لمدارس العراق قبل الاسلام ذكر جليل في التاريخ لا يغرب عن بال المتأدبين وأرباب المطالعة. فقد كانت في عهدها رياضاً تفوح من أزهارها نسمات العلوم، وغدراناً عذبة يتدفق من مناهلها زلال المعارف. فعلّم في غرفها مدرسون أفاضل ودرّس في ساحاتها اساتذة نوابغ عُرفوا بالفضل والفضيلة. فنبه في دروسها عدد عديد من الفلاسفة والعلماء. وظهر في صفوفها مئات من الأدباء والكتّاب الذين لا تزال مصنفاتهم إلى اليوم مرجعاً للقاصي والداني. يتكلم الكتاب عن "مدارس العراق قبل الاسلام"، عن مؤسسيها وعما بذلوا من الهمم في طريق نجاحها، ويذكر مناهجها وما قرأ تلاميذها على مدرسيها، ثم يعدد أشهر من نبغ في صفوفها وأفضل ما حبّروا من الأسفار حتى أخنى عليها الدهر واستأصل آثارها، مع الإشارة إلى المراجع معتمدين على أصدق الكتب. تأليف رفائيل بابو اسحق.