اختاره الله في سن صغيرة ولذلك قال "جيد للرجل أن يحمل النير في شبابه"، وكان النير بالنسبة له خدمته واضطهاده من الجميع وأحزانه على ما سوف يحدث لشعبه. معنى اسمه في العبرية "الرب يؤسس". استمرت خدمته حوالي 41 سنة في مملكة يهوذا قبل سقوطها وبعده، ثم استمرت خدمته ونبواته في مصر لمدة يصعب تحديدها. كان نبياً معذباً مضطهداً من شعبه ومن الكهنة ورؤسائهم ومن الملوك بل ومن عائلته. كان نبياً باكياً وسُمي كذلك لبكائه على خطايا شعبه ومصيرهم الذي أعلنه الله له، وسمي كذلك بسبب كتابته للمراثي. نبوات إرميا غير مرتبة زمنياً ويمتزج فيها التهديدات بالمراحم الإلهية للتائبين. بالمقاييس البشرية كان إرميا في خدمته فاشلاً فلا نرى أنّ أحداً تاب بسببه، ولكن كان هو صوت الله الذي سيدين هذا الشعب فهم قد سمعوا ورفضوا. بقلم القس انطونيوس فكري.