التقت الإعلامية منى عنتر سكرتير الرابطة السريانية بلبنان، مدير موقع قنشرين وقد دار الحوار التالي حول مكتبة قنشرين والتي تم إطلاقها قبل عدة أيام.
منذ عدة أيام أطلقتم مكتبة قنشرين المسيحية، هل يمكن أن تحدّثونا أكثر عن هذه المكتبة؟
“مكتبة قنشرين”، التي أطلقناها قبل بضعة أيّام، عمل جديد نعتزّ به، وقد أضفناه إلى ما سبق وأنجزناه من أرشفة في موقع قنشرين الإلكتروني www.qenshrin.com. مكتبة قنشرين هي مكتبة مسيحية إلكترونية، تحتوي على آلاف الكتب المسيحية بتصنيفات متعدّدة، والمكتبة منصّة موثوقة ومريحة لتحميل الكتب القديمة والحديثة أو لقراءتها أون لاين بمختلف التقنيات. كما أنّ المكتبة مجّانية بشكل كامل، وتحتوي على كتب باللغات العربية والسريانية والقبطية، وبما يتوافق مع الفكر المسيحي عامّةً، ويستطيع الزائر الحصول على معلومات أيّ كتاب وقراءة نبذة عنه، ومشاركته مع الأصدقاء، وأيضاً إضافة تعليق.
برأيكم، ما الذي يميّز مكتبة قنشرين المسيحية الإلكترونية؟
ما شجّعنا على العمل في تحقيق هذه المكتبة هو أن نضع في متناول القارئ أو الباحث أينما كان، وبخاصّة في ظروف الانتشار الحالية، منصّة شاملة وغنية بكتبها، ومريحة كما ذكرنا في أسلوب سردها للكتب، وسريعة في أدائها، وأيضاً دقيقة في نتائج بحثها.
ما يميّز مكتبة قنشرين أيضاً أنّها مكتبة مؤلّفة من نافذة واحدة فقط، ومن خلال هذه النافذة الواحدة يمكن البحث وتحميل الكتب مباشرة، بدون أيّ صعوبات أو عوائق قد تواجه الزائر.
والمكتبة تعتمد على أسلوبين في البحث، ما يُعطي نتائج دقيقة جدّاً، ترتبط بمعايير البحث التي يستخدمها الزائر أو القارئ.
الأسلوب الأوّل هو البحث السريع: يمكّن الزائر من البحث عن عنوان كتاب أو أيّ جزء منه، أو البحث عن اسم كاتب أو أيّ جزء منه، فتظهر عناوين الكتب المرتبطة بسياق هذا البحث ومرتّبة أبجدياً بحسب العنوان.
أمّا الأسلوب الثاني فهو البحث المتقدّم، وهو أكثر شمولية. حيث يمكّن الزائر من البحث عن أيّ كلمة أو عبارة. وستظهر جميع الكتب المرتبطة بسياق هذا البحث، مع إمكانية ترتيب الكتب بحسب العنوان أو عدد التحميل أو بحسب تاريخ نشر الكتاب في المكتبة، إمّا تصاعدياً أو تنازلياً. كما يمكن فرز الكتب بحسب تصنيف معيّن أو إجراء البحث ضمن تصنيف معيّن أيضاً.
كما أنّ زائر مكتبة قنشرين ليس بحاجة الى تسجيل دخول، وأيضاً لن يواجه أيّ إعلانات تجارية قد تُشتّت انتباهه، أو تُعيق عملية التصفّح أو التحميل.
ونستطيع أن نلخّص ميزات مكتبة قنشرين بما يلي:
- مكتبة مسيحية شاملة.
- مكتبة غنية بالكتب المسيحية ومصنّفة بحسب تصنيفات متعددة.
- سريعة الأداء.
- دقيقة في نتائج بحثها.
- سهلة الاستخدام ومريحة في أسلوب سردها للكتب.
- وجود رابط مباشر لتحميل الكتاب.
- وجود معلومات ونبذة عن كلّ كتاب.
- وجود QR لكلّ كتاب.
- يمكن للكتاب أن يحتوي على أكثر من تصنيف.
- يتمّ تحديثها (إضافة كتب جديدة) بشكل يومي تقريباً.
- مكتبة متوافقة مع جميع الأجهزة الخلوية واللوحية.
- مكتبة تعمل على كافّة أنظمة التشغيل.
- مكتبة خالية من الإعلانات التجارية.
- لا حاجة إلى تسجيل دخول.
- مكتبة مجّانية بالكامل 100%.
ما هي أهداف المكتبة الرئيسية، وما هي تطلّعاتكم المستقبلية؟
خدمة الكلمة هي من أهمّ أهدافنا. وهذا جزء لا يتجزّأ من شعار موقع قنشرين. وقد وضعت المكتبة في أولويّاتها أهمّية المساهمة في نشر كلمة السيّد المسيح والثقافة المسيحية عامّة.
أمّا عن تطلّعاتنا المستقبلية فهي أن تنمو المكتبة أكثر فأكثر، بحيث تحتوي على أكبر عدد من الكتب المسيحية الإلكترونية. وقد بدأنا بالتواصل مع عدد من الكتّاب، سواء أكانوا رجال دين أو علمانيين لنشر كتبهم إلكترونياً ووفق الأصول في المكتبة، آملين أن يستفيد القارئ.
إنّ أعداد الكتب التي يقوم زوّار الموقع بتحميلها من المكتبة يومياً لافت جدّاً، وخاصّة بعد الإعلان عنها عبر مختلف المنصّات الإلكترونية. الردود والتعليقات التي نتلقّاها رائعة ومشجّعة. وإنّنا نتطلّع مستقبلاً إلى أن نقوم بإضافة مكتبة صوتية مصغّرة لبعض الكتب المسموعة.
