تُعد " برطلي" من بلدان الشرق السرياني القليلة، التي يعود تاريخ بنائها إلى عصر يسبق الفتح الإسلامي بمئات السنين وماثلة حتى اليوم، وتُجمِع المدونات التاريخية على ذلك، وقد دخلتها المسيحية منذ أوائل التبشير بالبشرى السارة في القرن الثاني الميلادي. هي حاضرة مهمة جداً من كبريات حواضر السريان التاريخية، وموطن من مواطنهم القيادية الروحية، وضرب من مضارب الكنيسة السريانية الارثوذكسية الخصبة التي رفدت كنيسة المشرق بجمهرة من حملة الكلمة والثقافة والمعرفة في حقبة طويلة من تاريخ كنيسة المشرق الأصيلة. فقد جمعت " برطلي" المجد من أطرافه، وعانت من رسالتها ما عانت وصبرت على أحداث الزمان. يضع الاب سهيل قاشا هذا الكتاب للتعريف عن تاريخ الحواضر السريانية الماثلة كشاهد حي للكنيسة والمجتمع.