الدولة | سوريا |
---|---|
المحافظة – المدينة | حمص |
الطائفة | سريان أرثوذكس |
الموقع على الخريطة | ![]() |
🏛️ بداية بناء الكنيسة
بناءً على الوثيقة السلطانية الموجهة من السلطان العثماني إلى والي سوريا بالسماح للملّة السريانيّة القديمة (الأرثوذكسية) في زيدل، والتي كانت تُعَدُّ 500 نسمةً، ببناء كنيسة لهم، والمُحررة عام 1909م، بُدِئَ العمل في بناء كنيسة مار جرجس بدلًا من الكنيسة القديمة والصغيرة التي كانت تقع في الجهة اليسرى للمدخل الخارجي للكنيسة الحالية. واستمر العمل حتى اكتملت الجدران وصولًا إلى السقف، الذي حال دون بنائِه اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 ومصادرة الجيش العثماني للقرميد الذي اشتراه أهالي زيدل لتطبيب سقف الكنيسة. وخلال فترة الحرب ظهر الإسمنت المسلح واستُعمِل في البناء.
استُؤنِفَ العمل مجددًا في هذه الكنيسة عام 1919، العام الذي زار فيه البطريرك مار أغناطيوس الياس الثالث المارديني زيدل آتيًا من تركيا، حيث حل في الكنيسة القديمة (التي زالت من الوجود حاليًا)، ووصف الكنيسة أثناء العمل فيها، إذ كانت أضخم كنيسة في المنطقة الوسطى قياساً لعدد سكان القرية.
🏗️ السقف والتحدي المعماري
أما السقف فكان بناؤه تحديًا معماريًا بحد ذاته، إذ إن قبة الكنيسة المتطاولة استندت على الجدران فقط، دون وجود أي عمود في وسط الكنيسة الكبيرة. ولِبناء السقف فقد وُضِعَت خمسة أقواس نصف دائرية من الإسمنت والحديد متعارضة مع طول الكنيسة، متوضعة على الجدران الجانبية، وأربع أقواس متعارضة مع القوس الشرقي لتشكيل سقف الهيكل على شكل ربع كرة. ومن ثم عارضت هذه الأقواس قضبان معدنية على شكل زوايا بمحاذاة الجدران، وبمسافة تتراوح بين القضيب المعدني والآخر 90 سم تقريبًا، وبموازاة الجدران، لتتوضع عليها بلاطات بيتونية تُشكِّل أول طبقة من السقف. ومن ثم، ومن أجل إغلاق الفواصل المتشكلة، صُبَّ كاملًا فوق البلاطات بالبيتون حتى أصبح على شكله الحالي.
🕌 اكتمال البناء
وهكذا اكتمل البناء وصار لدينا الكنيسة بأبعادها التالية: طولها من الخارج 29.80م، العرض 18.5م، وطولها من الداخل 24.75م، وعرضها من الداخل 12.1م، فتكون سماكة الجدار قرابة 3.20م، وارتفاع الجدار لحد القبة 9م. إن عملًا جبارًا كهذا في ذلك الزمان كان يتطلب رجلًا ذا باع في البناء، إذ قام بالبناء (معلم السلطان) عبد الله خزام، وتم تدشينُه في عهد المطران أفرام الأول برصوم (البطريرك بعدئذٍ) عام 1923.
🙏 الجهود والتضحيات
وكان الغيور على بناء هذه الكنيسة شيخ السريان الأرثوذكس جرجس سلامة أبو فارس، الذي سافر مرتين إلى الأمريكتين والعراق في ذلك الزمان الصعب، ليجمع التبرعات من أبناء زيدل المغتربين والمحسنين، فاستحق أن يُدفَن في الدير عندما تُوفِّي عام 1960.
🧱 ملامح البناء
ومن يتمعن في الكنيسة يرى أن لا إسمنت بين حجارتها بل حجارة وتراب فقط. كما وتضم هذه الجدران، وعلى ارتفاع 4.25م من الأرض، (الشعرية) وهي شرفات غير نافرة للأمام، ومتوضعة بالكامل على الجدران العريضة (الجنوبي والغربي والشمالي)، وهي تتسع لعدد كبير من المؤمنين. وكان جدار الهيكل مبنيًا على شكل طبقتين: داخلية من الحجارة السود، وخارجية من الحجارة الكلسية، مغطاة من الداخل (بقَصرملٍ) وهو (طين، قصرين ورماد).
🛠️ ترميم الكنيسة
بُدِئَ العمل بترميم الكنيسة بتاريخ 26/6/1996 من الداخل والخارج. وأثناء نزع طبقة القصرمل عن الجدران ظهرت أقواس وتيجان حجرية جميلة على شكل صفين فوق بعضهما البعض، مبنية من الحجر الأسود يتداخله بعض الحجارة البيض، التي نُزِعَت واستُبدِلَت بأخرى سوداء. كما استُبدِل جدار الهيكل بجدار حجري من الحجر الأسود. وبُنيت قبة جرس ثانية بعد أن كان يوجد فقط جرس واحد.
وتم تغطية القبة الضخمة بالقرميد بعد أن بَدأ الإسمنت بفقدان بعض خواصه مع مرور الزمن. واستمر العمل حوالي السنتين. كما رُسِمَت في الكنيسة خمس لوحات، وُشِّيَت بماء الذهب: أربع على جدار الهيكل تمثل القديسين السريان والسيد المسيح والسيدة العذراء، والخامسة لوحة ضخمة على قنطرة الهيكل بشكل قوس تمثل العشاء السري.
وقد تبرع أهالي زيدل من مغتربين ومقيمين بالتكاليف. وفي 17 آب 2001 قام بتكريس الكنيسة بطريرك السريان الأرثوذكس في العالم مار أغناطيوس زكا الأول عيواص وأربعة مطارنة في حفل روحي بهيج.
✝️ الكنيسة اليوم
واليوم يزور السياح هذه الكنيسة باستمرار، خصوصًا في عيد القديس مار جرجس الذي يُصادف عيد الشهداء 6 أيار من كل عام، حيث يخرج المصلون بعد الصلاة إلى ساحة القرية (ساحة الشهداء) لوضع أكاليل الزهور على نصب شهداء زيدل.