كُتب كتاب "السلم" في زمن كان فيه الفتح الإسلامي موشكاً أن يتسبب في انتقال قلب الحياة الرهبانية من الشرق الأدنى إلى جبل آثوس، فكان ثمرة مرحلة انتقالية جمع ونظّم فيها تعاليم آباء القرون الثلاثة الأولى للحياة الرهبانية، وألّف منها مجموعة واحدة متناسقة منسجمة، وهو يظل إلى اليوم بمثابة مرجع ودليل للحياة الرهبانية "البيزنطية".
تسمية الكتاب مستوحاة من رؤيا يعقوب. وقد رتّب القديس يوحنا السلمي في كتابه ثلاثين درجة إشارة إلى سني يسوع الثلاثين قبل ظهوره للعالم. وإلى جانب كونه مؤَلفاً متزناً متكاملاً يمثّل إلى حد كبير التقليد الكنسي الذي آلت إليه الحياة الرهبانية في الكنيسة الأرثوذكسية، ويُعدّ مرجعاً عاماً في هذا الصدد. أما قوام الكتاب ومحتواه بصورة إجمالية فيمكن عرضه كما يلي: الدرجات الثلاث الأولى تبحث في الزهد في العالم. والدرجات الأربع الأخيرة تبحث في الاتحاد بالله. بين الزهد في العالم والاتحاد بالله، في الدرجات الثلاث والعشرين الباقية يتوسط السلّم الجهاد مبتدئاً بالفضائل الدعامة وماراً بمجاهدة الأهواء ومنتهياً بثمرة ذلك الجهاد. فما كان في البداية جهاداً متعباً يصبح في النهاية نعمة تؤول إلى حضور الروح. كتاب السلم الى الله تعريب رهبنة دير مار جرجس الحرف، ومن منشورات النور.