يعتبر الإصلاح الديني الذي ظهر أول ما ظهر في ألمانيا في القرن السادس عشر، أعظم مرحلة من مراحل التطور التي أتت على أوروبا، في التاريخ الحديث، بل على العالم أجمع، بعد إشراقة فجر المسيحية في الوجود في القرن المسيحي الأول. ومع أن الإصلاح كان هدفه الدين في جوهره ومفاهيمه وتطبيقه، ولأجل هذا السبب قامت انتقاضته، إلا أننا نرى أكثر من دائرة أخرى تتأثر به في قليل أو كثير: دوائر الفكر والثقافة والعلم والاجتماع ومفاهيم الحياة بجملتها، لقد أصبح الفكر الديني المصلح، بكافة ما أحاط به من ملابسات، وما صحبه من تطورات، القوة الدافعة للانطلاقة الجبارة في تاريخ الحضارة الحديثة. يعالج الكتاب "المسيحية في عصر الاصلاح" الخلفية السياسية والإجتماعية للإصلاح، أي الحالة التي كان عليها المجتمع الأوروبي قبيل إشراقة عهد الإصلاح وأثرها. بقلم الدكتور عزت زكي.