كيف ترون انتشار وإقبال الزوّار على الكتب السريانية؟
إنّ انتشار الكتب على الإنترنت وخاصّة التي تهتمّ بالشأن السرياني جيّد إلى حدّ ما. منها ما يهتمّ بالتاريخ الكنسي أو الطقسي أو الثقافي وغيرها من الكتب الهامّة التي نشجّع زوّارنا على الاطّلاع عليها وقراءتها.
أمّا الكتب المتوفّرة بالنصوص السريانية فهي قليلة نوعاً ما. ونحن هنا نشجّع السادة الكتّاب على تحويل كتبهم إلى كتب رقمية كي يسهل تداولها وانتشارها. وكان لافتاً أيضاً عدد الكتب السريانية التي قام زوّارنا بتحميلها بدءاً من الأيّام الأولى لإطلاق المكتبة. ولاحظنا أيضأ أنّ هناك تحميلاً بأعداد جيّدة للكتب السريانية التعليمية وأيضاً القواميس السريانية.
ما هي الخدمات المسيحية الأُخرى التي يقدّمها موقع قنشرين لزوّاره؟
من أهمّ خدمات موقع قنشرين الحالية: “موسوعة الكنائس والأديرة”، حيث تقوم الموسوعة بأرشفة العديد من الكنائس والأديرة في 6 دول عربية. وهناك أيضاً “موسوعة الآباء والقديسين”. وسوف نسعى إلى تطوير الموسوعتين مستقبلاً. وفي موقع قنشرين إذاعة مسيحية تبثّ من خلالها ترانيم مسيحية عربية وسريانية على مدار الساعة. وأيضا هناك قسم خاصّ بالإيقونات السريانية، نعمل على توسيعه في المستقبل ليشمل إيقونات مسيحية عامة. وفي موقعنا قواميس سريانية إلكترونية، وخدمات متنوّعة أُخرى.
كيف تنظرون الى الوضع الثقافي المسيحي في الشرق؟
كما هو معروف، اضطلعت المسيحية بدور بارز في تطوير معالم الحضارة في الشرق. فقد ساهم المسيحيون، بل كان لهم الدور الرائد، في مختلف المجالات منها: الترجمة من اليونانية إلى السريانية ومن ثمّ إلى العربية، وفي الطبّ والعلوم والرياضيات والفيزياء… كما تصدّر المسيحيون ميادين النهضة العربية بصحفهم ومؤلّفاتهم وجمعياتهم الأدبية والسياسية… ولهم دور فعّال في العالم العربي حتّى اليوم في مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
لكن، مع تنامي العنف والحروب في الشرق في العقود الأخيرة، نشأت موجات هجرات متكرّرة، ما كان له تأثير سلبي وتراجع كبير في دور الثقافة المسيحية في الشرق. وإنّ هذا في رأينا يتطلّب جهوداً مضاعفة وملموسة، سواء من المرجعيات الكنسية أو من الشعب المسيحي، لتفهّم مسبّبات هذا النزيف ومعالجتها والسعي جدّياً، وفق تنسيق وتعاون، في الحفاظ على هوية هذه الثقافة وتطويرها، لتثبت وجودها بين الثقافات الأُخرى أينما كانت. هذه غاية مشتركة وملحّة نلاحظ اليوم بداية خطوات حثيثة من أجل تحقيقها.
أخيراً أودّ أن أشكركم على استضافتكم لنا، وأنتم المعنيون في متابعة الشؤون السريانية خاصّة والمسيحية عامّة، مع كل التقدير و الإحترام لرئيس الرابطة السريانية الملفونو حبيب أفرام، ولإدارتها ولجميع أعضائها .. بوركت جهودكم.
واسمحوا لي، ومن خلال منبركم، أن أشكر جميع الشخصيات الرسمية والفاعلة وإدارات المواقع الإلكترونية التي تعاونت معنا وجميع زوّار المكتبة الذين يرسلون إلينا تعليقاتهم ومراجعاتهم وانطباعاتهم الإيجابية جدّاً، وكذلك جميع السادة المؤلّفين الذين بدأوا يرسلون إلينا نتاجهم كي ننشره بصيغة إلكترونية فينتشر أكثر وتعمّ فائدته. كما أخصّ بالشكر المشرفة العامة لمكتبة قنشرين السيّدة ريتا حجّار وسائر أعضاء الفريق الذين كان لهم دور كبير في إنجاح هذا العمل.
بيير جرجي في سطور
حائز على بكالوريوس في الهندسة المعلوماتية، ويعمل في مجال تدريس علوم تكنولوجيا المعلومات في استوكهولم. متزوّج من السيدة برلا توما التي تعمل في المجال الحقوقي ولديهما شابّان في المرحلة الجامعية: شمعون وجورجيو.
ساهمت هذه العائلة في تأسيس مكتبة قنشرين، ومنذ قرابة العام أطلقت أيضاً هذه العائلة مدرسة سريانية افتراضية www.syriac.school ، تمّ ترخيصها أصولاً في مملكة السويد، وتُخصّص كامل أرباحها لصالح الأعمال الخيرية.
حوار منى عنتر
الرابطة السريانية (ܐܣܪܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ) هي حركة سياسية غير حزبية تسعى لتمثيل السريان في لبنان، وتوطيد علاقتهم مع السريان المتواجدين في دول أخرى. تأسست الرابطة سنة 1975 وتعقب على قيادتها أربعة رؤساء آخرهم السيد حبيب أفرام، وهي كذلك عضو في اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحي وعضو مؤسس في الاتحاد السرياني العالمي.
الله يبارك في جهودكم. عمل رائهع وجبار.