الولادة: 30
الوفاة: 107
✝️ نَشْأَة إِغْناطيوس وخِدْمَتُهُ
وُلِد إِغْناطيوس (إِجناتيوس، إِجناطيوس) حوالي عام 30 م. وقيل إنّه نشأ في سوريا. ويرى البعض أنّه الطفل الذي حمله السيّد المسيح مُقدِّماً إيّاه مَثلاً للتواضع (متّى 18: 2-4).
إذ رأى الرسل غيرته المتقدة رسموه أُسقُفاً على أَنْطاكية. وقد اختلف البعض في شخصيّة من سامه، فيرى البعض أنّ الرسول بطرس سام إفوديوس على اليهود المتنصّرين، والرسول بولس سام إِغْناطيوس على الأُمم المتنصّرين. وعندما تنيّح الأوّل تسلَّم إِغْناطيوس رعاية الكنيسة بشطريها.
اتَّسَم بغيرته على خلاص النفوس، فكسب الكثير من الأُمم للمسيح، كما اتَّسَم بحبّه الشديد لشعبه، وهو ما ظهر في حديثه مع مستقبليه في سِميرنا أثناء رحلته إلى روما للاستشهاد، إذ كان يذكرهم ويطلب الصلاة من أجلهم.
🎶 نِظَام التَّسْبيحة
قيل إنّه رأى في رؤيا الملائكة تُسبِّح مُمجِّدة الثالوث القدّوس، فنقل النظام الذي لاحظه إلى الكنيسة الأَنْطاكيّة، ثم انتشر بعد ذلك بين بقية الكنائس.
👑 لِقاؤه مع تراجان
إذ سمع الإمبراطور تراجان بغيرته على انتشار المسيحيّة استدعاه، ودخل معه في حوار بشأن “يسوع المصلوب”. وانتهى الحوار بأمرٍ أن يُقيَّد إِغْناطيوس ويُقاد إلى روما ليُقدَّم هناك طعاماً للوحوش الضارية. ابتهج الأسقف إذ سمع بذلك، وحسب الأمر الإمبراطوريّ أعظم هديّة، فجثا وصرخ: «أشكرك أيّها السيّد الرب، لأنّك وهبتني أن تُشرِّفني بالحبّ الكامل نحوك، وسمحت لي أن أُقيَّد بسلاسل حديديّة كرسولك بولس».
ثم قبّل قيوده متضرِّعاً إلى الله أن يحفظ الكنيسة التي خدمها حوالي أربعين عاماً.
🛶 إلى رُوما
خرج القدّيس في حراسة عشرة جنود، وصاحبه من كنيسته فِيلون وأغاتوبوس. ولشدّة حبّ الشعب له، عامله الجنود بقسوة متعمّدة، فدعاهم بالفُهود. وصل إلى سِميرنا حيث استقبله القدّيس بوليكاربُس، وجاءت وفود من كنائس أَفَسُس وتَراليا ومَغنيزيا، فاغتنم الفرصة وكتب رسائل لهم. كما كتب رسالة إلى كنيسة روما، جاء فيها:
«لا تُظهروا لي عطفاً في غير أوانه، بل اسمحوا لي أن أكون طعاماً للوحوش الضارية… إنّني خبز الله، اتركوني أُطحن بأنياب الوحوش لأكون خبز المسيح النقيّ».
📜 في تَرواس ورِحْلَته الأخيرة
أبحر من سِميرنا إلى تَرواس، وكتب ثلاث رسائل: إلى فيلادلفيا، وسِميرنا، وبوليكاربوس. ثم توجّه إلى نيوبوليس، ومنها إلى فيلبّي، ثم إلى إيبيرُس وتيرينِه، وأخيراً إلى بورتوس حيث استقبله الإخوة بفرحٍ ممتزج بالحزن. جثا وصلّى لكي يوقف الله موجة الاضطهاد عن الكنيسة، وأن يزيد محبّة الإخوة بعضهم لبعض.
🦁 اسْتشهاده وتِذْكاره
أسرع به الجنود إلى الساحة، حيث أُطلقت الأسود فوثبت عليه ولم تُبقِ منه إلا القليل من العظام. جمع المؤمنون ذخائره وأرسلوها إلى كنيسته في أَنْطاكية.
تُعيِّد له الكنيسة في ٧ أبيب.
مصدر آخر
✝️ إِغْناطيوس النُّورانيّ الأَنْطاكِيّ
إِغْناطيوس المُلقَّب بالنُّورانيّ أو الأَنْطاكِيّ، والذي يُدْعَى أيضاً ثيوفوروس (باليونانيّة: Θεοφόρος أي حامل الإله)، هو قدّيس وأحد آباء الكنيسة، وكان على الأرجَح أحد تلامذة الرَّسولين بطرس ويوحنّا.
