في فترة أعياد رأس السنة وبأحد دور الأيتام بمصر، أتت مجموعة من الخدام المباركين وهم مملوئين عزم ونشاط، كي يقدموا السيد المسيح “طفل المذود” للأطفال بطريقة مفهومة وممتعة. تقدم أحدهم وبدأ يحكي القصة، وبالفعل استطاع أن يرويها بإتقان. وبعدها استلمت إحدى الخادمات الحديث، وبدأت تشرح للأولاد عن كيفية عمل المذود والمغارة بالورق المقوى، وهنا بدأ الأولاد بالعمل وهم في غاية السعادة.
وبعد فترة أنهى الجميع أعمالهم، فتقدموا الخدام ليروا ما صنع الأولاد، وكانت المفاجأة لأحد الخدام إذ رأى طفل يضع بداخل المذود طفلين وليس طفلاً واحداً !! فانتابه استغراب، وسأل الطفل: لماذا وضعت طفلين في المذود؟! أليس في المذود طفل واحد وهو بابا يسوع؟ فمن أين أتيت بالآخر؟!
فصمت الولد لبضع ثواني وقال: أنت عندما رويت القصة أنا استمتعت بها جدًا، وأيضًا التطبيق كان جميل، ولكني عندما انتهيت اقتربت من المذود حيث الطفل لأسأله ماذا يريد حتى أحضر له كهدية، فسألني هو: “هل لديك بابا وماما؟ فقلت أنا: “لا ليس لدي بابا وماما” وأكملت وقلت له: “أنا أتيت لأسألك ماذا تريد أن أحضر لك هدية؟ فقال هو: “لا أريد شيء” وأبتسم، فقلت له: “أنا لا أملك الآن هدية، فما رأيك أن أتقدم وأدخل معك المذود لأدفئك بجسدي؟! فبالتأكيد لن تشعر بالبرد وهذا القماط الملفوف به لا يعطيك التدفئة اللازمة..! فما رأيك؟! فنظر لي وابتسم ومد لي يده إعلاناً منه بالموافقة.. فذهبت أنا ودخلت وجعلت من جسدي هدية له لأدفئه بها ولهذا يوجد في المذود طفلين؛ بابا يسوع وأنا!
هذه كانت القصة لطفل يملك من العمر 6 سنوات، وقدم لطفل المذود جسده كله بما أنه لا يملك شيء.. أما نحن نملك الكثير، فماذا سنقدم لطفل المذود؟!
st-takla.org