شهادة الكلية الإكليريكية سنة 1973 م، وتخرج منها بدرجة البكالوريوس في اللاهوت عام 1974 م.
قبل رسامته كاهنًا، خدم كشماس إكليريكي مكرّس، وكانت أولى خدمته في كنيسة مارجرجس بمنطقة سبورتنج بالإسكندرية لمدة شهرين، ثم أُرسل بأمر من قداسة البابا شنودة الثالث إلى كنيسة مارمينا بالترعة في شبرا، حيث خدم هناك لمدة عامين كاملين نظرًا لحاجة الخدمة هناك.
رغم حبه للخدمة العلمانية، كان يميل بطبيعته إلى الحياة الرهبانية. وفي السابع والعشرين من فبراير عام 1976 م، نال سر الكهنوت ورُسم كاهنًا على كنيسة القديسة دميانة بالعدوية في بولاق، وذلك ضمن مجموعة ضمت كاهنين آخرين في نفس اليوم. ومنذ ذلك الوقت، عُرف في الرتبة الأولى باسم أبونا القس إرميا بولس جاد السيد.
استمرت خدمته بكل أمانة في عدة كنائس، وكان أبرز محطاتها بعد انتقاله في الخامس من يناير عام 1996 م إلى كنيسة العذراء مريم القبطية الأرثوذكسية في منطقة عياد بك بشبرا – القاهرة، حيث قدّم خدمات رعوية وتعليمية مميزة.
في حياته العائلية، تزوج من تاسوني جانيت صبري، وأنجب منها ابنين: المهندس بيشوي فكتور، والأستاذ أناسيمون فكتور، اللذان نشآ في بيت كنسي مملوء بالإيمان والخدمة.
موسوعة قنشرين للأعلام المسيحيين ـ رصد انترنت