هو ثالث أُسقُف (بطريرك) على أَنْطاكية بعد بطرس وإفوديوس الذي تُوفِّي حوالي سنة 68 م. وقد ذكر “أبو التاريخ الكنسي” أوسابيوس القيصريّ أن إِغْناطيوس خلَفَ إفوديوس بشكلٍ جعل فيه تسلسله الرسوليّ أكثر قربًا، حيث إن بطرس نفسه أقامه على كُرسيّ أَنْطاكية. ويُصنَّف إِغْناطيوس بشكلٍ عام كأحد آباء الكنيسة الرسوليّين (أي المجموعة الرسميّة الأولى من آباء الكنيسة)، وتعترف جميع الكنائس الرسوليّة بقداسته.
الكنيسة الكاثوليكية الغربية تعيّد له في 17 تشرين الأوّل (أكتوبر).
الكنيسة الأرثوذكسيّة الشرقيّة، بالإضافة إلى الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة، تعيّد له في 20 كانون الأوّل (ديسمبر).
🕊️ فَلْسفة حياته واسْتشهاده
كانت خُلاصة فلسفة إِغْناطيوس في الحياة أن يعيش عمره مُحاكيًا حياة السيّد المسيح. وقد اعتقلته السلطات الرومانية وأرسلته إلى روما تحت ظروف اعتقال شديدة القسوة، حيث قال في إحدى رسائله:
«من سوريا إلى روما حاربت ضد مسوخ متوحّشة، على الأرض وفي البحر، في الليل والنهار، مُلزَم بالبقاء بين عشرة نمور، وبرفقة جنود يزدادون سوءًا وجفاء كلّما حاولوا إظهار اللطف».
(من رسالة إِغْناطيوس إلى أهل روما 5).
مات إِغْناطيوس شهيدًا في عاصمة الإمبراطوريّة، حيث أُلقي في أحد المسارح الرومانية لتفترسه الأسود في عهد الإمبراطور ترايانوس. وكانت غاية السلطات أن تجعل منه عِبرة لغيره من المسيحيّين كي يخافوا ويتوقّفوا عن نشر معتقداتهم.
📜 رسائل إِغْناطيوس الأصليّة
كتب إِغْناطيوس سبع رسائل تُعَدّ أصليّة:
- الرسالة إلى أهل أَفَسُس (Ephesus).
- الرسالة إلى أهل مَغنيسية (Magnesia).
- الرسالة إلى أهل تَرَاليس (Trales).
- الرسالة إلى أهل رُوما (Roma).
- الرسالة إلى أهل فيلادلفيا (Philadelphia).
- الرسالة إلى أهل سِميرنة (Smyrna).
- الرسالة إلى بُوليكاربوس أسقف سِميرنة.
تُعَدّ هذه الرسائل من أهم مصادر الفكر المسيحيّ المبكّر، حيث أثبتت أهميتها في تطوّر اللاهوت، وأظهرت مفاهيم جديدة حول الإفخارستيا، ووَحْدَة الكنيسة تحت الأسقف، وإلوهيّة المسيح.
📖 تعاليمه اللاهوتيّة
أكَّد إِغْناطيوس على إلوهيّة المسيح: «هُناك طبيب واحد يمتلك كلاً من الجسد والروح… هو سيّدُنا يسوع المسيح» (الرسالة إلى أهل أَفَسُس 7).
أطلق على التناول المقدّس اسم “علاج الخلود” (الرسالة إلى أهل أَفَسُس 20: 2).
شدَّد على الولاء لأسقف واحد في كلّ مدينة، قائلاً: «حيثما يكون الأسقف، فليتواجد الشعب، وحيثما يكون يسوع المسيح، هناك الكنيسة الكاثوليكيّة» (الرسالة إلى أهل سِميرنة 8).
هو أوّل من استخدم لفظة “كاثوليكوس” (كاثوليكيّة) لوصف الكنيسة.
دعا إلى ترك السبت اليهوديّ واستبداله بـ “يوم الرب” (الأحد) باعتباره اليوم الذي فيه تجلّت القيامة.
🕯️ رسائل منسوبة إليه (مزيفة)
في القرن الخامس الميلادي أُضيفت إلى مجموعة رسائله الأصليّة نصوص زائفة، منها:
- الرسالة إلى أهل طرسوس.
- الرسالة إلى أهل أنطاكية.
- الرسالة إلى هيرو، شماس في أنطاكية.
- الرسالة إلى أهل فيلبي.
- رسالة ماريا المتنصّرة حديثًا إلى إِغْناطيوس.
- الرسالة إلى مريم في نيابوليس.
- رسالتان إلى القديس يوحنا.
- رسالة منسوبة إلى العذراء مريم.
وقد اعتبر الباحثون أن هذه الرسائل أُلِّفت لاحقًا لإقحام إِغْناطيوس في النزاعات اللاهوتيّة، وهي لا تُعَدّ موثوقة.
موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت