نظراً لشغف مارك فيليبس الدائم بمنهج التفسير الرمزي الذي تبنته مدرسة الاسكندرية اللاهوتية، فقد حاول تتبع منابع هذا المنهج، أي ما هو أصله، أو ما الدافع أو السبب الذي حفّز مدرسة الاسكندرية على تبني هذا المنهج عمّا عداه من مناهج التفسير، خصوصاً المنهج التاريخي الحرفي الذي تبنته مدرسة أنطاكية اللاهوتية، وما هو سبب الاختلاف بين المدرستين، الأمر الذي وجدته يرجع أساساً إلى اختلاف فلسفي قديم بين أفلاطون وأرسطو. لذلك يقدم في هذا المقال مفهوم القديس كيرلس الكبير للكتاب المقدس ونظرته لكل من المنهجين، يعقبه مقالاً عن سبب الخلاف بين مدرستي أنطاكية والاسكندرية من جهتهما، وماذا كان موقف القديس كيرلس من هذا الخلاف. ولماذا اختاره ليكون نقطة الانطلاق في هذا البحث.