التوبة هي عودة إلى الله نابعة من الإيمان أنّ معنى الوجود الإنساني يكمن في أحضان الله، وأنّ انعطاف الله إلينا يفوق انعطافنا نحو شهواتنا. التوبة هي ثمرة اللقاء مع الله، ذاك اللقاء الذي يطبع الحياة بكل نواحيها ويُضفي عليها اليقين بأنّ حقيقة الله تفوق أية حقيقة أخرى.
يتحدّث الأسقف يوحنا يازجي في كتاب سر التوبة في الطقس البيزنطي الارثوذكسي عن كيف أنّ التوبة سر مؤسَّس من الله لخلاص الإنسان، ويرينا كيف عاشت الكنيسة كجماعة سر التوبة، ويعرّفنا على طريقة ممارستها في المراحل التاريخية المختلفة انطلاقاً من العصر الرسولي وحتى أيامنا. كما ويعرّفنا على ترتيب خدمة الاعتراف في الشكل الليتورجي (المعروف بالبيزنطي) والمعمول به في الكنيسة الأرثوذكسية، وفق المخطوطات والمصادر القديمة.